الرئيس لحود: الوقت ليس للمناورة والتشاطر في ظل تزاحم التهديدات وإذا تعذر الاتفاق سألجأالى خيار يحمي وحدة البلاد
وطنية - 17/9/2007
دعا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود القيادات السياسية الى "العمل على انجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في موعده الدستوري، والاتفاق على رئيس وفاقي يلتف حوله جميع اللبنانيين، ويكون قادرا على المحافظة على وحدة لبنان وعلى الثوابت الوطنية والقومية التي تبقيه بلدا قويا في مواجهة المخططات التي تهدف الى اضعافه". ورأى الرئيس لحود "ان بلدا مثل لبنان يقوم على الديموقراطية التوافقية لا يمكن لاي فريق فيه، وفي أي موقع كان، ان يحتكر ادارة شؤونه الوطنية وفرض ارادته على الجميع من خلال الاستقواء بالخارج وتنفيذ مشيئته".
موقف الرئيس لحود نقله عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا، والمبادرات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي". وقال الوزير الخازن بعد اللقاء: "ان الرئيس لحود يعتبر ان كل الجهود الدولية والاقليمية المبذولة لا تغني عن الوفاق الداخلي لانه اساسي لاية تسوية تنزع فتائل الفتنة والفوضى". وقال: "لا احد يمكنه ان يساعدنا، ولو كان مخلصا، ما لم نساعد نحن انفسنا. فليس الوقت وقت مناورة وتشاطر ومصالح في ظل تزاحم التهديدات المباشرة وغير المباشرة المحيطة بنا".
واضاف الرئيس لحود: "ثمة مؤشرات دولية مخيفة وسط سباق تسلح جديد، لها انعكاسات اقليمية, وعلينا، ما لم نسارع الى تأمين مستلزمات وحدتنا الداخلية الصلبة لمواجهة أي تصعيد. ويأتي الاستحقاق الرئاسي ضرورة قصوى لحماية هذه الوحدة، باعتبار رئيس الجمهورية يجسد رمزيا وحدة البلاد في هذا الظرف الاستثنائي الخطير. فاي فراغ، لا سمح الله، يطيح هذا السقف الدستوري انما يطيح مرجعية الاحتكام والرعاية".
وتابع رئيس الجمهورية بالقول: "لطالما رددت في الماضي، وحذرت في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 بالذات من ان وضع المخيمات الفلسطينية هو بمثابة قنبلة موقوتة، وها هي قد انفجرت ونجونا من آثارها المدمرة، ونجحنا بتضحيات جيشنا الذي تجاوز الامتحان اللبناني - اللبناني واللبناني - الفلسطيني. ويبقى ان نظل متيقظين لاي محاولات خلافية يسهل على المتربصين بصيغتنا الفريدة النفاذ منها الى فخ التوطين".
وعن الحشد الدولي الذي شهدته حاضرة الفاتيكان خلال وجود البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير فيها قال الرئيس لحود: "انا افهم هذا الحدب الروحي والتاريخي الذي يوليه الفاتيكان لمصير لبنان كواحة ديموقراطية في هذا الشرق وكمختبر انساني لتعايش الثقافات والحضارات والديانات، وتاليا ضنه بالوجود المسيحي في لبنان من هذه الزاوية".
واكد رئيس الجمهورية جوابا على التساؤلات المتداولة حول تفادي الفراغ اذا ما تعذر الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية انه: "عندما استلهم مصلحة لبنان لا استعين الا بما يمليه علي وجداني الوطني واقتناعي بموجباتي الدستورية التي اعمل بهديها لا بالنصائح الاتية من هنا وهناك". وتابع: "ولانه لا يمكن ان اسلم بنقل الامانة الى حكومة مفتقدة ميثاقيتها وشرعيتها ودستوريتها، فقد حرصت على ان اذكر دائما بانه في حال، لا سمح الله، لم يتم التوصل الى اتفاق حول انتخاب رئيس جديد للبلاد فانني سألجأ الى خيار دستوري يحمي وحدة البلاد ويحول دون الانجرار الى تصادم وفوضى وادعو الذين يوزعون نصائحهم يمينا ويسارا، لبنانيين كانوا او غير لبنانيين، ان يعملوا على المساعدة لاتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده ووفقا للاصول الدستورية بدلا من التحريض حينا والترهيب حينا آخر، لان هذه التصرفات لا تفيد احدا ولن تمنعني من القيام بواجباتي وبما يمليه علي ضميري".