وطنية - 20/10/2008
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في الدرس الاخلاقي اليومي، "ان المصالحات طريق لجمع الكلمة ورأب الصدع ووأد الفتنة، وهي تحتاج إلى تنظيف القلوب وإزالة العيوب والصفح عن كل إساءة، والشروع في بناء مجتمع فاضل متكامل متضامن، ولا سيما ان الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاون ونتصالح ونبتعد عن المشاكسة والنزاع، فنتقارب في ما بيننا ونبتعد عن الباطل والشر والظلم".

واعتبر قبلان "ان الإشكالات التي تحصل في بعض المناطق والأحياء والأزقة لا تعدو كونها حوادث فردية ينبغي معالجتها بروح الحكمة والمسؤولية الوطنية، وعدم السماح للأيدي الخبيثة وأصحاب النوايا السيئة من استغلالها، وعلينا ان نكثف جهودنا ومساعينا لتشمل المصالحات كل المناطق والاطراف اللبنانية تمهيدا لتحقيق الوفاق الوطني بين مكونات الشعب اللبناني، وعلى اللبنانيين الاتعاظ من التجارب السابقة التي حكم فيها منطق التسلط والارتجال والانفعال فيعمدوا إلى تحكيم لغة العقل والاعتدال لحسم كل الإشكالات وحل كل الخلافات بروح التعاون والتشاور لأننا نريد أن تتحصن مسيرة السلم الأهلي بالتوافق والتعاون وتحسس الجميع لمسؤولياتهم الوطنية والدينية".

ورأى "ان أمام اللبنانيين فسحة عليهم ان يستفيدوا منها برفع الحواجز التي تحول دون تواصلهم ليضعوا مداميك تؤسس لقيام مجتمع متدين يتمتع أبناؤه بالأخلاق والعلم والمعرفة، وعلينا ان نحمي إنساننا بالأخلاق والقيم والمعارف فنبني إنساننا ونبعده عن الشر والغرور والفساد".

وأكد "ان كثيرا من الدول أصيبت بالغرور فأصبحت مستكبرة وراحت تجسد فرعون من جديد بادعائها الربوبية والقيمومة على دول العالم الآخر وشعوبها، فهذه الدول وان كانت قوية من جهة إلا إنها ضعيفة من جهة أخرى اذ لا يكفي امتلاك عناصر القوة من سلاح ومال دون ان نتبنى نهج الحق والعدالة، ان أميركا سقطت في أزمة مالية حادة، والاتحاد السوفياتي سقطت جمهورياته، وبريطانيا سقطت بسقوط إمبراطوريتها التي كانت لا تغيب عنها الشمس، من هنا فان بقاء الحال من المحال، وعلينا ان نتعظ من تجارب الدول والأمم فنعمل على التغيير نحو الأحسن والأفضل فنعدل وننصف ونحافظ على شعوبنا وامتنا وراحة بلادنا".