استقبل المرجع آية الله السيد محمد حسين فضل الله، في حارة حريك، وفداً من "حركة غزة الحرة" التي شاركت في كسر الحصار عن غزة، حيث عرضوا له الظروف والأجواء التي رافقت مسيرة السفينة البحرية التي حملت على متنها العديد من الشخصيات من مختلف دول العالم، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
ورحّب السيد فضل الله بالوفد مقدراً "خطوتهم الشجاعة التي أحرجت العالم، وحتى العالم العربي، الذي لم تحركه كل هذه المأساة المستمرة والمعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني، جراء الحصار المفروض عليه من العدو الإسرائيلي، حيث تركوا الشعب الفلسطيني لمصيره، لا بل ساعدوا "إسرائيل" إعلامياً وسياسياً في ممارسة أبشع أنواع القتل والمجازر والتجويع ضد هذا الشعب الأعزل". واعتبر أن هذه الخطوة شكّلت خطاً جديداً في حركة الصراع مع العدو الإسرائيلي، داعياً إلى خلق مبادرات أخرى تساهم في إحراج "إسرائيل" وفضحها أمام الرأي العام العالمي.
أضاف: إننا ننظر باحترام وتقدير كبيرين لكل من يسعى لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في غزة، لأننا نعتقد أن غزة تمثل أكبر سجن في العالم، ولا يموت في هذا السجن الأعداد المتواصلة من الفلسطينيين فقط ممن لا تصل لهم حاجاتهم الصحية الدوائية والغذائية، بل إن الذي يموت في غزة هو ضمير هذا العالم المتحجّر الذي لا يتطلع إلى الآخرين إلا من زاوية المصالح المادية، ولا يؤثّر في هذا الضمير إلا ما يمس مصالحه وأوضاعه في الأسواق والبورصات، وفي الأسواق الاستهلاكية التي ينظر الى الشعوب، وخصوصاً شعوبنا، من خلالها.
وشدّد على ضرورة أن يخرج العرب والمسلمون من دائرة التقصير حيال الطلائع الحرة والواعية من الغربيين التي ساندت قضاياهم، وأن يبادروا إلى التقرّب من هؤلاء وتكريمهم والاستفادة من تجاربهم في المسألة الفلسطينية وغيرها.