قناة المنار + وكالات - 29/9/2008
استشهد خمسة لبنانيين بينهم أربعة عسكريين وجرح اربعة وعشرين اخرين بينهم 18 عسكريا بعضهم جراحه بليغة، في انفجار سيارة مفخخة استهدف حافلة للجيش اللبناني عند مستديرة البحصاص عند مدخل مدينة طرابلس شمالي لبنان. وهذا الإعتداء هو الثاني من نوعه في غضون شهرين في طرابلس التي شهدت في الثالث عشر من آب عملية تفجير استهدفت باصا يقل عسكريين ومدنيين واسفرت عن استشهاد 14 شخصا تسعة منهم من العسكريين.
فعند السابعة وخمس وثلاثون دقيقة صباحاً كانت الحافلة العسكرية التي تحمل الرقم 1516 والممتلئة بالجنود اللبنانيين تهم بدخول مفترق طريق عند مستديرة السلام في منطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس عندما دوى انفجار نجم عن عبوة مزروعة داخل سيارة رينو 18 كحلية اللون كانت متوقفة في المكان.
وبدا واضحاً أن السيارة المفخخة كانت تستهدف الحافلة العسكرية التي اشارت التحقيقات الميدانية الى ان عصف القوة التفجيرية لم يصب الحافلة مباشرة وان تأخرها ثانيتين عن دائرة الانفجار حال دون وقوع كارثة. وبالتالي هذه الوقائع تفسر عدم احتراقها او تهشمها في وقت تطايرت اجزاء سيارة الرينو في المكان، كما ان معاينة اصابات الشهداء والجرحى بينت انها نتيجة شظايا المتفجرة والسيارة المنفجرة.
مصادر مطلعة على سير التحقيقات اكدت لقناة المنار ان سيارة الرينو مسجلة باسم انطوان مراد الهاشم وتحمل الرقم 170348ب وتعود ملكيتها الحالية الى شخص يدعى عبد السلام صبرا من مواليد العام 1976 بقاعصفرين، وهو سلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية، وأفاد خلال التحقيق معه انه اوقفها في مكان وقوع الانفجار وذهب الى مكان قريب لانجاز عمل خاص، وعندما وقع الانفجار عاد ليتفقد سيارته ففوجئ انها هي التي انفجرت.
وكانت القوى الأمنية حضرت على الفور ونفذت انتشاراً كثيفاً وهرعت سيارات الاسعاف لنقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات المحيطة بمكان الحادث لتترك الساحة لاحقا للمحققين وفرق الادلة الجنائية بلباسهم الابيض والذين عملوا على معاينة المكان ورفع الادلة في ظل متابعة من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وقاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر الذين حضرا ايضاً.
قيادة الجيش اللبناني نعت العسكريينَ الأربعة الذين استشهدوا في انفجار البحصاص واوردت مديريةُ التوجيه في بيان لها نبذةً عنهم وهم:
المعاون اول فؤاد قداوح من مواليد القبة طرابلس متأهل وله خمسة اولاد، الرقيب اول انور الخطيب من مواليد سهلة عكار متأهل وله ثلاثة اولاد، الرقيب سامي الجمل من مواليد حي الحارة - الهرمل متأهل وله ثلاثة اولاد، العريف علي علي من مواليد القبيات متأهل دون اولاد . يذكر ان الشهداءَ حائزونَ على اوسمةً عدة وتنويهاتِ وتهانيَ قائدِ الجيش.
قيادة الجيش اللبناني اعتبرت في بيان آخر لها أن "يد الغدر امتدت مجدداً لتطال المؤسسة العسكرية في استهداف واضح لمسيرة الأمن والاستقرار في البلاد وخطوات التقارب والمصالحة بين أطراف المجتمع الواحد، من خلال عمل إرهابي جديد هز المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس صباح اليوم". وأعلنت قيادة الجيش أن وحداتها العسكرية أقامت طوقا أمنيا حول مكان الانفجار وباشرت الأجهزة المختصة التحقيقات اللازمة.