كلام النائب كنعان جاء خلال تمثيله النائب العماد ميشال عون في العشاء السنوي لهيئة الجديدة - البوشرية - السد في "التيار الوطني الحر" في حضور النواب نبيل نقولا، غسان مخيبر، سليم سلهب وكميل خوري، وهيئة قضاء المتن في "التيار" ممثلة بمنصور فاضل وطانيوس حبيقة ورئيس بلدية المنطقة وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير وفاعليات.
وتمنى "ألا يكون جو المصالحات والتفاهمات ظرفا عابرا بهدف تمرير الوقت قبل الانتخابات وتحقيق مصالح انتخابية ضيقة"، مؤكدا أن "الاستقرار لا يتحقق بالمصالح الخاصة والشعارات والديماغوجيات بل من خلال الاعتراف بالآخر والوصول إلى حد أدنى من التفاهم مع الشريك في الوطن". ودعا اللبنانيين إلى "قطع الطريق على من يريدون إخافتهم وإيهامهم بخطر غير موجود في محاولة للحصول على تأييدهم"، وقال: "للذين يقفون على حدودنا الشمالية، نقول نحن نعرف طعم الحرية لأننا ذقنا طعم الظلم والقهر ولا عودة إلى ذلك اليوم، لكننا في الوقت عينه نعترف بحقهم في حماية حدودهم كما حقنا في حماية حدودنا منعا لأن نكون أداة خلل أمني".
أضاف: "العلاقة الندية بين لبنان وسوريا لن تتحقق إلا بمعرفة مصير اللبنانيين المفقودين في سوريا أولا، ثم ترسيم الحدود وإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
الدولة التي لا تسعى وتطالب وتفتش عن مصير أبنائها لا تكون دولة في نظر شعبها. لماذا كان يجب أن يمر لبنان بكل هذه المعاناة ليقتنع الجميع بصوابية إستراتيجيتنا؟ لماذا انتقدنا الجميع واتهمونا بالتبعية ووضعونا في محاور خارجية، ثم عادوا ليدعوا إلى التفاهم بعدنا بثلاث سنوات؟ اليوم نرى الدعوات إلى التفاهم بين حزب الله وتيار المستقبل، وحزب الله والتقدمي الاشتراكي ونرى أن استراتيجيتنا صارت استراتيجية الجميع ونتمنى أن تنسحب على جميع الأفرقاء في لبنان".
وفي موضوع الإصلاحات الانتخابية، أسف "لعدم إقرار أهم البنود الإصلاحية بسبب رفض جميع النواب إقرارها إلا عشرين نائبا هم نواب تكتل التغيير والإصلاح"، مذكرا "بقول العماد عون عما ذكرته الصحف عن وقوف التكتل وحيدا في معركة الإصلاح".
وأكد أن "لا تفاهمات على حساب القناعات والإصلاح في هذا الوطن"، مستغربا "كيف كان 80% من النواب يتكلمون بضرورة خفض سن الاقتراع إلى 18 عاما واقتراع العسكريين وتصويت اللبنانيين المقيمين خارج لبنان، ثم عادوا ليغيروا مواقفهم خلال الاقتراع ليبقى التيار الوطني الحر وحيدا مصرا على ضرورة الإصلاح الانتخابي".
وسأل: "ما المغزى من رفض اقتراع العسكريين الذين يضحون بحياتهم لأجل الوطن؟ ألأنهم لا يشترون ولا يباعون ولا يمكن ضبط أصواتهم من الماكينات الانتخابية الكبيرة التي تعلب أصوات الناخبين وتلغي حريتهم؟ كل الإصلاحات الانتخابية سقطت على مذبح المصالح الانتخابية والرغبة في الحفاظ على سلطة لا تمثل شعبها وغير قادرة على تحقيق طموح وأحلام أولادها وأجيالها المقبلة. هذه الصورة السلبية يجب أن تكون حافزا للبنانيين الأحرار للتمسك أكثر بالإصلاح ورفضهم الوقوف على الحياد في معركة تتعلق بمصير أولادهم".
ورد على "من ينتقدون قانون عام 1960 بالقول: "قانون عام 1960 كان نتيجة رفضكم لقانون أفضل وهو قانون النسبية الذي تقدمنا به للهيئة الوطنية لقانون الانتخاب عام 2005، أما إذا كنتم تريدون العودة إلى قانون 2000 من خلال شعارات رفض قانون عام 1960، فنقول أن هذا القانون أفضل بستين مرة من قانون غازي كنعان. المسيحيون لن يقبلوا مرة ثانية بتهميشهم أو بتمثيلهم في المجلس النيابي بأعداد لا تتعدى أصابع اليد. أنتم قادرون في انتخابات ال 2009 على حسم خيارات المسيحيين في هذا الوطن، خياراتنا وخيارات غيرنا بين أيديكم ولكم سيعود القرار والاختيار بين مسار السيادة والحرية والاستقلال والاستقرار والمسار الآخر وما إذا كنتم تريدون ممثلين لكم يجيدون الحفاظ على الوطن باستشراس وحتى الاستشهاد".
وختم النائب كنعان: "موعدكم مع انتخابات ال 2009 لتقرروا ونحن نحترم إرادتكم لأننا نؤمن بالديموقراطية، فإما أن تمنحونا ثقتكم مرة ثانية وإما تقررون العودة إلى الماضي ونظام المصالح والمحاصصة، ولكن استطلاعات الرأي في جميع المناطق والتأييد الذي نلمسه لا يجعلنا نتردد في تأكيد أننا في ال 2009 معكم سنكمل المشوار".