آية الله فضل الله دعا لتشكّلات سياسية شعبية تواجه النفوذ الاستكباري في البلاد
جريدة السفير - 3/11/2008
دعا آية الله السيد محمد حسين فضل الله الى القيام "بخطوات عملية وجدية لإحداث تشكلات سياسية شعبية فاعلة تخدم قضايا الشعوب المستضعفة وخصوصا شعوبنا العربية والإسلامية، وتواجه النفوذ الاستكباري في بلادنا في سياق خطة تتكامل فيها المواقع وتتوزع فيها الجهات المتعددة الأدوار".
وفي تصريح له حول تداعي المنظمات الدولية والإقليمية وضرورة البحث عن بدائل لها قال: "لقد شهدنا في العقود الأخيرة، وفي السنوات الأخيرة، وخصوصا في عهد الإدارة الأميركية المحافظة، تداعيا مستمرا للأمم المتحدة، الأمر الذي جعل عجلة الحروب تسبق عجلة السلام، حيث إن الإدارة الأميركية اجتاحت الأمم المتحدة قبل أن تبدأ عملية الغزو الدامي في احتلالها لأفغانستان والعراق وفي استباحتها للقانون الدولي والشرائع الدولية واتفاقيات جنيف وغيرها من القوانين التي تسالمت عليها الدول. أما منظمة المؤتمر الإسلامي، فقد اختفت السياسة الأميركية وراء الكثير من خلفياتها في جهد أميركي متواصل لإيجاد محور إسلامي تابع للمحور الأميركي، للايحاء بأن الأمة الإسلامية تدعم مقررات هذا المحور وتسير في فلكه مع حفظ ماء الوجه في بعض الشعارات الإسلامية أو في طرح عناوين القضايا الإسلامية على جدول أعمالها بطريقة رسمية كلاسيكية، الأمر الذي أسقط مضامين هذه القضايا، وخصوصا القضية الفلسطينية. أما الجامعة العربية التي انتقلت من الحاضنة البريطانية إلى الحاضنة الأميركية، فقد لمسنا في حركة الكثير من موظفيها مراعاة لهذه الدولة العربية الفاعلة، أو لذاك المحور العربي الذي قد يتشكل تحت سيل الضغوط الأميركية، ووجدناها تذهب في حركتها الدبلوماسية والسياسية إلى حيث تريد بعض الدول العربية الخاضعة للإملاءات الأميركية".
ودعا إلى "حركة جديدة على مستوى المنظمات الإقليمية أو الدولية، فإذا كانت المنظمات القائمة لا تزال تمثل ضرورة لتجميع الدول في نطاق مؤتمرات تخفف من حدة الانقسام أو تصنع واقعا شكليا من الانسجام، فإننا لن ندعو إلى الخلاص الكلي من هذه المنظمات التي فشلت ـ إلى حد كبيرـ في تأدية رسالتها، ولكننا ـ في الوقت نفسه ـ ندعو إلى قيام جامعة الشعوب العربية ومنظمة الشـــعوب الإسلامية وإلى تحالف الشعوب المستضعفة بهيئاتها الشعبية وحركاتها التحررية في مواجهة محاور الاستكبار ومواقع الظلم العالمي، وخصوصا الأميركي والصهيوني".