أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خطبة الجمعة في مقر المجلس، واستهلها بالقول:
"إننا نعاني هذه الأيام ألازمات والخوف والقلق والهم، وعلينا كمؤمنين ان نتحرى الحقيقة ونبتعد عن كل مضرة فننطلق من معالم الخير ونبتعد عن مساوئ الشر، فالإنسان المعتدل والرصين والمعافى من بلاء وهموم الدنيا هو المستقيم الذي يبني وطنا ويصلح مجتمعا، فالفوضى ضاربة والأمن مفقود والنظام معدوم وتطبيق القانون مؤجل ولقد جاءتنا شكاوى كثيرة من مختلف المناطق اللبنانية ، ولاسيما من منطقة البقاع بفعل الفلتان الأمني المستشري وكأن الأمر لا يعني احدا، لذلك نطالب الجيش والقوى الأمنية و العشائر والقوى الفاعلة في البقاع ضبط الأمن ومواجهة الاعتداءات، فما جرى في بعض المناطق أمر مخيف اذ لا يجوز ان يعيش المواطن الخوف جراء السرقة والاعتداء في منطقته وبين أهله، وعلينا ان نواجه الفلتان وعلى قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والأحزاب ان تتحمل المسؤولية لان ما يجري مرفوض من قبلنا وعلى الجميع التحرك لضبط الوضع الأمني، نحن نرفض أعمال السلب والاعتداء وانتهاك القوانين ونستنكر التعاطي معها بعدم المسؤولية، وعلى الدولة بأجهزتها الأمنية من جيش وقوى امن ان تحزم أمرها وتعاقب المسيء وتلاحقه في عقر داره، فلا يجوز لأحد من العشائر والأحزاب والقوى ان يدعموا هذا النوع من الفلتان والتحدي، لذلك أطالب الجميع بتحمل المسؤولية وتنظيم الشأن العام والمحافظة على الإنسان".
اضاف:" نحن طلاب حق ورواد حقيقة وعلينا ان نكون أتقياء أبرار وأخيارا فنواجه الفوضى وأخشى من وجود فريق يريد توريط الجميع، ولذلك أطالب الجميع بحزم الأمر في كل المناطق اللبنانية من أقاصي الشمال الى أقاصي الجنوب، وليتعاون الجميع لحفظ امن المواطن وإبعاد شبح الفتنة والخوف لأننا أصبحنا نخاف من أعمال السرقات والسلب والاعتداء وترهيب الناس وإلحاق الضرر بهم، فنحن مسلمون والإسلام يرفض العدوان والفوضى والظلم كما ترفض المسيحية العدوان والظلم والفوضى، ان ما يجري من فوضى يفقدنا المصداقية وعلينا ان نتنبه لمجريات الأمور فيتحرك الجيش والقوى الأمنية بسرعة للسهر على امن المواطن في مراقبة اللصوص والمخلين بالأمن لان هؤلاء جرثومة فساد يجب ان نقتلها في مهدها".
ودعا اللبنانيين الى التعاون لحفظ وطنهم والتفرغ للجهاد الأكبر المتمثل بمحاربة النفس الأمارة بالسوء التي تعمل في الخفاء والعلانية لظلم الناس وإشاعة الفوضى والفساد، وعلى اللبنانيين "ان يكونوا أحرارا في دنياهم فيقولوا الحق ولو على أنفسهم فلا يهادنوا الباطل ولا يسكتوا عنه ويواجهوا الفلتان لأنه ليس من ديننا وأخلاقنا وتعاليمنا".
ورأى "ان لبنان وطننا وعلينا ان نحميه بمحاربة البغاء والفساد والمخدرات وأعمال الفوضى، لان بلادنا معرضة للانتهاكات وبيوتنا وسياراتنا معرضة للسرقة والنهب فلا يجوز ان يتواسط احد لسارق ومتجاوز للقانون ومخالف له".
وقال:" نرفض القول بالتبشير الشيعي الذي يذكرنا بالقول المأثور: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة، فالحذر مطلوب والحكم يحتاج الى أدلة، فنحن ندعو الى الله بما أراده حين قال: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن" فنحن ندعو الى الإسلام عن طريق أهل البيت، ونحن لا نسمح لأحد ان يتطاول علينا مهما كبر شأنه، لأننا نتصدى للباطل والمنكر والفساد، ونتصدى لقول السوء والفتنة والتعرض للناس الطيبين، وعلينا ان ننتهج الحق والصدق لنكون في خط النبي محمد الذي فرضه على المسلمين حين أمرهم ان يكونوا مع الإمام علي، فيدخلوا اليه من مدينة العلم التي بابها الامام علي، ونحن ندعو المسلمين الى الوحدة ونبذ الأحقاد ومحاربة الفتن والتزام تعاليم الإسلام التي تأمرنا ان نكون صفا واحدا ويدا واحدا لا سيما أن الإسرائيلي لا يزال يتربص بنا الدوائر وأعداء الله المتربصين بالأمة وعلينا كمسلمين ان نكون امة واحدة وان اختلفنا بتوجهاتنا فالإسلام دين الحق والتوحيد والتعاون".