أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة في مقر المجلس، واستهلها بقول أمير المؤمنين "اعلموا رحمكم الله أنكم في زمن القائل في الحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل، أهله معتكفون على العصيان مصطلحون على الادهان، فتاهم عار، وشائلهم آثم، وعالمهم منافق، وقارئهم محاذق، لا يوقر صغيرهم كبيرهم، ولا يعولوا غنيهم فقيرهم، فالإمام علي حارب المنكر، وتحدى الباطل، وتصدى للظالم، وكان ولا يزال نصيرا للفقراء وعونا للمظلومين، لم تأخذه في الله لومة لائم، صبر على البلاء، وكظم الغيظ على الشحناء، وتعرض للحصار، وانتصر وثبت، وظل مع الحق والحق ظل مع علي، فكان للمظلوم عونا وللظالم خصما، يقول بالحق ويعمل للأجر، فعندما يصف حالة الناس يكون قوله منطبقا على كل زمان ومكان إذ كان يحكي عن بلاءات الناس ومصائبهم فهو لم يجزع فوضع الحق نصب عينيه، وعمل بجهد لإحقاقه وإزهاق الباطل فكان البارع في كل أمر والزاهد عن حطام الدنيا، لم ينظر إلى الناس إلا نظرة محبة، وإذا كان الناس في مأزق وضيق حنا إليهم وعمل لإنقاذهم فكان السباق في دفع الملمات، وكان السيف القاطع ضد الباطل، ونحن أحببناه لأنه كان أهلا للمحبة والتقدير، إذ ضحى بنفسه ودمه من اجل استقامة أمور المسلمين وتنظيم شأن الأمة وإصلاحها، فهو كان الحامد لله في السراء والضراء والصابر على البلاء كان قوله دائما "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين، وكان فيها جور علي خاصة"، فالإمام علي قدوة للتشبه به فهو رمز للفلاح اذ سبق كل أصحاب الفضائل بفضائله ومناقبه حتى بات اسم الإمام علي ملازما لكل فضيلة، لذلك علينا ان نتمثل في كرم ومزايا وفضائل الإمام علي في كل الأمور فنسير على نهجه لنحظى بالسعادة في الدنيا والآخرة".
وأضاف: "لقد كان الإمام علي مثالا للرسول محمد يحذو حذوه ويسير سيره، ونحن أحوج ما نكون ان نعود إلى الإمام علي، وعلينا أن نأخذ من الإمام علي الحكم والمواقف والفضائل لأنه اخذ كل فضائله وعلومه من رسول الله فكان منه العضد من الساعد وباب مدينة علمه، فالإمام علي رجل الحق والشجاعة والتضحية والخير".
وحذر "من تفشي ظاهرة بعض الفتيان الذين ابتلوا بالمخدرات، وهم يتجولون في الحانات الليلية منجرفين خلف شهواتهم ونزواتهم فيغرقون في المعصية والرذيلة والفساد في وقت يترك كبار السن واجباتهم الدينية فيتخلوا عن إنسانيتهم ويغفلوا عن آخرتهم، فيما الأغنياء يتخلون عن واجباتهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وعلينا كمؤمنين ان نكون روادا للخير عاملين في سبيله، ولاسيما ان الناس تتلهى اليوم بالانتخابات النيابية قبل الوصول اليها، وعليهم ان يختاروا الأنسب والأصلح والأكفأ والأقدر على خدمة الناس وإدخال السرور الى قلوب الناس وتحقيق المنفعة للوطن وأهله, فيكونون رواد الحق الذي يتجسد بالعمل الصالح على الأرض، لذلك نطالب الجميع ان يعودوا الى ربهم ويعملوا لمرضاته ويهتموا بأمور دينهم وأوضاع إخوانهم, فيكونوا عونا للفقراء والمساكين والمحتاجين ويتقوا الله في عباده وبلاده ويكونوا من صنائع المعروف بعيدين عن فعل المنكر".
واكد الشيخ قبلان "ان المسلمين الشيعة أمناء صادقون محافظون على العهد، وإذا لم يكونوا كذلك فهم ليسوا بشيعة، فالشيعي لا يخون ولا يسيء الى الآخرين بل يحترم الآخرين ويلتزم بما اوصى به رسول الله وأهل البيت بحسن التعامل مع الناس وعدم الإساءة إليهم، وهم كما المؤمنون السائرون على نهج الأنبياء والصالحين يلتزمون دعوة الأنبياء في الصلاح والفلاح، ان الأديان تدعو لاكتساب الفضائل والتزام العمل الصالح والتحلي بالأخلاق الحميدة، لذلك فان كل عمل مشين يسيء الى الإنسان هو مدان من كل الأديان وهي منه براء، لذلك نطالب بالمحافظة على المواطن في لبنان وتوفير الأمن والاستقرار له وعلى المواطنين أن يكونوا قدوة لإخوانهم فيجتنبوا قول السوء وفعل السوء ويكونوا بعيدين عن الغيبة والنميمة ويسهروا على حفظ وطنهم ويتعاونوا لرفع الصوت عاليا بالمطالبة باستقامة الأمور وحفظ الوطن وأمنه ولجم الفساد ومحاربته في كل وكر وعلى اللبنانيين أن يهتدوا بالصالحين ويتقوا رب العالمين ويتعظوا من الماضين فيعملوا متماسكين متضامنين لحفظ وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض".
ورأى "ان أميركا التي تمثل اكبر الدول في العالم عرضة للهزات الاقتصادية والزلازل الأرضية لانها ظلمت وطغت واستكبرت في وقت يزداد أعداد الفقراء والمرضى في العالم، فالطمع والجشع العالمي يهيمن على النظام العالمي ومصيره، هذا الطمع والجشع الى زوال، فالطمع مذلة وإهانة، وعلينا كمؤمنين أن نحفظ أنفسنا بحفظ غيرنا فلا نكون أنانيين فنخفظ إخواننا وأبناء وطننا، ونعمل على تنمية مجتمعنا، ونحارب الفساد والمنكر والباطل والظلم، ونكون عينا ساهرة على وطننا ليبقى مستقرا أمنا ينعم بالأمن والازدهار".