المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله لـوفد كنسي ايطالي: معاناة المسلمين والمسيحيين واحدة


جريدة الديار - 23/09/2008

شدد آية الله السيد محمد حسين فضل الله على ان معاناة المسيحيين والمسلمين في الشرق هي معاناة ‏واحد ناشئة في الأساس من القوى المستكبرة والمستعمرة والمحتلة ما دفع ثمنه المسلمون ‏والمسيحيون على حد سوا كما جرى في فلسطين والعراق. ورفض الحديث عن تهجير يتعرض له المسيحيون في الشرق مشددا على احتضانهم في أوطانهم، ومؤكدا ‏ضرورة التعامل مع المشاكل التي قد تحدث بين مسيحي وآخر مسلم كما يحدث في مصر على سبيل ‏المثال كمشاكل فردية يحدث الكثير منها بين المسلمين أنفسهم والمسيحيين أنفسهم داعيا الى ‏إخراج الحوار الإسلامي - المسيحي من دائرة التوظيف السياسي الى العمق الفكري واللاهوتي.

‏استقبل فضل الله وفداً كنسيا ايطاليا برئاسة رئيس مركز حوار في أبرشية تورينو الايطالية ‏الأب تينو نيغري والصحافي في التلفزيون الايطالي باولو جيرولا والزميل كميل عيد.

‏وجرى في خلال اللقاء حوار في العلاقات الإسلامية - المسيحية ووضع المسيحيين في الشرق في ضوء ‏التطورات التي عصفت بالمنطقة وخصوصا في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق كما جرى بحث في آفاق ‏الحوار الإسلامي - المسيحي ووسائل هذا الحوار وأساليبه، والعلاقة بين المرجعيات الإسلامية ‏والفاتيكان.

‏وشدد على ان المرجعيات الإسلامية وعلماء المسلمين من السنة والشيعة بعامة لا يعتبرون ان ‏العنف هو الأساس في العلاقة مع الآخر، ويجدون فيه أسلوبا غير إنساني وغير شرعي، الا اذا تمثّل ‏في مسألة الدفاع عن النفس ومقاومة المحتل وبهذا نلتقي مع منطق الغرب نفسه في ان مسألة ‏الدفاع عن النفس ورفض الاحتلال والعمل على طرده هي مسألة شرعية وإنسانية تقرّها ‏القوانين وتؤكدها الأديان كما حدث ذلك في الغرب في خلال الحرب العالمية الثانية والموقف من ‏الاحتلال النازي فلا يكون العنف إلا لمن يوجه إلينا العنف.

‏حيث لا يمكن ان نقدم اضمامة ورد لمن يراشقنا بصواريخه ويقصفنا بطائراته، ويعمل على ‏تجريدنا من حقوقنا، ويسعى لتهجيرنا من بلادنا، وإخراجنا من أوطاننا.

‏ورأى ان المشاكل التي تعترض المسيحيين في لبنان لا علاقة لها بالمسيحية من الناحية الفكرية او ‏الدينية، بل هي ناشئة من الصراع السياسي في لبنان ومن كون لبنان دولة لا وحدة ‏للمواطنين فيها، بل هناك نظام طائفي يعمل على تقسيم اللبنانيين في كتل بشرية وتجمعات ‏مذهبية وطائفية ليكون الحديث دائما عن حقوق هذه الطائفية او تلك، وليضيع الجميع في ‏فوضى الخروج من الدائرة الوطنية الى الدائرة المذهبية والطائفية التي يمثل فيها المذهب ‏سجنا او شرنقة يأبى النظام الطائفي او نظام المحاصصة ان تنفتح على مسألة المواطنة من ‏باب الكفاءة والعطاء وأصالة الانتماء.

‏وشدد على احتضان المسيحيين واحترامهم في أوطانهم وبلدانهم في الشرق، مشيرا الى ان الحديث عن ‏وجود خطة لتهجيرهم من الشرق ليس حديثا صحيحا، لان معاناة المسيحيين والمسلمين في الشرق هي ‏معاناة واحدة، وقد انطلقت في معظم الأحيان من تدخلات القوى المستكبرة والمستعمرة، وقوات ‏الاحتلال التي خلقت فوضى دامية في المواقع التي احتلتها - كما حدث في العراق بفعل الاحتلال ‏الأميركي - ما دفع ثمنه المسلمون والمسيحيون على حد سواء، وكما حدث في فلسطين المحتلة ايضا ‏والذي دفع ثمنه المسيحيون والمسلمون ايضا.

‏وأكد سماحته ان تصوير ما يحدث في المنطقة على انه حرب إسلامية على المسيحيين، كما تحاول بعض ‏وسائل الإعلام الغربية تصوير ذلك، هو أمر يحمل في طياته العديد من الدلالات الخطيرة، وينطوي ‏على مؤامرة لا تستهدف الإساءة الى صورة الإسلام في الغرب فحسب، بل تستهدف الإساءة ايضا ‏للمسيحيين، كما تستبطن الترويج لمشاكل قادمة ضدهم، مع ان المصلحة والحقيقة تقتضيان تقديم ‏الصورة الحقيقية للإسلام الذي اكد على الكلمة السواء في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ‏وشدد على الاعتراف بالآخر الديني والسياسي وعدم الجدال مع أهل الكتاب، الا بالتي هي أحسن.

‏ورأى ان مشكلة الحوار الإسلامي - المسيحي انه بقي لافتة يستخدمها البعض دون ان يعملوا ‏على إخراج هذا الحوار من دائرة التوظيف السياسي الى فضاء الجدال العلمي والموضوعي الذي ‏يأخذ فيه الحوار دوره العميق حتى في القضايا اللاهوتية والفكرية.

‏وأكد ضرورة التعامل مع المشاكل التي قد تحدث بين أفراد ينتمون الى المسيحية وآخرين ينتمون ‏الى الإسلام في هذا البلد او ذاك، كما في مصر على سبيل المثال، بحسب طبيعتها وواقعها، ‏كمشاكل فردية تحدث الكثير من المشاكل المثيلة لها بين المسلمين أنفسهم والمسيحيين أنفسهم.

23-أيلول-2008

تعليقات الزوار

استبيان