جريدة السفير - 25/09/2008
ردّ اللواء الركن جميل السيّد على النائب سعد الحريري وإشادته "بالإنجازات" التـي حقّقهـــا "الصوت العالي" في المظاهرة التي أعقبت اغتيال والده عام ،٢٠٠٥ ومن بينها استقالة الضباط الأربعة، وذكّره بأنّ الهدف الأهمّ هو الحقيقة وليس استقالة الضبّاط واعتقالهم سياسياً وزوراً.
ففي بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، أبدى اللواء الركن السيّد أسفه الشديد واستغرابه للتصريح الذي صدر مؤخراً عن النائب سعد الحريري في أحد الإفطارات، والذي أشاد فيه "بالإنجازات" التـي حققهـــا "الصوت العالي" في المظاهرة التي أعقبت اغتـيال والده الشهيد عام ،٢٠٠٥ ومن بينها استقالة الضباط الأربعة على حدّ قوله.
وتساءل اللواء السيّد كيف يمكن لابن الرئيس الشهيد أن يكتفي ويرضى بأن يكون الإنجاز الوحيد تقريباً، هو استقالة الضباط الأربعة واعتقالهم سياسياً منذ ثلاث سنوات إلى اليوم، في حين أنّ الناس جميعاً، في لبنان والخارج، كانوا ينتظرون منه في هذه المناسبة الرمضانية، أن يبشّرهم بالإعلان عن انتهاء التحقيق وعن الحقيقة، التي هي الإنجاز الوحيد الذي يجوز المفاخرة به والذي يمكن أن يرضي الناس ويُنصِف الرئيس الشهيد في مثواه.
وتمنّى اللواء السيّد على النائب سعد الحريري أن لا يغيب عن باله أبداً بأنّ كلّ الأهداف السياسية التي يشيد بتحقيقها بعد اغتيال والده، لا تعوّض أبداً عن الهدف الأوّل والأخير والأهمّ الذي هو الحقيقة وليس استقالة الضباط واعتقالهم سياسياً وزوراً. وأنّه من المستحيل التوصل إلى هذه الحقيقة، ما لم يبادر شخصياً إلى المطالبة الفورية بإقالة ومحاسبة ومحاكمة القضاة والضباط الذين تورطوا وسوّقوا شهود الزور وضلّلوا بهم لجنة التحقيق الدولية، فكانت النتيجة، ليس فقط تضييع التحقيق والحقيقة، بل أيضاً وأكثر من ذلك، انهيار الأمن والقضاء، وعجْزهم حتى اليوم عن كشف عشرات جرائم الاغتيال والتفجير التي عصفت بالبلاد على مدى السنوات الماضية.
وأخيراً كيف يمكن للنائب سعد الحريري أن يضمن أو أن يتأكّد من أن قاتل أبيه ليس بالصدفة من بين المدعوين إلى إفطارات قريطم، طالما أن الحقيقة غائبة، وطالما أن المجرمين يسرحون ويمرحون، وطالما أنّ من تولّى الأمن والقضاء في هذه القضية هم آخر من يعلم؟؟ وهل ساهم الاعتقال السياسي للضباط الأربعة في كشف الحقيقة ومعرفة المجرمين ومنع الجرائم والاغتيالات التي حصلت بعد اعتقالهم؟.