رأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب عباس هاشم في مقابلة تلفزيونية، "أن التوترات الأمنية والإشكالات المتفرقة عادت الى الظهور منذ إعلان الرئيس ميشال سليمان عن موعد الحوار الوطني"، معتبرا "أن هناك متضررين من أي مصالحة وحوار بين الأفرقاء ولذلك يسعون الى خربطة الأوضاع".
وأكد "أن النائب سعد الحريري كان يمكن أن يوفر على البلاد الكثير من الإشكالات لو أنه بدأ بمصالحاته قبل هذا الوقت"، مشددا على "ضرورة إلتزام الإعلام بالصدقية، وعدم بث الأخبار الكاذبة، وعلى الصحافيين أن لا يبثوا التحريض والفتن بين المواطنين"، ومشيرا الى "أن التكتل والعماد عون مع الحريات الإعلامية لكن تلك التي تلتزم حدود الحقيقة".
وحول قضية لاسا، شرح النائب هاشم حيثيات القضية، فاكد على "العيش المشترك في القرية، وان لا صراع ديني في لاسا، وان المحرضين ليسوا من لجنة الوقف ولا من المطرانية بل هم دخلاء على القضية ولا يعرفون التطورات التي حصلت في لاسا في السنوات المنصرمة، ما يبين ان الهدف كان اثارة الفتنة في جبيل انطلاقا من لاسا".
وقال: "ان الاهالي في جبيل يعيشون العادات السلوكية الايمانية نفسها من دون تمييز بين المسيحيين والمسلمين، وان حل هذا الموضوع بالتفاهم والحوار جاء على عكس ما اشتهاه المغرضون ومثيرو القضية، ما ثبت ان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر و "حزب الله" هي منطلق حقيقي للسلام بين اللبنانيين"، معتبرا "أن منطق الحوار يجب أن يسود في البلاد للانطلاق الى مستقبل مؤسساتي وناجح".
واضاف: "من المؤسف ان يكون رئيس السلطة التنفيذية هو المسبب للتحريض الطائفي والمذهبي، فتيار المستقبل والرئيس السنيورة استعملوا قضية الكهرباء بطريقة عنصرية وطبقية، فشعرت المناطق اللبنانية انها لا تنتمي الى هذه البيئة الجغرافية، وهم يعتقدون انهم يؤذون الوزير طابوريان بهذا الامر، ولكن الامر سيرتد سلبا عليهم لانهم ظهروا انهم يمنعون بعضا من العدالة على المناطق الاخرى بزيادة ساعة تقنين واحدة اضافية على بيروت اي يصبح التقنين 4 ساعات بدل 3 ساعات في بيروت، ما يسمح بتغذية باقي المناطق 3 ساعات اضافية".
وتابع: "بالرغم من ان طاولة الحوار اقرت نفس بنود ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر و "حزب الله"، فان الموالين هاجموا ورقة التفاهم لانها بازالتها الخوف بين البيئات ستؤدي حتما الى تجدد النخب السياسية في البلاد".
واثار النائب هاشم "موضوع الوزراء البديلين"، معتبرا "انهم يعملون دائما على ضرب ما تبقى من الشراكة في الوطن لانهم تعودوا على الاحتكار والاستئثار والتهميش".
واشار الى "ان بعض الاشخاص تم نفخهم لاداء مهام اكبر من حجمهم الحقيقي بكثير، فعندما تبين حجمهم الحقيقي حاولوا توتير الاوضاع لانهم كالطفيليات لا يعيشون الا على الفتن وتوتير الاجواء والازمات"، لكنه أكد "ان هؤلاء يملكون قوة الاذى ولكن لا يستطيعون التعطيل، فالناس على الارض لم تعد ترهب كما في السابق، وفي السياسة لا بد من تحالف الاقوياء الذي سيؤدي الى ازالة التقوقع والانعزال، فالقوي يستطيع تقديم التنازلات، ما يجعل العقل والعدل معيار التعاطي، ويصبح القانون هو الاداة، والانتخابات النيابية القادمة هي التي ستحسم من هم الاقوياء".
واعرب عن تفاؤله بمستقبل لبنان، مؤكدا "ان لبنان سيرسم مستقبلا سياسات المنطقة ولن يكون هناك من يرسم له"، واعرب عن اعتقاده ب "عدم وجود حرب قريبة في المنطقة كما يسوق البعض".
وختم النائب هاشم ب "التأكيد اننا مقبلون على تحديد خيارات الشعب اللبناني خارج اطار الوصايات القريبة والبعيدة"، وقال: "سيكون هناك مصالحات حقيقية، ولن يكون هناك حرب اهلية في لبنان، بل سينتقل لبنان في المرحلة المقبلة من دولة المزرعة الى دولة المواطن، حيث يصبح الانسان قيمة بحد ذاته".