وقال فرنجيه على الأثر: "نشكر الرابطة المارونية على جهودها وعلى ما تبذله، وهي جهود كبيرة، ولكن صبر رئيس الرابطة طويل. ولقد اصبحت قصة المصالحة المسيحية كقصة ابريق الزيت، ولقد اتعبنا اللبنانيين كثيرا في الحديث عنها وحولها، ولكن كلما سارت الامور بالطريق الصحيح والسليم وبعيدا عن الاعلام رأيناها تبرز اعلاميا، مما يجعل الناس في بعض الاوقات تعتقد ان الامور ذاهبة بهذا الاتجاه او ذاك. وأعتقد انه خلال اجتماعنا مع الرابطة ورئيسها الاستاذ جوزف طربيه اتفقنا على امر اساسي هو التهدئة الاعلامية او عدم الافتراء اعلاميا على بعضنا البعض. نحن في موقع سياسي والآخرون في موقع آخر، وكل من الطرفين يمارس السياسة وفق اقتناعاته، ولكن دون الافتراء او التهجم الشخصي. وهذا أمر نراه جيدا وخطوة على طريق التهدئة إذا قبل بذلك الطرف الآخر. وبالنسبة الى المناخ العام، فإن موضوع المصالحة يجب أن يثار بهدوء، لانه اذا سلقت الامور فإننا نكون نضر أكثر مما نفيد، كما هي الحال اذا حصل تأخير.
وكل شيء يجب ان يحصل في حينه وعندما يكون الجميع مرتاحا، ولكن المصالحة ليست كرة ترمى في هذا الملعب او ذاك، إنها مسألة وجدانية، فقد سالت دماء الابرياء في فترة من التاريخ وقسمت المسيحيين بالشكل الذي قسمتهم فيه، فالاحراج وجداني وليس سياسيا، ونحن في السياسة لسنا محرجين، فاذا كان أحد يريد أن يحرجنا فأن الحرج أخلاقي ووجداني، ومع الرابطة سنكمل الاتصالات لأنها خير وسيط بين الجميع، ونتمنى على الجميع، ولاسيما على الاعلاميين والاعلام، أخذ موضوع المصالحة بموضوعية، لأن نقطة الزيت قادرة على إشعال حريق كبير في هذا الموضوع، خصوصا أن الظرف هو ظرف مصالحات كما نرى، ولهذا فان الكلام على المصالحة ولاسيما الكلام السلبي يعيد اجواء التشنج التي نحن بغنى عنها، وهذا الموضوع يجب ان يعالج بروية وبطريقة صحيحة، فالساحة المسيحية شبعت دما وسنتصالح في يوم ما، ولكن لا أستطيع ان احدد متى، كما اني لا استطيع ان احدد الشكل، ولا الرابطة قادرة على ذلك ولا خصمنا حتى، واكرر القول اذا كان الجو جو مصالحات فان الساحة المسيحية لن تكون بعيدة عنه، وما من احد يفرض علينا ان نتصالح او لا نتصالح، ونحن عندما نرى المصالحة مناسبة وتريح ناسنا ولا تؤذي غيرنا وتريح جميع الناس فاننا نكون معها".
وردا على سؤال عما اذا كان ذلك يعني ان المصالحة وضعت على الرف، قال: "لا نقول ان المصالحة وضعت على الرف، بل نقول ان الشكل المطروحة فيه المصالحة حاليا، والمضمون الذي تطرح فيه يجعلها غير ناضجة، وقد يكون غدا كلام آخر وطرح آخر يضعان المصالحة على نار قوية، اما اليوم فاننا نقول ان المصالحة لم تعد على نار قوية".
وحول شروط "المردة" للمصالحة وما إذا كانت نوقشت خلال الاجتماع قال: "لقد قلنا، والرابطة تعرف اننا لم نضع شروطا تعجيزية. يجب أن يقفل هذا الموضوع في صورة نهائية لكي لا يبقى سلعة للتجارة كما يتاجر به البعض على الشاشات وفي الاعلام، ويتكلمون كما يتكلم ميشال حايك، ويوحون أنهم اصبحوا يعرفون كل شيء. هذا الموضوع يجب التعامل معه بطريقة افضل وعقلانية أكثر".
وعن مطالبة الرابطة بتأليف لجنة لصياغة بيان المصالحة أجاب: "لقد اتفقنا اولا على التهدئة الاعلامية، فاذا حصلت التهدئة واصبح الجو ايجابيا فإننا نصل الى كل الامور، ولكن حاليا نحن في انتظار مرحلة من الزمن تحدد كيف يكون التعاطي، وفي ضوء ذلك نحدد كيف ستكون الامور".
وسئل رئيس الرابطة المارونية: هل انتم مستمرون في مساعيكم؟ فأجاب: "نعم، نحن مستمرون في مساعينا".