اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أهمية قيام مشاركة اكثر فاعلية للدول الفرنكوفونية في اعمال حفظ السلام، اضافة الى عملية تعزيز السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، بموجب قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية"، معربا عن قناعاته "بأن ذلك لا يمكن الا ان يلقى تشجيعا من قبل الامم المتحدة".
وقال: "ان شعوب بلداننا تتوقع منا ان نواصل العمل من اجل السلام والحوار، وهي مهمة مطابقة لرسالة لبنان الذي يتوق الى تكريس موقعه كمركز معترف به دوليا لحوار الاديان والثقافات". معبرا عن ثقته بـ"أن الفرنكوفونية لن تتوانى عن دعم قضية لبنان المستقل، السيد، والمستقر والمزدهر".
وشدد على "التزام لبنان لعب دوره كاملا في المؤسسات الاقليمية والدولية، ولا سيما المنظمة الفرنكوفونية"، مؤكدا "مسؤولية الدول الفرنكوفونية في التزام مبادئ التضامن والمسؤولية والحكم الجيد في ظل الازمة المالية الخطيرة الاخيرة".
واعتبر "أن الحفاظ على البيئة او حمايتها اصبحا واجبا لبقاء الانسان"، مشيرا الى "ان لبنان سوف يحتاج الى خبرات شركائه لمواجهة التحديات الصعبة والاخطار التي تهدده"، لافتا الى "أن ظاهرة القضاء على الغابات اصبحت مزمنة بفعل الحرائق المتتالية التي طاولت الغابات اللبنانية في ظل الموارد غير الكافية لكبح جماحها".
مواقف رئيس الجمهورية جاءت في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للقمة الفرنكوفونية المنعقدة في كيبيك ـ كندا في الواحدة والنصف فجرا بتوقيت بيروت. وقال فيها: "ان بلدنا فخور بنهل موارده من تنوعه، وهو امين لالتزاماته، وعازم على لعب دوره كاملا في المؤسسات الاقليمية والدولية، ولا سيما داخل المنظمة الفرنكوفونية التي يربطنا بها، ابعد من تشاطر اللغة، اعتناق قيم مشتركة.
اليوم، وفي الوقت الذي يشعر فيه العالم بأنه ليس على ما يرام، اذ تعصف به ازمة مالية خطرة للغاية، فإن مسؤوليتنا المشتركة وواجبنا كفرنكوفونيين، يقضيان بإبقاء شعلة الامل متقدة، مع اعادة التأكيد على مبادئ التضامن والمسؤولية والحكم الجيد، بالتشاور مع مجموعة الشركاء الدوليين".
اضاف: "نحن مدعوون، في ظل حروب الاقصاء والتدمير ورفض الآخر، الى اعادة التأكيد على الحقوق الاساسية والكرامة الذاتية لكل انسان، مهما بلغ به حد الفقر، وذلك من دون اي تمييز على اساس العرق او اللون او الدين. هذا هو المحرك الاساسي للديموقراطية التي تحضنا على الصعيد الوطني، على العمل من اجل تعزيزها داخل الدول الاعضاء في منظمتنا.
ان تعزيز الديموقراطية يقضي، من بين جملة امور اخرى، باعتماد قواعد الحكم الجيد وتطبيقها على جميع الاصعدة. ولا ننسى ان الحكم الجيد يدار بقواعد المنطق وأصوله، ويعمم بالشغف المشترك.
في هذا الاطار، ان لبنان الذي يستعد لتنظيم انتخابات تشريعية جديدة في ربيع العام المقبل، يحتفظ بذكرى جيدة من البعثة الفرنكوفونية لمراقبة الانتخابات التشريعية التي جرت العام ٢٠٠٥".
وتطرق الى الوضع البيئي في العالم وصولا الى لبنان فأكد "ان لبنان يحتاج الى خبرات شركائه لمواجهة التحديات الصعبة والاخطار التي تهدده. فلقد اصبحت ظاهرة "القضاء على الغابات" مزمنة بفعل الحرائق المتتالية التي طاولت غاباتنا خلال الاعوام المنصرمة والموارد غير الكافية لكبح جماحها". وتابع "عندما قررتم تحديد جدول اعمال قمتنا وحصره بمواضيع اربعة هي: الحفاظ على البيئة، وتعميم الديموقراطية، وتكريس اسس الحكم الصالح، وتعزيز اللغة الفرنسية، اردتم التطلع نحو المستقبل. ان شعوب بلداننا وشعوب العالم برمته تتوقع منا ان نستجيب لآمالهم، وبصورة خاصة، الى مواصلة العمل من اجل السلام والحوار. وهذه مهمة تتطابق مع رسالة لبنان الذي يتوق الى تكريس موقعه كمركز معترف به دوليا لحوار الاديان والثقافات والحضارات.
ولكن، لكي تزدهر بلداننا وتتقدم، اننا في حاجة الى السلام. وأنا على ثقة، في ما يخصنا، بأن الفرنكوفونية لن تتوانى عن دعم قضية لبنان المستقل، السيد، المستقر والمزدهر.
ان مشاركة اكثر فاعلية للدول الفرنكوفونية في اعمال حفظ السلام، كما هي الحال ضمن اطار قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، اضافة الى عملية تعزيز السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط بموجب قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، لا يمكن الا ان يلقيا تشجيعا من قبل الامم المتحدة".
اجتماعات
وكان رئيس الجمهورية قد عقد سلسلة اجتماعات مع اعضاء الوفد اللبناني قبل بدء اعمال الدورة الثانية عشرة للقمة الفرنكوفونية، وتلقى اتصالا من رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان هنأه خلاله على "خطوة الاعلان عن تبادل فتح السفارتين بين لبنان وسوريا"، معتبرا ان "هذه الخطوة تؤدي الى ترسيخ التفاهم وتركيز السلام والاستقرار والازدهار بين البلدين"، آملا في "أن يتم تعيين السفيرين في القريب العاجل".
من جهته، شكر الرئيس سليمان للرئيس اردوغان اتصاله وعاطفته، وأكد "متابعة لبنان العمل على اكمال مسيرة الاستقرار من خلال استعادة عناصر قوته الداخلية ولعب دوره على مستوى العلاقات بين اشقائه العرب، وفي محيطه".
وأشاد رئيس الجمهورية بـ"العلاقات الثنائية الممتازة القائمة بين لبنان وتركيا"، مبديا امله في "أن تتعزز أكثر من خلال تكثيف الاتصالات واللقاءات الثنائية".