رأى رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، خلال لقائه وفد "الهيئة النسائية الشعبية" في منزله في صيدا، "أن عدم تمتع لبنان بالاستقرار منذ نشوئه حتى اليوم إنما يرجع إلى عجز القوى الطائفية عن بناء دولة حقيقية"، مشيرا الى أن "ضمان الاستقرار، فضلا عن السيادة والاستقلال، يستدعي تجاوز النظام الطائفي نحو نظام ديموقراطي حقيقي يقوم على قاعدة الانتماء الوطني اللبناني والهوية العربية".
وأضاف: "مما لا شك فيه أن بناء دولة قادرة على حماية لبنان من المخاطر الخارجية والداخلية هو السبيل الذي يضمن بقاء لبنان، وليس افتعال العداء والقطيعة مع سوريا، أو الاستقواء عليها بواسطة أميركا أو فرنسا أو أي دولة أخرى. ولا يخفى أن إقامة علاقات سليمة ومتكافئة مع سوريا يقتضي قبل أي شيء آخر قيام دولة لبنانية فاعلة، ووجود حكم وطني غير فئوي".
تابع "يبدو أن القرار الذي اتخذه الرئيسان ميشال سليمان وبشار الأسد خلال القمة التي عقداها مؤخرا، والقاضي بإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، قد فاجأ قوى 14 آذار، فاتسمت ردود فعلها بالارتباك والتناقض. إن كلام قوى 14 آذار على السيادة يحمل في طياته قدرا كبيرا من الانتقائية والتزوير. فهم يدعون الخشية على السيادة من سفارة سورية تقام في بيروت، في حين أنهم يصمتون صمت القبور عندما يتعلق الأمر باحتلال إسرائيل لمزارع شبعا، وباختراق طيرانها الحربي للأجواء اللبنانية. وهم لا ينطقون بأي كلمة اعتراض عندما يتعلق الأمر بالديبلوماسيين الأميركيين والغربيين الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة من شؤون المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية اللبنانية، أو بأجهزة الاستخبارات متعددة الجنسيات التي تعبث فسادا في لبنان وتهدد أمنه الوطني".
وشدد النائب سعد على "ضرورة إقامة علاقات سليمة ومميزة وممتازة بين لبنان وسوريا تعبيرا عن حقائق التاريخ والجغرافيا، والترابط الاقتصادي والاجتماعي، والانتماء القومي الواحد. وهي ضرورة حيوية لكلا البلدين في مواجهة العدوانية والمخططات الأميركية، وعامل مساعد على تطوير التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي"، مشيرا الى أن "إرساء مثل هذه العلاقات هو الهدف المرتجى، وهو أهم بكثير من الإجراء الشكلي المتمثل بإقامة علاقات ديبلوماسية".