المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الحوار الوطني انطلق.. سليمان: "إسرائيل" لا تزال مصدر الخطر الأبرز ولا بد من استراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة


وطنية- 16/9/2008
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان "أن إسرائيل لا تزال مصدر الخطر الأبرز علينا، ولا بد من وضع استراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة، وتندرج تحت مفهوم الدولة في الدفاع عن أراضيها في إطار السياسة العامة للبلاد، وذلك استنادا إلى حق لبنان "شعبا وجيشا ومقاومة" في الدفاع عن أرضه.

وقال في افتتاح جلسة الحوار الاولى في قصر بعبدا: "إنني على ثقة تامة أن في استطاعتنا وضع استراتيجية تحمي لبنان تستند إلى قواتنا المسلحة، وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها".

ودعا الى البحث "عن عناصر القوة لدينا، ودمج قدراتنا بما فيها الديبلوماسية، لتثمير رسالة لبنان وتنوعه، فنحقق من خلال التحاور وحدتنا وتوافقنا، ونقارب مثل هذا الموضوع مصيري بوجهات نظر موحدة".


واعتبر "أن المصارحة والمصالحة تؤديان الى التوافق بما يضمن بناء الدولة القوية"، مشددا على "ان مسؤولياتنا الوطنية تفرض علينا ألا نقبل بديلا من انجاز التوافقات"، داعيا إلى "تقديم التنازلات، وتقبل التضحيات ولو كانت موجعة، والتصدي لاعداء لبنان بالارادة في الحوار والشجاعة في المصالحة".


ورأى "أن الأجواء التي سيخلقها الحوار، ستدفع بالمعنيين لإقرار قانون الانتخابات في أسرع وقت ممكن، والسير قدما بتحضير كل الإجراءات الضرورية لإتمام هذه الانتخابات في مواعيدها.


الوصول الى قصر بعبدا
وكانت طاولة الحوار انعقدت في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في قاعة 22 تشرين الثاني، برئاسة الرئيس سليمان وحضور رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير الياس سكاف، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، الرئيس أمين الجميل، وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائب ميشال المر، النائب بطرس حرب، النائب غسان تويني، النائب آغوب بقرادونيان ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع. كما حضر جلسة الافتتاح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وكان سبق الجلسة الافتتاحية للحوار خلوة عقدها رئيس الجمهورية مع الرئيس بري، وانضم اليهما في ما بعد النواب وليد جنبلاط ومحمد رعد وسعد الحريري.


دردشات
وعند وصول أقطاب الحوار، بدأت الدردشات الجانبية "على الواقف"، لا سيما بين النائبين محمد رعد وميشال المر ومستشار رئيس الجمهورية ناظم الخوري، ثم انضم إليهم النائب آغوب بقرادونيان. وحصل لقاء ثنائي بين النائبين المر وبقرادونيان. كذلك حصلت دردشة جانبية بين جعجع والنائب المر، وبين النواب عون وسكاف وبقرادونيان، وبين الرئيسين السنيورة والجميل اللذين انضم إليهما النائب المر.



كلمة الرئيس سليمان
وفي مستهل الجلسة، القى رئيس الجمهورية كلمة قال فيها:
"أيها السادة الكرام،
نلتقي في هذا اليوم المشهود لنطلق مجددا حوارا طالما أردنا له أن ينطلق، وطالما أدركنا مدى حاجة الوطن لنجاحه، ومدى تلهف المواطنيين انتظارا لنتائج يخلص لها الحوار، فتعيد لهم ما افتقدوه منذ زمن بعيد من استقرار سياسي، ورخاء اقتصادي، وأمان اجتماعي.

لقاؤنا هذا محطة مفصلية، نفتح من خلالها نافذة جديدة على الحوار الهادئ، مستندين إلى تجربة ديموقراطية عريقة، يشكل الحوار واحدة من ابرز ممارساتها. فالحوار والديموقراطية صنوان، وكلاهما مبني على التباحث والنقاش، وعلى الاعتراف بالرأي الآخر واحترامه. وأجدني مؤمنا بأن الوجه المكمل للحوار يتمثل بالمصالحة بين أطرافه، فالمصارحة والمصالحة تؤديان إلى التوافق على ما يضمن بناء الدولة القوية، والتزام الممارسات الديموقراطية. وسيفضي ذلك كله إلى تأكيد وتعزيز قدرة الدولة على إدارة شؤونها بنفسها.

