المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

سليمان أنهى زيارته للرياض: يهمنا أن تكونوا إلى جانبنا.. الملك عبد الله: السعودية على مسافة محبة من الجميع


وكالات - 13/10/2008
أنهى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، زيارته الرسمية الى المملكة العربية السعودية وعاد الى بيروت مساء امس، بعد لقاء مع وزير الخارجية الامير سعود الفيصل، فيما جدد الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه ليل امس الاول بالرئيس سليمان، الدعوة الى "رفع اليد عن لبنان"، لافتا الى ان غالبية العرب يحبون لبنان، ومتمنيا ان يحب أهل لبنان وطنهم ويعودوا الى ضميرهم، لأن لبنان متنفس للعالم العربي، مكررا التأكيد ان "المملكة العربية السعودية هي إلى جانب الجميع في لبنان، وعلى مسافة محبة من الجميع".
وقال الملك عبد الله: اسمع اننا مع ناس وضد ناس، نحن مع الحق، وان شاء الله يأت يوم يرجع الجميع الى أصلهم. نحن مع الجميع وعلى مسافة محبة واحدة، ومحبتنا للبنان لا نبتغي منها أي فائدة او مصلحة، وأكبر عيب على الإنسان ان يتعاطى مع أخيه بالسلاح. ولفت الى ان "المملكة استقبلت اللبنانيين من دون أي تمييز أو تفرقة"، وكشف كيف انه "كان يلتقي قيادات لبنان مجتمعة من مختلف التوجهات والانتماءات"، مشددا على ان "المطلوب احترام لبنان وعلى الدول كذلك ان تحترم هذا البلد"، وكرر "استعداد المملكة لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه".
وشكر الرئيس سليمان للملك عبد الله عاطفته، لافتا الى "وقوف المملكة الى جانب لبنان على مر العصور"، ومشيرا الى انه "يحمل الى السعودية محبة جميع اللبنانيين"، وقال: "لن أعود الى التاريخ، بل انطلق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة واصبح دستور لبنان، وأرسى السلام بين اللبنانيين". وركز ايضا على الوضع الفلسطيني من ناحية رفض التوطين، "الذي أصبح وثيقة اكدتها الأمم المتحدة اكثر من مرة".
وقال رئيس الجمهورية: ان لبنان بدأ طريق العودة الى الاستقرار والحوار بين قياداته، إلا انه أشار الى بعض المشكلات، "وهذا طبيعي لأننا نخرج من مرحلة الى مرحلة، ويهمنا أن تكونوا الى جانبنا".
ونوه الرئيس سليمان باهتمام الملك عبد الله الأساسي بالموضوع العربي، مبديا تأييده توجهات خادم الحرمين الشريفين على هذا المستوى. وأوضح ان "المساعدات السعودية للبنان لا يمكن تعدادها"، وتوقف عند موضوع نهر البارد والمساعدات التي قدمتها المملكة، خصوصا الذخائر للجيش الذي كان يدافع عن كرامة اللبنانيين.
وأضاف الرئيس سليمان: "لن ننسى قولك المأثور من يقصر في حق لبنان، يقصر في حق نفسه. وهذا القول كان بعد عدوان تموز العام ٢٠٠٦".
وأكد رئيس الجمهورية ان "المواطنين السعوديين في لبنان هم بين اهلهم ايضا وأمانة في أعناقنا". وكرر الإشارة الى ان "المرحلة المقبلة في لبنان هي مرحلة حوار ومصالحة، وتحتاج الى مبادرات شجاعة من الجميع لتنعكس إيجابا على المسؤولين. ولبنان يحتاج الى متابعة للمواضيع السياسية، وخصوصا موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين لأنه لا يستطيع إستيعاب هذا العدد من اللاجئين على أرضه على مستوى تأمين الحياة اللائقة والكريمة، وعلى مستوى إيجاد فرص عمل لهم".
ووضع رئيس الجمهورية هذا الموضوع في عهدة العاهل السعودي "لبذل الجهود اللازمة لحله"، لافتا، في موازاة ذلك، الى "حاجة بعض المناطق الى الإنماء، بحيث يتم توفير فرص عمل". وشدد على "ضرورة موضوع دعم الكهرباء التي تزيد في أعباء ديون لبنان"، طالبا "إعادة العمل بقرض المليار وربع المليار للكهرباء". ووعد الملك عبد الله بـ"العمل على كل ما من شأنه تأمين المساعدات للبنان في شتى المجالات".
سعود الفيصل
واستقبل الرئيس سليمان في مقر اقامته في قصر الضيافة في مدينة جدة امس، الامير سعود الفيصل، بحضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وسفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية اللواء مروان زين، والسفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة.
