ورأى السيد فضل الله "أن الإدارة الأمريكية حاولت من خلال المجزرة التي قامت بها في منطقة البوكمال السورية الدخول على خط العلاقات العربية ـ العربية مجددا للعبث بهذه العلاقات"، داعيا العرب إلى "منع الشيطان الأميريكي من الدخول على خط علاقاتهم الداخلية".
وشدد على "أن العدوان الأمريكي على سوريا يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى أي موقع عربي تقيم فيه قواعدها المحتلة كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية المجاورة"، داعيا العراقيين إلى "الحذر من الخدع الأمريكية، وخصوصا في مسألة الاتفاقية الأمنية"، مؤكدا "أنه كلما أسرع العراقيون في إخراج المحتل من بلادهم، كلما جنبوا بلدهم والبلدان المجاورة الكثير من الويلات والمجازر والإرهاب".
وقال السيد فضل الله: "إن هذه الاستباحة الأمريكية للأراضي السورية، والاعتداء على سيادة بلد عربي بطريقة استعراضية إجرامية تمثل آخر المحاولات التهويلية التي تعمل الإدارة الأمريكية المحافظة على استخدامها لتمرير بعض إملاءاتها السياسية في المنطقة والتي تسعى من خلالها لحفظ ماء الوجه في ظل إخفاقاتها الأمنية والسياسية المتواصلة، وخصوصا في العراق".
أضاف: "إن خطورة ما أقدمت عليه الإدارة الأميريكية في هذه المجزرة الجديدة تكمن في أن الإدارة الأمريكية ومن خلال جيشها المحتل، حاولت الدخول مجددا على خط العلاقات العربية ـ العربية للعبث بهذه العلاقات، وإشاعة أجواء من التوتر بين أكثر من طرف عربي، واستخدام هذا الموقع العربي للاعتداء على موقع عربي آخر. وهو ما ينبغي أن يتحرك الجميع للتصدي له بمسؤولية سياسية كبيرة حتى لا يتكرر، وحتى لا يدخل الشيطان والأمريكي مجددا على خط العلاقات الأخوية العربية والإسلامية فيعبث بها لحساب مصالحه ومصالح إسرائيل".
وأعلن "أن هذه الجريمة الأميريكية تؤكد مجددا خطورة ما تخططه الإدارة الأميريكية من خلال استعجالها للحصول على أي مستمسك لاستمرار احتلالها للعراق أو إقامة قواعد عسكرية دائمة على أرضه بفعل الاتفاقية الأمنية وغيرها. لأن الإدارة الأمريكية تنظر إلى أي موقع عربي تقيم فيه قواعدها المحتلة كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية والإسلامية المجاورة، ولذلك حذرنا العراقيين في السابق ونحذرهم في هذه الأيام من الخدع الأمريكية التي قد يتم تمريرها في الاتفاقية الأمنية أو غيرها، كما أننا نعتقد بأن إدارة الرئيس جورج بوش تتحرك في خط النفاق السياسي الذي لا يمكن للشعوب أن تطمئن من خلاله على مصيرها ومستقبلها واستقلال بلدها".
ودعا السيد فضل الله "العراقيين من كل الطوائف والمذاهب والأعراق، وخصوصا أولئك الذين اكتووا بنار الاحتلال وجرائمه ومجازره، إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذا الاحتلال والسعي الحثيث لإخراجه من العراق بأسرع وقت ممكن، لأنه كلما تمكن العراقيون من الإسراع في إخراج المحتل من أرضهم كلما جنبوا بلادهم والبلدان المحيطة بهم الكثير من الويلات والمجازر والإرهاب، لأن الاحتلال يمثل أعلى مستويات الإرهاب ولا يمكن إبعاد هذا الإرهاب إلا من خلال اجتثاث الاحتلال نفسه".
ورأى "أن التهديد الأميريكي بتغيير قواعد اللعبة يمثل محاولة تهويل أميريكية على الداخل العراقي وفي موضوع الاتفاقية الأمنية تحديدا، وأن الرفض الأميريكي للتعديلات العراقية الأخيرة يؤكد أن أميريكا لا تريد للعراقيين أن يحافظوا على أصول السيادة التي تمنع الأميريكيين من نقض المواثيق المبرمة معهم"، مشددا على العراقيين "أن يتنبهوا إلى ذلك ليردوا عليه بالموقف الحاسم الرافض للتخلي عن كل ما يمس بسيادتهم وحقوقهم والرافض في الوقت نفسه لاستخدام العراق كمنطلق للاعتداء على الجوار".