مدير ال"سي آي ايه" في بيروت.. الهدف والدلالة؟!
قناة المنار 15/10/2008
يصل مدير الاسخبارات المركزية الاميركية مايكل هايدن الى بيروت الخميس في زيارة تحمل دلالات عدة لجهة التعاطي الاميركي المستجد مع لبنان لا سيما التنسيق الامني اللبناني السوري.
في تطور ذي دلالة ولأول مرة يصل الى بيروت مدير الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" مايكل هايدن في زيارة تاتي ظاهريا ضمن ما تسمى بزيارات دعم الجيش اللبناني، لكن موقعية الضيف الاميركي كونه رئيس اكبر جهاز امني في العالم تطرح تساؤلات عن خلفية الخطوة، في وقت يكثر فيه الحديث عن تحول شمال لبنان الى بؤرة للارهاب، الذي اصبح هدفا مشتركا للغرب ولبنان وسوريا معاً كما تقول بعض التحليلات.
وفي هذا الإطار يقول للمنار الكاتب السياسي جوني منير "تأتي الزيارة لتؤكد ما ذكر مؤخرا عن موافقة اميركية او سعي اميركي لحصول هذا التعاون وتعزيزه تحت الرقابة الدولية، ونعني بذلك الاميركية، يعني ان الاميركيين سيظلون يتابعون هذا الملف، التعاون الأمني ما بين لبنان وسوريا، في تفاصيله كافة، مباركون له ومتابعون له. واعتقد ان اولى ثمار هذا المفهوم ما جاء به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من المملكة العربية السعودية. دعونا نكشف شيئا ان الاتصالات التي حصلت بين الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية في الاسابيع الماضية لاسيما في ظل تصاعد موجة الارهاب في شمال لبنان ادت الى تفاهم اميركي سعودي على ضرورة المساهمة والمساعدة في محاربة هذا الملف واكتشاف وخنق هذه الخلايا، وهذا سيؤدي مع عودة الرئيس سليمان الى بيروت الى ان يكون لبنان صلة الوصل ما بين التفاهم غير المباشر في المجال الأمني ما بين السعودية وسوريا".
وفي قراءة ليست بعيدة عن هدف المباركة الاميركية للتنسيق الامني اللبناني السوري يرى متابعون ان مجيء هايدن من شأنه تتويج ما يقال عن تقارب دولي سوري لبناني سعودي لاستئصال ظاهرة الحركات الارهابية من لبنان، بعدما تم تغذيتها من فريق سياسي معروف بهدف محاربة خصومه المعارضين.
ويقول د.احمد موصللي الخبير بشؤون الجماعات الاسلامية "من الواضح ان المشروع الأميركي للمنطقة والذي ضرب في بداية العام 2006 ومن ثم تحول الصراع او حُول الى الداخل اللبناني وخاصة مجموعات تابعة ل14 اذار ضد المقاومة و8 اذار، سقط هذا المشروع، وبالتالي من تداعياته ان رُفع الغطاء عن هذه الجماعات بسبب ان مشروع 14 اذا ضُرب في 7 ايار، وهذه الجماعات لم يعد لها دور مهم في الداخل بل بالعكس تحول عملها الى عمل خارجي. اليوم في لبنان نرى ايضا ان هناك قرارا دوليا محليا اقليما، سعوديا سوريا وغيره، بتحجيم وضبط هذه الجماعات".
وفيما تبرر الزيارة بحد ذاتها خطورة الوضع في الشمال بالنسبة للغرب ودول المنطقة، فإن التسويات التي تتم في كل من باكستان وافغانستان على حساب القاعدة، واغلاق الحدود التركية السورية مع العراق، جعل من لبنان ملاذا لهذه الحركات ممن تسميهم واشنطن ارهابيين، وتفضل التفرغ لهم على خوض حرب باردة عبثية مع دول محور الشر. لذلك يرى مراقبون ان سلسلة توقيفات واعتقالات ستمر لاحقا في لبنان دون بروز الحالة الاعتراضية التي كانت سائدة عند بعض السلطة.