المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله : تحديات المنطقة ضخمة ولتكن لنا أفكارنا وعلينا ألا نكون أتباعا لأحد


وطنية-4/11/2008

استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، وفد الهيئة الإدارية ومجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين، وجرى بحث في عدد من القضايا الإسلامية، وخصوصا العقبات التي تعترض طريق الوحدة الإسلامية، والمسؤولية الواقعة على عاتق العلماء لتذليل هذه العقبات من خلال الخطاب الوحدوي والعلمي والموضوعي، والآليات المفترضة لحماية الخط الوحدوي في الأمة.

وتحدث الشيخ عبد الناصر الجبري باسم الوفد، فقال:" نحن في تجمع العلماء المسلمين نعمل دائما على التواصل مع السيد فضل الله وزيارته ليس فقط من أجل البركة فحسب، ولكن للاستفادة من فكره الإسلامي المنفتح ومواقفه الوحدوية وتجاربه الكبيرة وعقله النير، وللأخذ بتوجيهاته الحكيمة في زمن قل فيه الموجهون المخلصون، وتناقص فيه أهل العقل والإيمان، ونحن نكن في نفوسنا الاحترام والتقدير لهذه المرجعية التي تجاوزت المستوى المذهبي إلى المستوى الإسلامي العام، فنحن منذ تفتحت أعيننا على العمل الإسلامي الوحدوي ننظر إلى السيد فضل الله كقدوة كبيرة في خط هذا العمل وكمرشد وناصح وموجه، وإننا نسأل الله أن يحفظه ويديم عليه الصحة والعافية ليواصل عطاءه الذي يغني التجربة الإسلامية الإنسانية".
وتطرق السيد فضل الله في حديثه الى الوفد إلى المشاكل التي تعترض المسيرة الإسلامية الوحدوية، فرأى "أن من أخطر هذه المشاكل أن يصبح التشيع دائرة مغلقة وأن يصبح التسنن كذلك بالنسبة إلى من ينتمي إليهما. ولذلك أصبحنا نشعر بالغربة، عندما يحاول أحدنا أن يفتح نافذة يطل من خلالها على وجهة نظر أخرى غير تلك التي تتحرك في الخطوط الملتوية سياسيا وعصبيا، وما إلى ذلك".

أضاف: "إننا نلاحظ الكثير من الإصرار على الخطأ في السجالات التي تنطلق من هنا وهناك مع أن الجميع يرصد سعيا استكباريا وصهيونيا متزايدا لإدخال العالم الإسلامي في أتون الصراع المذهبي، حتى إننا لمسنا في الآونة الأخيرة قصر نظر في أكثر من موقع حيال رصد هذا الخطر الداهم، ورأينا كيف تحرك الخبث العصبي في أكثر من مكان، وكيف بدأت المحاولات لتضييق الدوائر الإسلامية التي تمثل وجهات نظر فقهية واجتهادية".

وتابع: "لعل ما يحزنني ـ في متابعتي للواقع الإسلامي ـ هو أنه حتى الوحدويين لا يفكرون كيف يكتشفون آلية الوحدة، وأن الوحدة أصبحت شيئا فوقيا نتحدث عنه بكلمات عامة لنشير إلى أن العالم الإسلامي يشكل وحده، وأن المذاهب هي تنوعات داخل الدائرة الإسلامية الواسعة. ولكننا ابتلينا بمرض عضال يتمثل في هذه التبعية التي تعيشها الدوائر العلمائية الإسلامية لهذه الجهة السياسية أو تلك، أو لهذه الدولة الإقليمية أو تلك، بحيث ينزل خطاب هذه الجهة أو تلك الدولة نزول الوحي على العلماء والمشايخ وعلى الهيئات الإسلامية والشرعية هنا وهناك".

وقال: نحن كمسلمين نؤمن بما انطلق النبي(ص) به بأنه تحرك لخدمة الناس كافة، بعيدا من أي نوع من أنواع الانتماءات الضيقة، وحتى الحقيقة التي علينا إظهارها، لا بد من أن ننطلق لإبرازها من ناحية موضوعية حتى تأخذ وسعها وامتدادها، أما عندما نقدمها للناس من نافذة القضايا العصبية ومن زاوية الانتماء المغلق فقد تسقط وتتراجع حركتها... لذلك فإن علينا من خلال تجمع العلماء المسلمين وكل العاملين للوحدة الإسلامية أن نحاول أن نفتح الدوائر الضيقة والمغلقة لمصلحة قضايا الأمة وقضايا الإسلام... لتكن لنا أفكارنا، ولتكن لنا مواقفنا، ولكن علينا ألا نكون أتباعا لأحد، لأن التبعية تجعلك خاضعا للخلفيات والعناوين العصبية، بما يجمد حركة الإسلام في الواقع ويخنق حركة الوحدة الإسلامية في مهدها".

اضاف:" لذلك علينا أن نخلص للاسلام على مستوى التجديد في أساليب العمل وعلى مستوى الذهنية، لأن الأصالة شيء والتبعية شيء آخر... ونحن نريد لتجمع العلماء المسلمين أن يدرس هذا الواقع في دقة، لأن التعقيدات الموجودة في العالم كبيرة والتحديات التي نعيشها في المنطقة تحديات ضخمة تحتاج إلى أن نواجهها كدعاة نواصل حركة الدعوة كما نواصل دورنا في العمل السياسي والجهادي، فلا تستغرقنا العناوين السياسية ولا نذوب في عنوان معين على حساب العناوين الأخرى، بل نعمل للمسألة الفكرية والثقافية والعلمية إلى جانب المسائل الأخرى لنتوازن في صنع القوة الذاتية بما يكفي لمواجهة كل التحديات".


04-تشرين الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان