بدأت الترتيبات العملية للانسحاب من الغجر... والمهلة القصوى آخر تشرين الثاني
ادوار العشي
جريدة السفير اللبنانية - 13/10/2008
إذا صدقت النيات الاسرائيلية، وصح جديد ما اوردته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الواسعة الانتشار، بموافقة اسرائيل على الانسحاب من الشطر اللبناني الشمالي المحتل لقرية الغجر، وتسليم الارض للحكومة اللبنانية في اقرب وقت، وهو ما اكده مصدر سياسي اسرائيلي في تل ابيب، "شريطة ان تكون خاضعة للسيطرة الامنية لليونيفيل"، فان حكومة الدولة العبرية، هي بصدد اتخاذ خطوة تاريخية، انفاذاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم ،١٧٠١ الذي دعا الى وقف العمليات العسكرية في الحرب التي دارت رحاها عام ،٢٠٠٦ وإلى الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من جميع الاراضي اللبنانية، بما فيها قرية الغجر، علماً بأنه حتى الساعة، لم تصدر اسرائيل اي اعلان رسمي بشأن انسحابها الوشيك من القرية.
وطبقاً لما كانت اوردته "السفير" في نيسان الماضي، حول انسحاب وشيك من الغجر بالتواريخ والوقائع، فقد اكدت "هآرتس"، ان اسرائيل ابلغت الامم المتحدة، انها على استعداد للانسحاب من القطاع الشمالي في قرية الغجر، وهو ما "يعتبر تغييراً في سياستها على مدى سنة ونصف مضت، بعدم الرغبة في بحث تلك القضية". وقال مصدر حكومي اسرائيلي ان "القرار اتُخذ، بعدما ارسلت الحكومة اللبنانية تطمينات خطية، وتأكيدات ايجابية بأن اليونيفيل ستتولى مسؤولية الامن، والسيطرة المدنية على القطاع الشمالي من القرية داخل الاراضي اللبنانية"، فيما يبحث فرع التخطيط في الجيش الاسرائيلي والقيادة الشمالية، "تفصيلات الانسحاب من القطاع الشمالي للقرية"، حيث تستمر الورش الاسرائيلية، بتسييج الطرق المحيطة بالشطر السوري من البلدة المحتلة من الجهة الجنوبية بالأسلاك المكهربة، ورفع السواتر الترابية وحفر الخنادق ونصب الاسلاك الشائكة، وقد اتمت هذه الورش اجراءات العزل الكاملة للقرية.
والجدير بالذكر ان الحكومة الاسرائيلية الامنية وافقت في آذار من العام ،٢٠٠٧ على انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجزء الشمالي من قرية الغجر، على ان تحل محله قوات الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان "يونيفيل" في مرحلة اولى، دون الجيش اللبناني، كما تشترط اسرائيل، التي ستقوم بأعمال الدورية، وستقيم نقاط تفتيش في هذه المنطقة، للتأكد من عدم دخول القوات الاسرائلية اليها، والتي تقع الغجر على خط الفاصل بين الاراضي اللبنانية والأراضي السورية التي احتلتها اسرائيل في الخامس من حزيران من العام ١٩٦٧.
اقتراح غرازيانو
وأكدت اوساط القوات الدولية، ان "القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال غرازيانو تقدّم الشهر الماضي، بمشروع اقتراح الى كل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، بغية تسهيل انسحاب الجيش الاسرائيلي، وجاءت الردود الاولية على هذا الاقتراح مشجعة من الجانبين. كما سبق ان اجرى غرازيانو محادثات ثنائية منفصلة مع الطرفين، للتوصل الى تفاهم تمهيدا لتطبيق القرار ١٧٠١ ميدانياً. وقد سعى غرازيانو حثيثاً لتنفيذ الانسحاب وأفلح في اقناع اسرائيل بجدية الالتزام اللبناني، بعد ان ابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، ان الحكومة اللبنانية وافقت اخيراً على تسلم "اليونيفيل" القسم الشمالي من قرية الغجر، وإدارة شؤونها الامنية والإدارية بالتنسيق مع بيروت، وسلمه رسالة رسمية تتضمن هذه الموافقة، وهي تتلاءم مع الاقتراحات الاسرائيلية، فيما تأمل السلطات اللبنانية ان يكون هذا الانسحاب المتوقع من قرية الغجر، "خطوة تمهيدية للانسحاب من مزارع شبعا". وفي هذا الاطار، انجزت قوات الامم المتحدة، المنتشرة على طول الحدود الجنوبية، اقامة سياج في القسم الشمالي من قرية الغجر، وفي محيط نبع الوزاني، بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي.
شكوى إسرائيلية
وشهد الاجتماع العسكري الثلاثي المنعقد اخيراً في رأس الناقورة، تقدماً في عدد من النقاط على طريق معالجة الوضع على الحدود وفي قرية الغجر، والخروقات على الخط الازرق، وأبدى الجانبان اللبناني والإسرائيلي تجاوباً حيال هذا المسألة، وتعهدا أن يتشددا حيال هذا الامر، وأن تكون الحدود الفاصلة ممسوكة تماماً كل من جهته. وأفضى الاجتماع الى تحديد مهلة اخيرة للانسحاب الاسرائيلي من الشطر الشمالي اللبناني المحتل للقرية في حدود شهر ونصف الشهر، وذهبت صحيفة هآرتس، الى تحديد موعد هذا الانسحاب في مهلة اقصاها ٢١ تشرين الثاني المقبل. وفي هذا الصدد، عُلم ان غرازيانو اعرب عن انزعاجه من تسرب بعض المعلومات الى خارج قاعة الاجتماعات، وأبدى امتعاضاً شديداً من تحديد المتحدثة الرسمية باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان، تاريخ الانسحاب من الغجر في احد التصريحات الصحافية، واتصل بها خلال الاجتماع واستفسر منها عن ذلك.
وكانت اسرائيل قدمت اخيراً، خطاباً رسمياً للجنرال غرازيانو، اشارت فيه الى قبولها سيطرة الامم المتحدة الامنية والمدنية على الجزء الشمالي من القرية، وتضمن امتعاضاً من "أعمال استفزازية في الجانب اللبناني"، بعدما اثارت الزيارة التي قام بها مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الى قرية العباسية الحدودية وتخوم الغجر في ثالث ايام عيد الفطر، حفيظة الاسرائيلين الذين اعتبروا الزيارة ورفع رايات حزب الله والأعلام اللبنانية والفلسطينية على الشريط الشائك بمحاذاة الخط الازرق، قرب الموقع الدولي للكتيبة الاسبانية، بمثابة "استفزاز" للقوات الاسرائيلية، التي "عاتبت" قيادة القوة الدولية على "تهاون" عناصرها، وغض النظر بهذا الشكل، والسماح للمتظاهرين بالاقتراب اكثر من الخط الازرق.
هذا الامر حدا بقيادة القوة الدولية، الى ابلاغ جهات رسمية لبنانية، رسالة بقرب موعد سحب اسرائيل قواتها من الجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة. وتمنت الرسالة ان تكون الاطراف المعنية بهذه الخطوة على الارض في الجنوب، حريصةً خلال المرحلة الفاصلة حتى موعد تشرين الثاني المقبل، على عدم توتير الوضع امنياً في الساحة الجنوبية، وإبقاء الهدوء الحالي في هذه المنطقة سائداً لغاية تاريخ بدء هذا الاستحقاق، للحؤول دون تأخير امد الانسحاب.
وهكذا بعد اربعة عقود من الاحتلال، تستعد اسرائيل لإخلاء الاراضي اللبنانية المحتلة في قرية الغجر . وفي هذا الصدد، تستمر الاتصالات بين لبنان والأمم المتحدة، لوضع "اللمسات الاخيرة لخطة الانسحاب الجيش، وتسلم الارض المحررة الى الحكومة اللبنانية". ولهذه الغاية، أنشأت السلطات اللبنانية "مكتب الغجر" بمثابة مكتب ارتباط يُعنى بكل النواحي والتفاصيل التي تتصل بالغجر، امنياً، ميدانياً ولوجستياً. وتفقدت لجنة من مراقبي الهدنة التابعة للأمم المتحدة، تخوم الشطر اللبناني الشمالي المحتل للقرية، وبات الانسحاب الاسرائيلي "مسألة وقت" ترتبط بمرحلة الانتهاء من ترتيبات معينة تتصل بسكان الجزء اللبناني من القرية، الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية، والتي لن يفقدوها، الا انهم يعتبرون "مواطنين اسرائيليين على اراضي العدو" بحسب القانون الاسرائيلي، ومراعاة "الخط الازرق" الذي يمر بين بيتٍ وآخر، للحؤول دون حصول اي مشكلات في المستقبل.
وتلحظ الترتيبات تسهيل تحرك المقيمين في الجانب اللبناني الى الجهة الاخرى في منطقة الجولان والعكس، لا سيما تحرك الاهالي لدواعٍ صحية وغيرها، واستبعدت استحداث بوابة من الجانب اللبناني على الخط الازرق لدواع انسانية، او وضع اسلاك شائكة ومكعبات اسمنتية، وأن هذا الامر غير وارد، لتمكين السكان المحليين من التواصل بسهولة ويسر، فيما يحظر عليهم اجتياز الحدود الى الاراضي اللبنانية. كما يحظر على الاسرائيليين، عسكريين او مدنيين، دخول الشطر اللبناني من القرية، فيما يتمركز الجيش اللبناني في محيط الغجر، وضباط الارتباط يواكبون "اليونيفيل".
وشددت هذه الترتيبات على ان الغجر، لن تكون "شبعا اخرى" على الاطلاق، وهي ارض لبنانية ستحرر في غضون الشهرين المقبلين، وسيرفرف فوقها العلم اللبناني، ايذاناً بعودتها الى كنف السيادة اللبنانية، ولن تشكل المكانة السياسية لقرية الغجر وسكانها، حائلاً دون استكمال خطوة الانسحاب، على الرغم من انها اكثر المشاكل تعقيداً، ضمن حالة التوتر السائدة بين كل من سورية ولبنان وإسرائيل، ووضعها مرتبط بما سيؤول اليه الاتفاق بشأن مستقبل الجولان السوري المحتل.
معبر حدودي وإجراءات أمنية
وفي هذا السياق، شرعت قوات الاحتلال ببناء معبر حدودي جنوبي القرية، على غرار المعابر بين اسرائيل والضفة والقطاع ومصر والأردن، يحوي "أجهزة الكترونية متطورة متصلة بالكومبيوتر، وأجهزة تنصت وتشويش على الاتصالات، ومحطة انذار وكاميرات مراقبة حساسة"، وأعاد الجيش الاسرائيلي ترسيم الحدود في القسم الجنوبي، وأحاط القرية بالمزيد من الاسلاك والحواجز العسكرية وحقول الالغام.
وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال، ان المبنى سيتضمن بداخله "أجهزة توفر القدرة على السيطرة، وأجهزة فحص تكتشف المواد المتفجرة، وأجهزة حاسوب تسمح بالسيطرة على حركة دخول وخروج الاشخاص وعبور السيارات، ومعدات لكشف المواد المتفجرة"، وذلك بهدف انشاء منطقة امنية من ثمانية كيلومترات مربعة، بدلا من الموقع الصغير التابع للجيش الاسرائيلي على مدخل القرية، لتصبح الغجر بأكملها بمثابة جيب معزول لا يُسمح بالدخول اليه او الخروج منه نحو بقية المناطق، الا لسكان القرية فقط، وسيخضع من خلاله السكان، لإجراءات امنية مشددة عند تجاوز هذا المعبر، بهدف منع تسلل من وصفهم بـ»المخربين« الى القرية، التي يحيطها سياج من ناحية هضبة الجولان وفيه ثلاث بوابات، هي عبارة عن حواجز عسكرية اسرائيلية، فيما القرية مفتوحة من الناحية الشمالية باتجاه الاراضي اللبنانية، التي يقع جزؤها الشمالي في الاراضي اللبنانية، والجزء الجنوبي في الاراضي السورية المحتلة، ولا يفصل بين هذين الجزأين فاصل او سياج، ما يجعلها وفق تقدير الجيش الاسرائيلي، "ثغرة مفتوحة امام حزب الله".
ويعتبر الاهالي ان اعلان القرية منطقة عسكرية مغلقة، حوّلها الى سجن كبير يعيش سكانه في خوف وتوتر دائمين، فضلاً عن القلق القائم اصلاً، لوقوعها بين الحدود الاسرائيلية واللبنانية المتوترة. ويخفي قرار عزلهم بالكامل عن بقية القرى في الجولان المحتل، وهي: مجدل شمس، مسعدة، عين قنيا وبقعاتا، أهدافاً مبيِّتة، وهم يخشون الاستيلاء على الارض التي اصبحت بفعل العزل، خارج حدود القرية، وتبلغ مساحتها قرابة ١٢ الف دونم، وتوزيعها في ما بعد على سكان المستعمرات المحيطة، في دان، المطلة، معيان باروخ، ودفنا.
وقد ابدى سكان الغجر اعتراضهم على خطوة الفصل الاسرائيلية، التي تحول قريتهم الى "شبه جزيرة معزولة عن العالم"، والخشية من تحول سكان الشطر الشمالي بعد ضمه الى لبنان، الى لاجئين في دولة اخرى، لا يستطيع الاهالي الخروج منه أو الدخول اليه، الا بعد تفتيشهم وتفتيش سياراتهم، الامر الذي يثير القلق والمخاوف لديهم، بعدما كانوا تصدوا في السابق للتوصية التي كان طرحها رئيس الشاباك السابق افي ديختر في العام الماضي، والقاضية بـ"فك ارتباط مصغر"، عبر اجلاء السكان القاطنين في الجزء الشمالي من القرية، ونقلهم الى الجزء الجنوبي، وتعويضهم مادياً بعد تدمير منازلهم. كما رفضوا قبله "خط لارسن"، منذ اللحظة الاولى التي قررت فيها الامم المتحدة اقامة "الخط الازرق" وشق الشطر الشمالي عن الشطر الجنوبي للقرية، واعترضوا بمختلف الوسائل السلمية والتظاهرات والمناشدات دون طائل، وقاموا بتوجيه رسائل عدة الى القيادات السورية واللبنانية وشخصيات عالمية عدة بينها بابا روما، ومنظمات انسانية وحقوقية، نتجت عنها رسالة وزير الخارجية السورية فاروق الشرع الى هيئة الامم المتحدة، التي اكدت على مطلب الحكومة السورية بتثبيت سورية قرية الغجر بكامل اراضيها وبساتينها، وإبقائها تحت مسؤولية الامم المتحدة، حتى تنسحب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران وتلتزم بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي ٢٤٢.
كما التقى الاهالي الامين العام للأمم المتحدة الذي زار اسرائيل في العام ،٢٠٠٠ وتظلموا لدى محكمة العدل العليا الاسرائيلية، لمنع تمرير القرار وترسيم الخط »الذي مر فوق كرامتنا قاطعاً آمالنا وأراضينا، جعل من قريتنا قريتين، فانفرط عقد البيت؛ فمن كان منا في مجلس الضيوف، اصبح اليوم من اهالي الشمال ضمن السيادة اللبنانية، ومن كان منا في غرفة نومه، استيقظ ليكون تحت السيطرة الاسرائيلية وأهالي قسم الجنوب، وبات اللقاء الآن، من وراء الاسلاك ومكبرات الصوت"، بحسب ما ورد على لسان احد ابناء القرية المحبطين، الذي يضيف، "أتذكر ذاك اليوم حيث كان الفرح يملأنا.. سيرحل اليهود عن لبنان؛ لقد نجحت المقاومة وننتظر دوراً تصنعه ايدينا على خريطة الشرف الوليد.. لكن الصوت جاء صلباً بارداً عبر المكبرات، "على العرب المتواجدين في القسم الشمالي الرحيل الى جنوب القرية.. هذه الارض لم تعد لكم، انضموا الى بقية اهاليكم في الجنوب، انتم منذ الآن لبنانيون!.. يقولون لنا اليوم انتم لبنانيون، وقد رضيت طوال اعوام عجاف، ان احمل هويتهم الواهية، وليست ازمتي ان اكون لبنانياً، لكن صك اوراق ارضك يقول انها سورية عربية .. فكيف ارحل ابي وأنت في جوفها.. وهل يأتي من بعدك مستوطن يهودي، ليحمل الحنطة ويعد في فرننا العصيدة ؟".
هوية لقرية ضائعة
وتشغل القرية التي احتلتها اسرائيل من سوريا سنة ١٩٦٧ مع اراضٍ لبنانية، وتفصلها عن هضبة الجولان السورية بوابة حديد وسياج شائك، موقعاً استراتيجياً على التلة المشرفة على منابع الوزاني، الذي يشكل مع اللدان وبانياس نهر الاردن، الشريان المائي الحيوي بالنسبة لإسرائيل. ويعيش في قرية الغجر قرابة ٢٢٠٠ نسمة، جميعهم سوريون من الطائفة العلوية، يحملون الهوية الاسرائيلية ويرفضون التخلي عنها، وهم يجيدون بطلاقة فائقة اللغة العبرية تخاطباً وكتابة وقراءةً الى جانب لغتهم الام العربية، لكنهم يرفضون تقسيم القرية، وفصل احيائها وعائلاتها عن بعضها البعض، والتسبب بمشاكل جمة على الصعد الاجتماعية والتربوية والإنسانية، فيما يخشى الجانب الاسرائيلي بحسب ما يذكر المراقبون، المشاكل الامنية وأعمال التهريب، في حال فقدان السيطرة عليها، لا سيما ان علاقات وطيدة تربط اهالي القرية مع السكان اللبنانيين، جيرانهم اهالي قرية الوزاني المقابلة، الذين بفصل بينهم مجرى نهر الوزاني وشريط متهالك اعيد بناؤه اخيراً.
ويشير هؤلاء المراقبون الى ان هذا الواقع جعل الوضع معقداً، وهو ما اكدته مصادر دولية وأخرى لبنانية، لافتة الى ان هذا الوضع ما زال بحاجة الى مزيد من الوقت والدرس، لإيجاد صيغة حل تحفظ السيادة اللبنانية، وتحافظ على مصالح الاهالي، ولا تجعل من هذه القرية الرابضة على ثلاث زوايا حدودية دولية، منصةً لانطلاق اعمال تعتبرها اسرائيل عدائية. وفي هذا الصدد، ترتدي الغجر اهمية بالغة من الناحية الامنية، لأنها تشكل "فجوة" في السياج الحدودي، يتم من خلالها تهريب السلاح والمخدرات، بحسب المزاعم الاسرائيلية، وكان آخرها قبل ايام.