أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة في مقر المجلس، قال فيها: "ان البلاد التي نعيش على أرضها تفرض علينا حقا يحتم علينا ان نحافظ عليها وعدم إهمالها لأنها الحاضنة لنا".
أضاف: "ان لبنان جنة الله على الأرض وعلى اللبنانيين ان يحفظوا بلدهم ويعلموا أنهم على متن سفينة واحدة لا ينبغي لهم ان يخرقوها كي لا تغرق بمن فيها، وعلينا ان نحفظ الوطن بأهله ونكون أوفياء لهم لان لبنان بلد مبارك بأهله وتنوع أديانهم السماوية وتعددهم وانصهارهم في بوتقة الوحدة الوطنية. من هنا فإن البناء في لبنان يبدأ ببناء النفوس الزكية المحبة الطاهرة، لذلك علينا ان ننظف النفوس من البيئة الفاسدة والآفات التي تنخر جسم الوطن. ان لبنان بلد مميز بأبنائه ويجب ان يكون وطنا سليما من خلال إنسانه المحب والمتعاون البعيد عن الأنانية والرافض للحقد والمجسد للانسان المستقيم، فلبنان يكون قويا بإنسانه وليس بجباله وسهوله، والوطن يحمى ويحفظ بجهد أبنائه وإذا أردنا أن نحفظ لبنان، فعلينا أن نحافظ على استقامة إنسانه وحسن أخلاقه وسلوكه فنعمل لإفشاء المحبة بين الناس ونتعامل معهم برفق ومودة فلا نكون من أهل الغلظة والخشونة فنوجه أنظار العالم إلى لبنان من خلال تضامن اللبنانيين وتعاونهم وحرصهم على وحدة وطنهم وتفانيهم في حفظه فنقدم صنائع المعروف ونبتعد عن الشر والفجور وننفتح على الآخرين ونتعاون معهم ونكون أنموذجا فريدا من خلال احترام الآخرين والتعامل معهم بالحسنى، ونصبر على البلاءات ولا سيما أن الأديان السماوية وخصوصا الإسلام يأمرنا بالانفتاح على الآخرين والتعامل معهم بمحبة واحترام".
وتابع: "ان الأمة الإسلامية تتخلق بأخلاق النبي وأهل بيته الذين كانوا مثالا للسلوك السوي إذ تحلوا بالشفافية والنورانية والروحانية فعلموا الناس الصدق والخير وأمروا الناس بالتزام العمل الصالح وخالطوا الناس مخالطة إذا عاشوا معها حنوا إليهم وإذا ماتوا بكوا عليهم، وعلينا كمسلمين أن نكون مثلهم فنكون أبرارا أطهارا نجسد العطاء في عملنا المستقيم الهادىء، فنبتعد عن الآفات والآثام والكذب والنفاق والظلم ولا سيما أن هذه الآفات منبوذة ومحرمة في كل الأديان السماوية وعلينا كمؤمنين ان نتقي الله في كل أمورنا فنبتعد عن الخلافات ونبذ القتل والعدوان ونرفض العصبية والبغضاء".
وأردف الشيخ قبلان: "ان ما يجري في العراق من تشريد للمسيحيين أمر مدان وغير مقبول، فالعراق بلد التعدد والتنوع الطائفي والمذهبي ويجب ان نحفظ المسيحيين في العراق، ونحذر من تغلغل العدو الصهيوني في شمال العراق لان هذا العدو الغاصب الصهيوني شر مطلق كما قال الإمام الصدر وهو جرثومة سرطانية يجب استئصالها، والمسلمون والمسيحيون في العراق أخوة متحابون ولكن الصهاينة يعملون على بث الفتنة وتهجير العراقيين".
ودعا اللبنانيين الى "التعاون والعودة الى الأنبياء"، مؤكدا "ان على الدولة مسؤولية الرعاية والاهتمام بالمواطنين فتوفر الأمن وتعاقب المجرمين والمعتدين على كرامات وأملاك الناس فتبادر الدولة الى حفظ الوطن بحفظ امن المواطن والسهر على حياته". ودعا اللبنانيين الى "ان يحفظوا بعضهم ويحذروا العدو الصهيوني الذي يحاصرهم ويشرد الشعب الفلسطيني ويحتل الجولان ومزارع شبعا، فإسرائيل تضرب عرض الحائط الأعراف والمواثيق الدولية بانتهاكها الأجواء والمياه والأراضي في لبنان"، كما دعا الدول العربية الى "أن تعي المؤامرات الإسرائيلية فتحفظ وحدة العراقيين والفلسطينيين وتحفظ لبنان، وتطالب باستعادة الحقوق العربية فتعمل على دحر الاحتلال عن الجولان وفلسطين ومزارع شبعا وعودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".