اعرب الرئيس عمر كرامي عن اعتقاده أن الانتخابات النيابية المقبلة ستكون بحيثياتها ومعطياتها مختلفة عن انتخابات العام 2005، وأن عنصر المال قد يكون لاعباً مهماً فيها، وأن قانون الانتخاب قد أعاد البلد الى الطائفية والمذهبية بعد أن كان الجميع يأمل من هذا القانون أن يكون بداية تحول نحو الاصلاح وبناء دولة المؤسسات، وأكد أن ما نشهده من انقسام طائفي ومذهبي يتعارض مع بناء الدولة الحديثة والسليمة، مشيراً الى أنه حتى الساعة لم يتخذ أي قرار بشأن الترشح او عدمه كما لم يتخذ قراراً بشأن احتمال ترشيح نجله فيصل للانتخابات.
ورأى كرامي أن المصالحات التي تجري تحتاج الى مصالحات عربية عربية داعمة خاصة بين سوريا والمملكة العربية السعودية الأمر الذي لم يحصل بعد، وهذا أمر يدعو الى شيء من القلق خاصة في ظل استمرار التسلح في الداخل اللبناني وتدفق الأموال لدعم القوى المتخاصمة.
ورداً على سؤال قال أنه لم يزر المملكة العربية السعودية حتى الآن لأنه لم يتلق منها أية دعوة وأنه وفي حال وجهت له مثل هذه الدعوة فإنه سيلبيها.
كما أشار الى أن السفير السعودي عبد العزيز خوجه لم يقم بزيارته بعد عودته من مصر، وانه تبلغ منه رغبة بذلك دون أن تحصل الزيارة. مؤكداً بالتالي أن زيارة السفير خوجة مرحب بها.
وحول طرح حكومته الأخيرة لانشاء سفارة سورية في لبنان أكد انه جرى التداول بهذا الأمر آنذاك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع القيادة السورية وأن الرئيس بشار الأسد أبدى حماسة لافتة في هذا المجال.
وكان الرئيس كرامي يتحدث في مكتبه في طرابلس امام وفد المنتدى اللبناني المستقل الذي ضم الدكتور سليم مسعد، الدكتور نبيل فتال والسادة ماهر باكير، خالد الخير،مصطفى جمعة، رشيد الجم ومحمد الحسن.
وتحدث مسعد بعد الزيارة موضحاً أن زيارة وفد المنتدى تندرج في سياق زيارات التشاور مع مختلف الفعاليات السياسية الشمالية واللبنانية.
وقال: "استمعنا الى الرئيس كرامي وهو شجعنا على ما نقوم به وعلى مساعينا التي نريد من خلالها ان نسجل موقفاً محايداً رافضاً للتجاذب السياسي، وان ننقل عن الناس خوفهم وخوفنا من تفاقم الأزمات الاجتماعية في موازاة استمرار الأزمة السياسية".
وأضاف: "لقد أكدنا أن معظم الشعب اللبناني انما يتطلع الى اداء وطني مفترض والى تقديم المصالح العامة وتعميمهم منطق الدولة في مقابل أي منطق آخر. وقد خصص لنا دولته وقتاً كبيراً واستمعنا الى آرائه بكل اهتمام وشكرناه من جهتنا على مودته".