نائب مدير المخابرات المصرية عمر قناوي في بيروت ويلتقي المسؤولين: جولة استطلاع للاستشكاف والاطمئنان
جريدة السفير - 28/10/2008
واصل مساعد مدير المخابرات المصرية اللواء عمر القناوي امس، جولاته على المسؤولين والقيادات السياسية، ووصفت قيادات التقت القناوي جولته بالاستطلاعية للاستماع الى مواقف اللبنانيين من كل الجهات، وتأكيد وقوف مصر على مسافة واحدة من كل الاطراف، بهدف تثبيت الاستقرار في لبنان ودعم الحوار الوطني، تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية في أجواء هادئة، فيما قالت مصادر اخرى التقت الموفد المصري، إن اللقاء الاساسي والهدف من الزيارة هو لقاء الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة، لا سيما رئيس الحكومة، حيث استمر اللقاء معه ساعتين. بينما الزيارات للقيادات الاخرى هي من باب البروتوكول واللياقة السياسية، لذلك المهم معرفة ما حمله اللواء القناوي الى السنيورة.
وأوضحت المصادر ان اللواء القناوي كان مستمعاً اكثر مما هو متكلم، ولم يحمل معه مقترحات او افكاراً معينة لحل المشكلات القائمة، كما لم يسأل بعض من التقاهم عما هو مطلوب لحل هذه المشكلات. مشيرا الى انه يحمل رسالة دعم للبنان من الرئيس المصري حسني مبارك، تؤكد ان لبنان هو موضع رعاية، وأن مصر حريصة على استعادة لبنان لعافيته، وتؤيد كل الخطوات التي تمت منذ اتفاق الدوحة.
وأبدت المصادر اعتقادها أن مثل هذه الزيارة منسقة بالتأكيد مع المملكة العربية السعودية، وأن بعض جوانبها متصلة بترتيب »البيت السني«.
ولم يتضح ما اذا كان اللواء القناوي قد وجه دعوة للقيادات التي التقاها لزيارة مصر، علماً ان الرئيس الدكتور سليم الحص سيزور القاهرة لثلاثة ايام نهاية الشهر الحالي، بدعوة من »الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية«، حيث يقام احتفال تكريمي له وللاقتصادي المصري ابراهيم سعد الدين، في الأول من تشرين الثاني، على هامش مؤتمر اقتصادي تقيمه الجمعية، على أن يبقى الحص في القاهرة حتى الثاني منه، إلا أنه لم يخطط للقاءات رسمية الا اذا رغب المسؤولون المصريون الاستفادة من وجوده وترتيب لقاء مع الرئيس حسني مبارك او رئيس الحكومة احمد نظيف او وزير الخارجية احمد ابو الغيط.
زار القناوي كلاً من: رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رؤساء الحكومات السابقين الدكتور سليم الحص، عمر كرامي، نجيب ميقاتي ورئيس كتلة »المستقبل« النائب سعد الحريري. وعُلم أن الرئيس كرامي أقام مأدبة غداء على شرف الوفد المصري، فيما يلتقي القناوي بعد ظهر اليوم وفداً قيادياً من »حزب الله«، ورئيس »حزب الاتحاد« الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الذي يقيم له مأدبة غداء تكريمية في منزله في بيروت.
مع بري
حضر لقاء اللواء القناوي بالرئيس بري، الوفد المصري المرافق والسفير المصري احمد البديوي والقنصل طلال فضلي، بحضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة »أمل« النائب علي بزي والامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة والمستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات في لبنان، وشرح الرئيس بري للضيف المصري المعطيات والاجراءات التي سار بها لبنان بكل مؤسساته منذ اتفاق الدوحة، من انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة وصولا الى استعادة المجلس النيابي لنشاطه وإقرار قانوني الانتخابات والمجلس الدستوري.
ولم يشأ اللواء القناوي الإدلاء بأي تصريح بعد اللقاء.
والحص
وقد شكر الرئيس الحص، خلال اللقاء مع القناوي الذي استمر نصف ساعة، مصر على اهتمامها بالوضع اللبناني، وتحدث معه عن دور لبنان العربي، وعن الوضع الفلسطيني وفي المبادرة المصرية للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية ومعالجة الانقسام الفلسطيني، ولا سيما ان مصر ستستضيف الشهر المقبل لقاء لكافة الفصائل الفلسطينية. كما عرض الجانبان تطورات الوضع اللبناني بشكل عام ومن دون دخول في اي تفاصيل.
مع ميقاتي
والتقى القناوي الرئيس ميقاتي ومعه مسؤول العلاقات العربية اللواء عاطف السمادوني، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر.