في بداية اللقاء، رحب الوزير الفيصل بالرئيس سليمان في السعودية، وجدد الاشارة الى العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالمملكة، مؤكداً استمرار وقوف بلاده الى جانب لبنان وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. وقال ان مشكلات السعودية مع بعض الدول سببها لبنان، ملاحظاً انه اذا سلم لبنان، فلا مشكلة للمملكة مع احد. وجدد التأكيد على ان دعم السعودية للبنان غير مرتبط بأي مصلحة خاصة، ويفترض كذلك ان تكون مساعدات الآخرين له في السياق نفسه.
من جهته، جدد الرئيس سليمان شكره السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على وقوفهم الدائم الى جانب لبنان ودعمهم له، واكد "ان التضامن العربي هو الرد الصحيح لمواجهة التحديات التي تعترض العرب، مبدياً استعداده للقيام بأي دور مناسب، وفي الوقت المناسب، من اجل المساعدة في تعزيز التضامن العربي، وشدد على ان مثل هذا التضامن مطلوب اكثر من اي وقت مضى لمواجهة التحديات المفروضة وفي طليعتها موضوع الارهاب".
واقترح الرئيس سليمان "إنشاء مرصد للارهاب في الدول العربية والاسلامية لمصلحة الانسانية، لأن عمل الارهاب ضاقت رقعته وبات محصوراً تقريباً في عدد من الدول العربية والاسلامية، ومثل هذا المرصد يساعد في القبض على الارهابيين".
وبعد اللقاء، تحدث الوزير الفيصل، فقال: "اجواء اللقاء مع الرئيس سليمان ممتازة، واللقاء مع الرئيس كان مهماً جداً، وقد غطت محادثات الرئيس سليمان مع خادم الحرمين الشريفين كل مجالات التعاون بين البلدين والقضايا المشتركة. نأمل التوفيق لهذا البلد الشقيق العزيز الذي طالما قاسى من محن هو ليس سبباً فيها. ان شاء الله المستقبل خير من الماضي، ونحن سنقف مع لبنان على طول الطريق".
ورداً على سؤال حول ما اذا كان البحث قد تطرق الى العلاقات العربية ـ العربية، اجاب: عندما يجلس العرب مع بعضهم، فدائماً ما يتحدثون عن الشؤون العربية، وهذا شيء طبيعي. ونأمل ان شاء الله انه اذا كان هناك اي مشاكل بالنسبة الى الساحة العربية، ان تحل بشكل يكسب الامن العربي المشترك القوة التي يحتاج اليها لحفظ مصالحه.
منظمة المؤتمر الإسلامي
وكان الرئيس سليمان قد استقبل صباحاً الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلو، الذي هنأ رئيس الجمهورية بانتخابه، وجدد وقوف المنظمة الى جانب لبنان، وأوضح ان موقف المنظمة هو ضد الارهاب، سائلاً من اعطى هؤلاء الارهابيين صلاحية النطق باسم الاسلام؟ لافتاً الى ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي الجهة الوحيدة المخولة التكلم باسم الاسلام، طالباً في الوقت نفسه من الآخرين عدم قبول ادعاء الارهابيين التحدث باسم الاسلام.
ورد الرئيس سليمان مرحباً بأوغلو ومثنياً على مواقف المنظمة ونشاطها، ومشيراً الى ان قضية الارهاب عطلت القضية الاسلامية والعربية المحورية التي هي قضية فلسطين، خصوصاً ان اسرائيل تغذي الخلافات العربية لصرف النظر عن القضية الفلسطينية.
صلوخ
الى ذلك، أكد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، المرافق للرئيس سليمان، في تصريح له امس، ان "جو المحادثات بين الوفدين اللبناني والسعودي امتاز بالأخوة والود ومشاعر القربى التي تعكس تميز العلاقات بين البلدين، وشكلت جولة المحادثات الموسعة نقلة إضافية في العلاقات بين البلدين".
أضاف: "من المعلوم ان المملكة بلد محوري على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وكذلك على المستوى الدولي، وقد كانت دائما الى جانب لبنان من دون تمييز بين مكونات شعبه، حيث دعمتنا سياسيا واقتصاديا وتربويا، ومع هذه الزيارة الهامة ستكون للعلاقات بين البلدين انطلاقة نحو آفاق رحبة، كما لمسنا أيضا خلال المحادثات مقدار اهتمام القيادة السعودية بالأوضاع الدولية على مختلف المستويات، وكلنا ندرك أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين على صعيد حوار الحضارات".
وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي المرافق ايضا للرئيس سليمان: ان المحادثات تناولت مختلف الامور ولا سيما العلاقات بين البلدين وموقف المملكة من مؤتمر الطائف ثم موقفها في مواجهة الارهاب ودعم الجيش اللبناني في هذا الاطار.
اضاف: ان المحادثات تناولت ايضا مسيرة الحوار واتفاق الدوحة، والرعاية السياسية والمالية لدعم لبنان، واستمرار الدعم من صندوق التنمية السعودي، اضافة الى العلاقات العربية وسبل تعزيز التضامن العربي.
14-تشرين الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان