المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

توقيف أعضاء شبكة إرهابية لبنانيّين وفلسطينيّين من بقايا تنظيم "فتح الإسلام" متورّطين بتفجيرات طرابلس ضد الجيش

جريدة السفير + وكالات - 13/10/2008
حقّقت الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية انجازا كبيرا تمثل في إلقاء القبض على عناصر شبكة إرهابية، متورطة في عدد من التفجيرات التي استهدفت الجيش اللبناني في منطقة الشمال، وآخرها متفجرة مدخل مدينة طرابلس ضد حافلة كانت تقل عسكريين في الجيش اللبناني في ٢٩ أيلول المنصرم وأدت إلى استشهاد سبعة، بينهم أربعة جنود وثلاثة مدنيين.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الشبكة المكتشفة كانت تعد لاستهداف حافلة كبيرة للجيش اللبناني على طريق بيروت طرابلس، بالإضافة إلى التحضير لاستهداف مجمع قيادة قوى الأمن الداخلي في محلة الأوتيل ديو (الأشرفية) في بيروت، فيما كان لافتا للانتباه العثور على حزام ناسف، الأمر الذي وضع في خانة "استعداد المجموعة للبدء بتنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف من غير المستبعد أن يكون بينها استهداف شخصيات سياسية"، على حد تعبير مصادر متابعة لملف الشبكة.

وقد تمكن قائد المجموعة المدعو عبد الغني علي جوهر (٢٥ سنة)، من التواري عن الأنظار في اللحظة الأخيرة و"بثيابه فقط"، نتيجة تيقظه وحذره بعدما تم تحديد مكان إقامته. وجرى تعميم صورته ومعلومات عنه، بإشارة النيابة العامة التمييزية، التي وضعت يدها على التحقيقات.

واذا كان يسجل للجيش وقوى الأمن الداخلي، أنهما حققا انجازا كبيرا في وقت قياسي (بعد أقل من شهر من وقوع آخر تفجير)، فان اللافت للانتباه، أن قضية التنسيق بين الأجهزة، ظلت نقطة عالقة، بحيث بدا أن كل جهاز، كان يعمل وفق "أجندة أمنية خاصة"، وهو الأمر الذي كان يمكن أن يرتد سلبا، من دون الاستفادة من تجربة واقعة مداهمة "شارع المئتين" في طرابلس وما تلاها من أحداث وصولا إلى اندلاع معركة مخيم نهر البارد.

ولعل العبرة، هي في الإضاءة سياسيا على هذه النقطة في الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده مجلس الأمن المركزي اليوم، برئاسة وزير الداخلية وحضور ممثلي كل الأجهزة العسكرية والأمنية بالإضافة إلى النيابة العامة التمييزية، من أجل الاتفاق على خارطة طريق للتحقيق مع الموقوفين وتعقب المتوارين عن الأنظار، وخاصة الرأس المدبر والمخطط للشبكة.

أما النقطة اللافتة للانتباه، فتمثلت، في ترجمة قرار مجلس الوزراء الأخير، بتفعيل التنسيق العسكري والأمني بين لبنان وسوريا، حيث تزامن اعتقال المجموعة، مع وصول مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل إلى دمشق، حيث التقى عددا من القيادات العسكرية والأمنية السورية، وأثار معهم بعض قضايا التعاون والتنسيق بين البلدين، وخاصة في مواجهة الإرهاب الذي يضرب في البلدين.

وعلمت "السفير" أن الجانب اللبناني طلب رسميا من الجانب السوري، الاستفادة من الانتشار العسكري الحدودي من أجل تشديد الاجراءات لمنع دخول بعض أعضاء الشبكة الى الأراضي السورية. ورد الجانب السوري أنه سيبادر الى تشديد الاجراءات واذا ألقي القبض على جوهر أو أي من أعضاء الشبكة سيصار الى تسليمه فورا الى الجانب اللبناني.

وفي التفاصيل، صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، البيان التالي "فجر اليوم، (أمس)، وبنتيجة للمتابعة الميدانية والتعقبات، استطاعت قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي توقيف عدد من أفراد خلية إرهابية متورطة بتفجيرات طرابلس الأخيرة، حيث ضُبِطَ بحوزتهم حزام ناسف لاستعماله في عملية إرهابية أخرى. ولا تزال هذه القوى وبجهد مشترك تتعقب المدعو عبد الغني علي جوهر، أحد العناصر الرئيسة في هذه الخلية. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين، بإشراف القضاء المختص، وسيصار إلى إعلان المزيد من التفاصيل لاحقا".

وقالت مصادر متابعة إن عملية تعقب للاتصالات الهاتفية قادت الى تحديد مكان جوهر قبل ثلاثة ايام، وقد تم تحديد ساعة الصفر، ليل أمس الأول، حيث تم اقتحام منزل شقيقة جوهر في محلة باب التبانة في طرابلس، وقد تبين أنه توارى عن الأنظار، فيما تم توقيف شقيقه وشقيقته وصهره علاء م.، بالاضافة الى مصادرة اسلحة (أبرزها الحزام الناسف خاصة جوهر) وذخائر ووثائق، وفي الوقت نفسه، كانت دورية ثانية للجيش اللبناني تداهم منزل عبد الغني جوهر (مواليد ١٩٨٣) في مسقط رأسه بلدة ببنين في قضاء عكار، حيث تبين أنه أيضا غير موجود فيه، ولكن تم العثور في المنزل على وثائق وخرائط وأرقام هاتفية أبرزها ما يتعلق بالتحضير لتفجير حافلة للجيش على طريق بيروت طرابلس واستهداف مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

وتشير المعلومات المتوافرة لـ"السفير" الى ان القسم الفني في فرع المعلومات تمكن من رصد اكثر من مكالمة هاتفية للمدعو (محمد ع.) الموضوع مع غيره من فلول "فتح الاسلام" تحت الرقابة الشديدة من قبل عناصر الفرع في الشمال، منذ فترة طويلة، وهو يقطن في أحد الشوارع الملاصقة لمخيم البداوي، الى أن تمت مداهمة منزله قبل يومين وتوقيفه مع ثلاثة من أشقائه، الذين كان اثنان منهم قد عادا لتوهما من الدنمارك والجزائر للمشاركة في عرس شقيقتهم فضلاً عن كونهم كانوا فقدوا شقيقاً آخر يدعى جهاد خلال قصف الجيش اللبناني لمخيم نهر البارد، لكن ما لبث أن أفرج عنهم وأبقي على (محمد ع.) الذي اعترف خلال التحقيق معه بتورطه في قضية التفجيرات ضد الجيش اللبناني، مع عبد الغني جوهر وعثر مع محمد على خرائط حول الامكنة التي حصلت فيها التفجيرات، وكذلك على خرائط أخرى، وقد تمت إحالته الى القضاء المختص لمتابعة التحقيق معه.

وتضيف المعلومات ان قوة من فرع المعلومات بدأت تحرياتها عن عبد الغني جوهر وهو عضو في تنظيم "فتح الاسلام" وقد تبين من التحريات أن جوهر يحمل في قلبه حقدا كبيرا على الجيش اللبناني، لأنه قتل شقيقه جهاد، على الرغم من أن شقيقه الاكبر عسكري في الجيش، وأنه كان على خلاف مع والده الذي طرده من المنزل العائلي في ببنين قبل نحو شهر، فلجأ الى منزل شقيقته في باب التبانة، كما يتحدث البعض عن استئجاره شقة في محلة باب الرمل لكنه لم ينتقل للسكن فيها، وقد زار منزل عائلته في ببنين أول أيام عيد الفطر.

وبنتيجة التحريات ورصد الاتصالات الهاتفية، تم تحديد مكان جوهر في منزل شقيقته في محلة باب التبانة مساء السبت الماضي، فسارعت قوة مشتركة من الجيش وفرع المعلومات بمؤازرة »الفهود« الى تطويق المبنى، فشعر جوهر بذلك، وفر عن طريق سطح المبنى وعبر أسطح متداخلة قريبة الى الشارع المجاور حيث شاهده عدد من المواطنين يركض، وتوارى الى جهة مجهولة.

وتقول هذه المعلومات أن عناصر القوة عملوا على تفتيش منزل شقيقة جوهر وهي متزوجة من شخص يدعى (علاء م.)، وخصوصا الغرفة التي يقيم فيها، فعثروا على حزام ناسف يحتوي على نحو نصف كلغ من مادة الـ"تي إن تي" الشديدة الانفجار، مجهز للتفجير لاسلكيا عن بعد، أو عبر نزع الصاعق، او عبر البطارية وساعة التوقيت، كما عثروا على رشاش حربي فرنسي متطور مزود بنحو أربعين طلقة، ومسدس حربي، كما تم العثور على محفظة جوهر التي يبدو أنه نسيها في غرفته نتيجة سرعته في الفرار، وقد عثر فيها بحسب المصادر الأمنية على خريطة فنية تبين كيفية التفجير عبر الجهاز الخليوي، أي بواسطة "البلوتوث".

ومن خلال التحقيقات الأولية مع عائلة جوهر تبين أنه إختصاصي بالأمور الفنية والتقنية المتعلقة بالتوصيلات الكهربائية، فضلاً عن خبرته في كيفية صنع العبوات وطرق تفجيرها.

وتفيد المعلومات نفسها أنه صباح امس قام الجيش اللبناني بمداهمة منزل العائلة في ببنين في عكار لكنهم لم يعثروا على عبد الغني فيما فر شقيقه محمد جوهر عبر باص عمومي الى طرابلس فألقي القبض عليه في ساحة التل، إلا أنه وبحسب المصادر الامنية ليس متورطا مع شقيقه، وليس له علاقة بالتفجيرات، وانما جرت ملاحقته لانه ربما كان يريد الاتصال أو الذهاب الى شقيقه المتواري عن الأنظار، لكنه لا يزال رهن التحقيق، مع صهره علاء وزوجته التي كانت تستضيف عبد الغني جوهر في منزلها، كما يجري البحث والتحري عن بعض الاسماء التي وردت في التحقيق مع المدعو (محمد ع.)، وذلك للاحاطة بهذه القضية بكامل جوانبها.
وبيّنت التحقيقات الأولية أن عناصر الشبكة قاموا بتدبير التفجيرات التي استهدفت مركز الجيش في منطقة العبدة قبل أشهر، والحافلة المدنية في طرابلس بتاريخ ١٤ آب الماضي (١٤ قتيلا بينهم تسعة جنود وطفل)، وحافلة الجيش اللبناني بتاريخ ٢٩ أيلول في محلة البحصاص في المدخل الجنوبي لطرابلس.

وقد اتخذ الجيش اللبناني سلسلة إجراءات عسكرية وقائية، خاصة في بعض النقاط المشتبه بأن يكون جوهر قد توارى فيها ومنها مخيم البداوي، أخذا في الاعتبار بعض المعلومات التي تحدثت عن محاولة بعض مجموعات "فتح الإسلام" تنظيم صفوفها في المخيم، وقد طلب الجيش من اللجان الشعبية في المخيم توزيع استمارة من أجل إحصاء كل القاطنين في المخيم سعيا إلى عدم تكرار تجربة مخيم نهر البارد. ومن المقرر أن يزور وفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اليوم، مقر قيادة الجيش اللبناني في اليرزة، للبت في مسألة المرجعية الأمنية في المخيمات وخاصة في البداوي.

وقال مسؤول في منظمة التحرير لـ"السفير" إنه ستؤخذ الهواجس الأمنية اللبنانية في الاعتبار وسيصار لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع لجوء المطلوبين إلى المخيم.
وقالت مصادر مطلعة لـ"السفير" أن التحقيقات الأولية وانتماءات المتهمين واتصالاتهم، تشير إلى أن التفجيرات التي حصلت كانت عبارة عن أعمال انتقامية ضد الجيش اللبناني ردا على عملية القضاء على تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد.

13-تشرين الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان