وكالات - 28/10/2008
وصل مساء امس الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود، وكان في استقباله في المطار وزير الخارجية مانوشهر متكي. وزار الرئيس لحود صباح اليوم وزارة الخارجية والتقى الوزير متكي في حضور النائب السابق اميل لحود والقاضي سليم جريصاتي. وعقد الرئيس لحود والوزير متكي مؤتمرا صحافيا مشتركا حيث اعلن لحود "ان زيارته تأتي لشكر ايران على دورها الايجابي في لبنان". كما أشاد لحود "بزيارة العماد عون الى طهران" معتبراً واعتبر "ان المسيحيين في لبنان منفتحون ويتواصلون مع العالم اجمع فكيف اذا مع اصدقاء لبنان. من هنا تأتي اهمية زيارة العماد عون الى ايران. والانتقادات التي وجهت اليها من قبل ان تتم، انما تدل على حملة منظمة سعت من دون نجاح الى افشال هذه الزيارة". واشار إلى "ان لايران اياد بيضاء في لبنان من خلال المساعدات التي قدمتها اثناء وبعد العدوان الاسرائيلي عام 2006 وغيرها من الاستحقاقات المصيرية في تاريخ لبنان الحديث".
واضاف: "ان ايران وسوريا وقفتا حقا الى جانب لبنان فيما الاخرون كانوا يطلقون الكلام فقط، وتم تحرير الاراضي اللبنانية شارك من شارك في اعادة الاعمار دون اية مآرب". ووصف العماد لحود ايران وسوريا وقطر بانهم من اصدقاء لبنان الحقيقيين، معلنا تحديه لكل الاخرين الذين يدعون الدفاع عن لبنان.
أما على صعيد المصالحات فاعتبر لحود "ان اللقاء بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري هام وسيؤدي الى تهدئة الاوضاع وسيترك بالتأكيد اثره الايجابي على الساحة اللبنانية"، مضيفا ان "مثل هذه اللقاءات تأتي في اطار اتفاق الدوحة، ولا شك انها تغضب الاعداء والكيان الصهيوني؛ كما انها خطوة ايجابية مهمة تساهم باعادة اللحمة الوطنية".
وفيما يتعلق بالهمجية الإسرائيلية ضد لبنان؛ قال لحود: ان "الكيان الصهيوني تكبد الهزيمة، وهو بصدد الانتقام من خلال المؤامرات والخديعة"، مشددا على انه "ما دام هذا الكيان موجودا ويحظى بدعم من القوى الكبرى فلن يكون هناك اي معنى للسلام"، مضيفا انه "بعد احتلال الاراضي اللبنانية من قبل الكيان الصهيوني واصدار القرار 428 من قبل مجلس الامن الدولي، لم يكن يتصور انه يمكن استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة بواسطة هذا القرار، الا ان المقاومة نشأت من صميم الشعب في لبنان وبالتالي تمت استعادة الجنوب اللبناني من القوات الصهيونية". كما أعلن بأنه بذل قصارى جهوده من "اجل عدم التفرقة بين مختلف الطوائف اللبنانية"، مؤكدا "ان المقاومة بإمكانها ان توجد الوحدة بين كل الطوائف".
هذا واعرب لحود عن شكره وتقديره للجمهورية الاسلامية الايرانية وشخص الرئيس محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية، بسبب المواقف الداعمة للبنان في احلك الظروف التي مر بها، لافتا ان الاخرين كانوا متفرجين واكتفوا بالكلام فقط ولم يبادروا بأي خطوة.
من جانبه قال متكي انه "من حسن الحظ تحققت خطوتان رئيسيتان على مسار استقرار لبنان، اي انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتشكيل الحكومة"، مضيفا انه "بقيت خطوة ثالثة اي الانتخابات التي ستجري خلال الاشهر القادمة، بمشاركة شعبية جادة".
ووصف متكي لبنان بأنه "نموذج رائع للتعايش السلمي بين جميع الطوائف والمذاهب المختلفة، مشيدا بالمقاومة التي ابداها الشعب اللبناني خلال الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان في تموز 2006". واثنى متكي على شخصية العماد اميل لحود، وخدماته الخالدة في الاذهان لصيانة استقلال لبنان ووحدته، من خلال مسؤولياته التي تولاها بما فيها قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، واصفا إياه بأنه من الشخصيات البارزة في المقاومة اللبنانية الموحدة في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني، وأنه كان من الاركان المؤثرة في المحادثات التي جرت في الدوحة من اجل إنهاء الازمة اللبنانية.
واعرب متكي عن شكره وتقديره للعماد اميل لحود على تلبيته الدعوة لزيارة ايران، مشيرا الى "ان الجانبين لديهما وجهات نظر مشتركة تجاه التطورات في المنطقة وآفاق تحقق ارادة شعوبها ونيل حقوقها المشروعة في صيانة الاستقلال والوحدة الوطنية ومعارضة النفوذ الاجنبي".
كما ادان متكي العدوان الارهابي الذي نفذته القوات الامريكية عصر يوم الاحد الماضي على الاراضي السورية، وانتهاكها لسيادة بلد مستقل وعضو في الامم المتحدة، مضيفا ان الادارة الامريكية الحالية وكما يبدو تريد في ان تختتم ولايتها في ايامها الاخيرة، بصفحة دموية وعدوانية اخرى.
وفي السياق نفسه؛ ادان ايضا الاعتداءات الامريكية في باكستان، الامر الذي يشير الى التخبط الامريكي في المنطقة، مضيفا ان الرئيس الامريكي القادم قد يكون الخيار الاخير لتحسين صورة امريكا التي اساءت لها كثيرا الادارة الحالية طيلة السنوات الثماني الاخيرة.