وطنية-6/10/2008
استقبل آية الله المرجع السيد محمد حسين فضل الله، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وجرى عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وآفاق المرحلة المقبلة في ظل التداعيات المتواصلة على المستويات الاقتصادية والسياسية في العالم وتأثيراتها الحالية المتوقعة على الوضع في المنطقة بعامة، وفي لبنان على وجه الخصوص. كما وضع الشيخ قاسم السيد فضل الله في أجواء المصالحة الداخلية الجارية على كافة المستويات، كما جرى البحث تفصيلا في التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان، وسبل مواجهتها والتنبه إلى ما يضمره العدو في ظل تصاعد حدة الأزمة السياسية داخل كيانه، وإعلانه المتواصل عن تمامية استعداداته للقيام بعدوان جديد على لبنان.
ورأى السيد فضل الله "أن تهديدات العدو تندرج في سياقين: الأول يرتبط بخوف إسرائيل من إقدام المقاومة على تنفيذ عملية نوعية ضد العدو، والثاني يتعلق في الامتعاض الإسرائيلي من جهوزية الساحة اللبنانية على المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية وغيرها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، ومنع العدو من تحقيق أي من الأهداف التي يتطلع إليها، وخصوصا بعد الإخفاقات التي لحقت به خلال عدوان تموز من العام 2006".
وشدد على ضرورة " أن يتركز العمل داخليا على تعزيز أجواء المصالحة، وتوفير مناخات النجاح للقاءات التصالحية كافة، بما يعزز من قدرة الساحة اللبنانية الداخلية على الصمود في وجه أي عدوان خارجي وأي اعتداء إسرائيلي محتمل".
ورأى "أن الساحة الداخلية مهيأة لكثير من الانفراجات التي من شأنها أن تعمق أجواء التفاهم الداخلي الذي ينبغي أن يتكرس على كل المستويات، وخصوصا في المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية، من دون أن يعني ذلك أن البلد أصبح في مرحلة التوازن والهدوء التام، وخصوصا أن ثمة قوى ترتبط بمرجعيات خارجية لا تزال تعمل على اختراق الأوضاع بالمزيد من التفجيرات أو بالعمل لتعقيدات أمنية وسياسية قادمة، مؤكدا أنه "على اللبنانيين ألا يناموا على حرير في ظل التعقيدات التي تشترك فيها عناصر خارجية وداخلية، والتي قد تفرض عليهم مواجهة الواقع بالمزيد من الحذر الذي لا يبتعد عن السعي الجاد والحثيث لتركيز الوحدة الوطنية في كل المجالات، الأمر الذي يستدعي اندفاع الجميع لاحتواء السلبيات التي يمكن أن يحركها البعض في الداخل والخارج".
وشدد على "أن يستغل اللبنانيون التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم لترتيب العلاقات الداخلية بين الأطراف المتعددين بما يحمي سلام البلد وأمنه ويقطع الطريق على أية محاولات خارجية للعودة بالبلد إلى أجواء التقاتل والتنازع"، مؤكدا" ضرورة استخدام الخطاب الهادىء والمتوازن كسبيل وحيد لحل المشاكل العالقة أو التوترات السياسية التي قد تطل برأسها بين الحين والآخر".