وطنية - 13/10/2008
رأى النائب الدكتور قاسم هاشم في كلمة ألقاها باسم القيادة القطرية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان خلال حفل تأبيني في بلدة البازورية أن "أجواء المصالحات التي سادت في الفترة الاخيرة ايجابية ولا بد من أن تترافق بمصارحة ومكاشفة حول كل القضايا لتستكمل وصولا الى المصالحة الوطنية الشاملة، ليصل لبنان مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة مع أجواء التهدئة والاستقرار، وهذا يتطلب الاقلاع عن المتاجرة بجوع الفقراء تارة وببعض القضايا والمسائل للابقاء على مساحة واسعة للاثارة والشحن والتحريض".
وقال:"هذا ما يحصل منذ فترة مع انتشار قوات الجيش العربي السوري داخل الاراضي السورية بهدف منع التهريب ومكافحة الارهاب، وهذا حق لسوريا في اتخاذ الاجراءات التي تراها مناسبة داخل أراضيها وعلى الحدود لحماية أمن واستقرار أرضها وشعبها. لكن هذا لم يرق لاصحاب النوايا الخبيثة الذين ما زالوا يستخدمون سوريا بمناسبة ومن دون مناسبة مادة يسهل عليهم استغلالها لضخ الاثارة وتحريك الغرائز والعواطف من جديد من اجل مصالح ومكاسب انتخابية في محاولة لاستنهاض قوى انتخابية في الوقت الذي كثرفيه الحديث وضاقت المساحات للمطالبة بعلاقات أخوية وديبلوماسية بين لبنان وسوريا".
وقال:"السؤال اليوم أي علاقات ترتجى إذا أراد الفريق الشباطي العودة الى مقاربة العلاقات مع سوريا بهذا الكم من الحقد والعدائية؟ إنها سياسة المغامرة التي اعتاد عليها هذا الفريق طوال السنوات الثلاث الماضية ويحاول مرة جديدة العودة الى ذات النهج على ابواب الموسم الانتخابي، عله بذلك يستطيع الامساك برقاب الناس عبر سياسة التضليل والتهويل والاتجار بأصواتهم في صناديق الاقتراع".
وتحدث النائب هاشم عن "تضحيات أبناء الجنوب الذين قدموا الدماء والشهداء من اجل كرامة لبنان وعزته واستقلاله وتحمل أبنائه ظلم العدوان الصهيوني وظلم اهل الحكم في لبنان، حيث ما زالت معاناة الناس والخلل الواضح في اعادة اعمار ما هدمته آلة الحقد الاسرائيلي شاهدة على سياسة التعاطي مع ابناء الجنوب وادارة الظهر لقضاياهم وحقوقهم. فأي وطن يبنى وهل بهذه العقلية؟ فلا يمكن أن يستقر الوطن ويطمئن أبناؤه وجنوبه ما زال يعاني الظلم والعدوان فالجنوب صورة الوطن ومثاله".
وتابع:"أصبحنا على موعد مع اقتراب مرحلة الانتخابات النيابية، وبدأ البعض معها بإعداد العدة. إن ما نراه ونسمعه يأتي في سياق البدء بالحملة الانتخابية حيث يساهم اليوم قانون الانتخابات الحالي والذي يعتبر قانون التسوية والضرورة بعودة الحياة الى الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي الذي لا يساهم في الخروج من دائرة الانقسامات الواسعة الا بالقدر الضيق".
ولفت إلى أن "لبنان لن يصل الى مرحلة الهدوء والاستقرار التام إلا من خلال قانون انتخابات يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع نظام النسبية والذي ينتقل معه الخطاب السياسي واللغة الانتخابية الى خطاب وطني أشمل وأعم وتطغى لغة الاعتدال والانفتاح والوحدة والجمع، وهذا ما يؤسس لبناء لبنان الجديد الذي يشعر معه اللبنانيون انهم اصبحوا في بوتقة واحدة، يدركون من خلالها كيف ينسجون علاقة الوطن والمواطنية بعيدا عن الالتحاق والتبعية لدوائر الطائفة والمذهب والمنطقة من دون الافق الرحب للوطن ودوائره الواسعة".