وقال:"ان طاولة الحوار في صيغتها الراهنة أصغر وأضيق تمثيلا من الحكومة الحالية، فعندما ولدت طاولة الحوار بصيغتها هذه كان الى جانبها حكومة أضيق منها تمثيلا فجاءت هيئة الحوار أوسع، ولو كانت الحكومة السابقة تتسع للحوار لما دعا الرئيس نبيه بري الى طاولة الحوار ولقال فليعقد الحوار داخل الحكومة، ومبرر دعوة الرئيس بري لهذه الطاولة هو ان الحكومة كانت تضيق بإمكانية ان يدار الحوار فيها بسبب استئثار فريق بعينه بحركة الحوار داخل الحكومة. أما ان هذه الطاولة هي أضيق تمثيلا من الحكومة الحالية، ففي الحكومة الحالية وزيرالشباب والرياضة طلال إرسلان ووزير الدولة علي قانصو وهما يمثلان كتلتين أساسيتين غير ممثلتين في طاولة الحوار".
واشار الى "ان المواقف الرافضة لتوسيع طاولة الحوار بحجة وجود تمييع وتضييع للمواضيع وإختراع لقضايا خلافية هي غير دقيقة"، وتساءل: "هل وجود سمير جعجع وفاقي ووجود سليمان فرنجية عنصر شقاقي؟ وهل وجود بطرس حرب أو نائلة معوض او سواهما يعطي وزنا تمثيليا راجحا، ووجود عمر كرامي الذي اضطر سعد الحريري ان يزوره في طرابلس لتمر عبره المصالحة يضعف الوزن التمثيلي لطاولة الحوار؟".
وقال: "ان ما يجري الان من محاولة لحصر طاولة الحوار بتركيبتها السابقة لا علاقة له بالحرص على إنجاح الحوار، وإنما هناك رغبة بإبقاء بعض القوى التي فقدت صفتها التمثيلية وفرضها على اللبنانيين عنوة حيث لم يعد لدى الكثيرين من الذين شاركوا بالصدفة في طاولة الحوار بصيغتها السابقة من سبب يبرر استمار وجودهم على هذه الطاولة، فيما يقف خارج هذه الطاولة مجموعة من القادة الذين لا يستقيم الحوار بدون مشاركتهم".
واعتبر"ان هناك إتفاقا على ان البند الأول في الحوار هو إستراتيجية الدفاع، وبالتالي فإن أحدا لا يريد مناقشة هذه الإستراتيجية، لكن الأولى ان تناقش إستراتيجية الدفاع في مجلس الدفاع الأعلى، ولا تناقش في العلن ولا في السياسة لأنها من أسرار الدول، فالبيان الوزاري قال بحق لبنان شعبا وجيشا ومقاومة في التحرير والدفاع وبالتالي اصبح النقاش عسكريا، فكيف يتكامل الجيش والمقاومة في التحرير والدفاع ؟ فهذا يجب ان يناقش على مستوى المؤسسات المتخصصة".
وقال: "ان هذا لا يعني اننا ضد مناقشة الإستراتيجية الدفاعية، فما عند المقاومة هو تجربة إنتجت التحرير في العام الفين والإنتصار في تموز 2006، وسيتم الإستماع للطرف الآخر، ونتمنى ان لا يكون موقفهم على شكل نبؤات سمير جعجع كمثل نبؤته باغتيال الشهيد صالح العريضي".
وأضاف: "ان عماد ان تكون الدولة قوية ولديها إستراتيجية دفاعية، هو ان تملك جيشا يوازن إسرائيل وقادر على مواجهتها وصد عدوانها وإسقاط طائراتها، والجيش اللبناني بحاجة الى عدة سنوات اذا كان هناك قرار وإرادة بتسليحه وتجهيزه حتى يوازن إسرائيل، وحتى يتحقق هذا لا غنى عن المقاومة ولا بد من ان تقوم الإستراتيجية على التنسيق والتكامل بين الجيش والمقاومة".
واعتبر ان "ما أقدم عليه النائب وليد جنبلاط وحزبه منذ 7 أيار وحتى اليوم، هي خطوات جريئة وشجاعة، ونأمل من الاخرين ان يمتلكوا شجاعة الإقدام التي امتلكها، لكن نقول للنائب جنبلاط الذي يبحث عن صيغة وسطية ترضي الجميع حول إستراتيجية الدفاع ان تطرح عنوان إتفاقية الهدنة بديلا، ولكن محاضر التفاوض حول إتفاقية الهدنة التي جرت في جزيرة رودس في 12 كانون الثاني 1949 و14 آذار 1949 تكشف ان لبنان اشترط لكي يشارك في مفاوضات الهدنة ان توافق إسرائيل على القرار 194 الذي ينص على إعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وكان له ما أراد".