وقال: "ما دام كل الاطراف المتخاصمين يدركون الحقيقة الثابتة على مدى التاريخ اللبناني أن لا أحد يستطيع إلغاء أحد، وأن لبنان لا يحكم إلا بالتفاهم والوفاق وتقديم التنازلات المتبادلة، وأن تصعيد المواقف وتجييش الناس لا أفق له سوى العودة إلى الحوار، فلماذا اندفع المتخاصمون نحو تصعيد خطير معروف الافق والنتائج؟ وهل كان ضروريا أن نخسر كل الضحايا البريئة الذين سقطوا، وأن ندمر اقتصادنا الهش؟ وإذا سلمنا جدلا بأن الزمن كفيل ببلسمة الجروح وتهدئة النفوس، فالمطلوب التعجيل في استكمال الخطوات العملانية لإرساء قواعد المصالحة واقتلاع جذور الفتن، وعدم اعتبار ما يحصل مرحلة من مراحل الهدنات المتقطعة، أو تكتيكا مطلوبا تحضيرا للانتخابات النيابية، بل تأسيس لخطوات أعمق ولا تكون على حساب فريق أو افرقاء، لأن قدر الجميع السير في نهج الحوار والتفاهم".
وأضاف: "إن العبرة التي يجب استخلاصها من مسار التطورات الاخيرة أن خيار الوفاق والإعتدال هو الراجح في كل الأوقات، وأن لبنان لا يحكم إلا بالاعتدال والوسطية خارج منطق الأكثرية والأقلية، وبالتالي فلا أحد يستطيع إلغاء أحد أو احتكار أحقية الخدمة العامة وادعاء الحصرية في الوطنية، وعلى المتخاصمين العمل بوحي هذه القاعدة وعدم إستخدام الناس وقودا ورسائل دامية لمعارك لا طائل منها".
وختم بأن "قدرنا جميعا العيش معا في كنف الدولة والشرعية اللبنانية بكل مؤسساتها، فلبنان بلد العيش الواحد، ويجب أن نكون جميعا متفاهمين لكي نستطيع النهوض بمؤسساته واقتصاده وبناء مستقبل زاهر لنا جميعا ولأولادنا فيه".