وقال ميقاتي: عرض الوفد المصري ثوابت السياسة المصرية تجاه لبنان، ونحن نتفق مع هذه الثوابت كاملة، وخصوصا انها تشجع على الحوار بين اللبنانيين والتلاقي في ما بينهم من أجل تعزيز السلم الاهلي. وهذه السياسة المصرية ليست مستحدثة وجميعنا ندرك العاطفة المصرية تجاه لبنان، ونتمنى دائما أن تبقى مصر الى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار والوفاق فيه.
سئل: ما مدى صحة ما نقل عن الوفد من أن الرئيس حسني مبارك قلق من تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان؟
أجاب: لم يتطرق الوفد الى هذا الموضوع، بل على العكس من ذلك فقد أبلغنا أن المسؤولين المصريين مرتاحون لما سمعوه في خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، ويعتبرون أن هذه المرحلة هي مرحلة تعزيز الوفاق اللبناني ويتطلعون الى دعم جلسة الحوار الوطني المقررة في الخامس من الشهر المقبل في القصر الجمهوري.
وعن الهدف الفعلي لزيارة الوفد المصري، قال: هدف الزيارة التأكيد على ثوابت السياسة المصرية تجاه لبنان.
وعما اذا كانت هناك مخاوف لدى الوفد من الاوضاع في المخيمات الفلسطينية، قال ميقاتي: لم نتطرق الى هذا الموضوع.
وحول موقفه من توسيع طاولة الحوار، اجاب: سبق لي وقلت أن لا ضرورة لتوسيع طاولة الحوار، لأن المهم أن يتفق الاطراف المشاركون حاليا في طاولة الحوار، وبعدها يدعو رئيس الجمهورية مختلف الفاعليات والقيادات السياسية في البلد لكي تدعم الاتفاق. المسألة ليست في عدد المتحاورين بل مسألة مواقف، وخصوصا أن القرارات على طاولة الحوار لا تؤخذ بالأكثرية أو بالأقلية بل بالإجماع، وبالتالي لا لزوم لإضافات جديدة لا تعطي دفعا ايجابياً لطاولة الحوار، بل بالعكس تترك انعكاسات سلبية قد تؤدي الى تفشيل الحوار.
وسئل: يستمر الجدل بشأن موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء، ما هو موقفكم ولا سيما أن بعض القيادات في التيار الوطني الحر وجه اليكم انتقادات في هذا الملف؟
أجاب: أنا آسف للسجال الحاصل في شأن صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء، وقد فوجئت بقول البعض إن هذا الموضوع لا يتعلق بالدستور ولا يحتاج بالتالي الى تعديل دستوري. أنا أقول إن الدستور هو الحكم وما يشير اليه الدستور هو الصحيح، والدستور اللبناني لا يتطرق الى صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء، لا من قريب ولا من بعيد. وهذا الموقف لا يجب تفسيره بأنه ضد أي فريق أو لمصلحة فريق ضد فريق آخر، المسألة دستورية بحتة. كذلك فقد لاحظت لدى المرجعيات الروحية للطائفة الأرثوذكسية تفهمها لهذا الموضوع ودعوتها الى معالجة هذه المسألة بهدوء ومن دون إثارة، وأنا أضم صوتي الى صوت هذه المرجعيات بالدعوة الى ايجاد حل لهذه المسألة بعيدا عن الخطابات الانتخابية، وأتمنى على الجميع معالجة هذه المسألة من خلال الدستور وحده.
وكيف يمكن التوفيق بين قوله أن المسألة دستورية وما يتم اقتراحه من حل للمعالجة عبر وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء؟
أجاب: هذه المسألة تحل من خلال استئجار مكتب لنائب رئيس مجلس الوزراء.
وكرامي
وقال الرئيس كرامي بعد اللقاء مع القناوي الذي استمر ساعة: كان هذا الحوار استكمالا لما كنا تحدثنا عنه في زيارتنا الأخيرة للقاهرة. نحن نشكر الشقيقة مصر على اهتمامها بالوضع في لبنان ومحاولة تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء اللبنانيين لتهدئة الساحة ومواجهة الاستحقاقات المقبلة، وخصوصا الانتخابات النيابية بهدوء وروية. نحن نتحدث معهم عن التفاصيل، ونتمنى ان تتحقق جهودهم في إرساء الوضع الهادئ والمستقر في هذا البلد على كل الصعد.
سئل: هل تلاحظون أن هناك تغييراً في الموقف المصري لجهة قيادات المعارضة؟
أجاب: لا أعرف. بالنسبة إلي لم تنقطع الاتصالات معي في كل الوقت، وأنا من المعارضة.
وعما اذا كان الحديث قد شمل التشكيلة الوسطية النيابية؟ قال: لا، هم لا يتدخلون في هذه التفاصيل.