أكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله، أن دفاعه عن الصحافي الفرنسي ريشار لابيفيار، هو واجب إنساني يتصل بالموقف الإسلامي من قضية الظلم ومن مسألة حرية التعبير، مشيراً إلى "أن من واجبنا أن نعلن عن تذمرنا من الطريقة التي يدير فيها المسؤولون الفرنسيون مسألة الحرية لمجرد التزامهم حرية اليهود والدفاع عن إسرائيل".
كلام سماحته جاء لدى استقباله لابيفيار رئيس التحرير السابق لإذاعة فرنسا الدولية، الذي قال: "جئت لأشكر سماحة السيد فضل الله على ما صدر عنه من مواقف دافع فيها عن حرية الرأي في أوروبا وفرنسا، وعلى ما خصّني به من موقف دافع به عني شخصياً، وقد كانت لمواقفه هذه ودعواته في هذا الصدد تأثيرات كبيرة في فرنسا، وخصوصاً أنها تصدر عن عالم ديني كبير، يدافع فيها عن حرية الرأي وحرية التعبير في وجه مؤسسات تزعم أنها تعمل من أجل هذه الحرية، ولكنها تسعى لاضطهادها بطريقة وبأخرى".
أضاف: "بالنسبة إليَّ كان مهماً جداً أن تتحدث مرجعية دينية كبيرة، كالسيد فضل الله، عن عالمية القيم التي تحدثت عنها الثورة الفرنسية، لأنني أعتقد أننا نلتقي جميعاً على قاعدة هذه القيم التي تحمل السلام والدفاع عن حقوق الإنسان. ثم إن هذا الموقف الإنساني يواجه ما يفعله الإسرائيليون في هذه المنطقة من تدمير وقتل للأبرياء، إلى جانب الحرب الفكرية والثقافية والإرهاب الفكري الذي يمارسونه في فرنسا وأوروبا، وابتزاز أي موقف نقدي بحجة معاداة السامية، وأنا أعتقد أن هذا الإرهاب لا يقل خطورة عن قتل الناس هنا، وعن الحصار الذي يمارسونه في غزة، مع أننا نعرف أن ما يجري في فلسطين هو إبادة صامتة للشعب الفلسطيني ويتم ذلك من خلال تواطؤ الكثير من وسائل الإعلام في الغرب".
وأكد فضل الله أن دفاعه عن لابيفيار هو واجب إنساني يتصل بالموقف الإسلامي من قضية الظلم ومن مسألة حرية التعبير، ومن الدفاع عن القضايا المحقة.
أضاف: "لقد كنت أنظر أنه من العار على القانون الفرنسي والقضاء الفرنسي أن يحاكم روجيه غارودي لمجرد أنه حاول أن يناقش مسألة الهولوكوست بطريقة علمية، لأننا نعتقد أن مناقشة الأفكار والمعطيات تساهم في تأصيلها، كما أن اضطهاد الفكر يمثل حالة من حالات الفشل في مواجهته، ومحاولة لتعميم الجمود والخمول في المجتمع. وكنا نتمنى ألا تنطلق الحكومة الفرنسية في سلسلة المواقف السلبية في ما يتعلق بحرية الرأي وحرية التعبير التي يجب ألا تتوقف عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل" أو اليهود".