جريدة السفير اللبنانية - 17/10/2008
قررت الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية نفض أرشيف كل المجموعات التي كانت تحت المراقبة في الآونة الأخيرة، خاصة بعدما أظهرت معطيات كشف الشبكة الإرهابية في الشمال، وجود ما يشبه التنسيق بين بعض المجموعات الأصولية المتطرفة في عدد من المناطق اللبنانية، وهو الأمر الذي قاد إلى اكتشاف "شبكة كفرشوبا" التي تشير معطيات التحقيق الأولي، إلى أنها كانت تحضر لعمل أمني كبير ضد "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني، فيما نجحت مخابرات الجيش اللبناني في وضع اليد على شبكة ثالثة، تبين أنها وضعت منذ حوالى أكثر من عشرة أيام عبوة في "منطقة حساسة"، قريبة من مدينة صور، واستطاع الجيش اكتشافها وتفكيكها، قبل أن يتمكن لاحقا من إلقاء القبض على شخصين من منطقة العرقوب اعترفا بوضع العبوة المذكورة وبالاستعداد لتنفيذ هجمات أخرى، تكتمت الأجهزة الأمنية حول الجهات المستهدفة عبرها.
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ"السفير" إن جهاز المخابرات في الجيش اللبناني يواصل التحقيقات الأولية مع »شبكة كفرشوبا«، التي القي القبض عليها قبل تسعة أيام وتضم ثلاثة أشخاص هم (ر. ق.) من كفرشوبا (الجنوب) و(م. ب.) من بقرصونا في المنية (الشمال) و(م. ع.) من الصويري في البقاع الغربي.
وفيما حاول الثلاثة إضفاء طابع تجاري على الأنابيب التي تحتوي مواد سائلة ووجدت بحوزتهم في منزل (ر. ق.)، إذ تبين أن الأنبوب الواحد تصل كلفته إلى نحو مليون دولار أميركي، أظهرت الفحوصات أن هذه المواد تستخدم كمواد متفجرة وهي من النوع الخطر جدا، وقد تم إرسال عينات منها إلى أحد المختبرات الفرنسية، ويبدو أن الفرنسيين أصيبوا بصدمة كبيرة ومعهم عدد من دول الاتحاد الأوروبي، عندما أدركوا طبيعة المواد وخطورتها، ربطا بوجود قوات فرنسية وأوروبية ضمن قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.
وطلب الفرنسيون وبعض دول الاتحاد الأوروبي الاطلاع على التحقيقات الجارية مع عناصر »شبكة كفرشوبا«، كما طلبت قيادة »اليونيفيل« وضعها في أجواء التحقيقات، وعمدت إلى اتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة. كما يجري التدقيق في الجهة التي زوّدت المجموعة بالمواد علما أنه في الساعات الأولى للتحقيق حاول أحدهم القول إنه تم العثور عليها في أحد شواطئ منطقة الشمال!
وقد أصدر قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر مذكرات توقيف بحق الثلاثة وأحدهم عنصر في الأمن العام (م.ع.)، وذلك بتهمة حيازة متفجرات "بهدف القيام بعمليات إرهابية". وقال مصدر قضائي إن الثلاثة "أوقفوا وفي حوزتهم عبوات عدة تحتوي على مواد لم تحدد طبيعتها، وقد نقلت إلى مختبر (في باريس) متخصص لتحديد ماهية المواد".
وفي السياق نفسه، عزز الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية والعسكرية في منطقة جنوب الليطاني، ونفذت ألويته ووحداته المنتشرة هناك، أمس، يوما أمنيا طويلا، لم يستثن أي قرية أو بلدة جنوبية، من دون أن تسجل أية خروقات لمضمون القرار الدولي الرقم .١٧٠١
وبينما تكتمت المصادر العسكرية والأمنية على نتائج التحقيقات مع شبكة الشمال، ظلّ الاهتمام منصبا على محاولة إيجاد الرأس المدبر للشبكة عبد الغني جوهر، في حين قررت شخصيات إسلامية في مخيم عين الحلوة إطلاق مبادرة تتعلق بإيجاد مخرج لحوالى ٧٥٠٠ مذكرة توقيف غيابية صادرة بحق فلسطينيين مقيمين في المخيم على مدى العشرين سنة الأخيرة، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء عرضة لملاحقات بينما تكون أحيانا القضايا التي استوجبت ملاحقتهم عبارة عن خلاف عائلي أو شيك بلا رصيد الخ...
وقالت هذه الشخصيات لـ"السفير" إن المطلوبين الأمنيين للجيش اللبناني في عين الحلوة هم بالعشرات وهؤلاء لا تشملهم المبادرة، لكن صدور العفو عن الحالات غير الجرمية، من شأنه أن يساعد في محاصرة بعض الحالات الأمنية وربما يكون الجزء الأكبر منها من خارج تركيبة المخيم العائلية والاجتماعية.