تفرض علينا مسؤوليتنا الوطنية ألا نقبل بديلا عن إنجاز هذه التوافقات، فهي سبيلنا المتاح إلى الحياة الكريمة، والبدائل الأخرى المتبقية - بخلاف التوافق - تدعو إلى القلق الشديد، والخوف على المستقبل، وهي تستحق أن نتوقف عندها مليا، وأن نبادر حيالها إلى تقديم التنازلات، وتقبل التضحيات ولو كانت موجعة، فهي لا تقدم من أطراف الحوار بعضها للبعض الآخر، بل هي قربان يقدم في سبيل عزة هذا الوطن وكرامته.

يتضح دورنا وتتأكد مسؤوليتنا عندما نتطلع من حولنا، فإذ بالأجواء السياسية المشحونة تعدت محيطنا الإقليمي، وهي تنذر بتوترات دولية يتوقع لها فيما لو استمرت أن تؤدي إلى استقطابات متوترة، باردة وساخنة. ونحن بلد صغير ومتنوع لا بد له أن يكون موحدا، متضامنا على السراء والضراء، لعله ينجح ما أمكن في تجنب مفاعيل الرياح العاتية إذا ما هبت. ولنا ولكم من تجارب الماضي القاسية خير دليل.


أيها الكرام،
انعقد مؤتمر الحوار اللبناني بدعوة من دولة رئيس مجلس النواب في العام 2006، واستطاع أن يحقق توافقا في مواضيع عديدة، وكان ذلك إنجازا مقدرا ومشكورا يقتضي السير قدما في تنفيذها. لا بد لنا أن نقر أن لطاولتكم الفضل في ما نحن بصدده اليوم. كما لا بد أن نقدر عاليا رعاية جامعة الدول العربية بشخص أمينها العام السيد عمر موسى، وجهود لجنة وزراء الخارجية العرب التي توجتها مقررات مؤتمر الدوحة، برعاية كريمة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وها نحن اليوم نطلق آلية استئناف مؤتمر الحوار اللبناني.

ترى الأطراف المختلفة وجوب مناقشة موضوع الإستراتيجية الدفاعية للبنان، والإستراتيجية عنوان شامل يبحث عن خيارات كبرى ومخططات طويلة الأجل، ويتناول موارد الدولة على اختلافها بغية حشدها لتأمين تحقيق الأهداف المرسومة. كما أن كثيرين قد طرحوا بحث مواضيع أخرى بالتزامن مع مناقشة هذه الإستراتيجية. وأرى أن من أولى مهامنا أن نضع تصورا عاما لهذا الحوار شكلا ومضمونا، فقبول الحوار بحد ذاته يعني أن لا شيء مقفلا، بل أن مختلف المواضيع قابلة للنقاش والتوافق، والممنوع الوحيد هو الفشل أو الوصول إلى الطريق المسدود.


أيها الكرام،
مخاطر كبرى لا تزال تتهدد هذا الوطن الحبيب، ونحن جميعا متفقون على أن إسرائيل لا تزال مصدر الخطر الأبرز علينا، وهي لا تتورع عن إعلان نواياها العدائية تجاهنا، والتهديد بضرب مؤسساتنا ومنشآتنا الوطنية، مما يؤكد إصرارها على العدوان واستهتارها بالشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة وبقواتها العاملة في الجنوب. ناهيك عن استمرار احتلالها لأجزاء عزيزة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. واستمرار حرمانها اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة.

إزاء هذا الواقع، واستنادا إلى حق لبنان "شعبا وجيشا ومقاومة" في الدفاع عن أرضه، لا بد من وضع إستراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة، وتندرج تحت مفهوم الدولة في الدفاع عن أراضيها في إطار السياسة العامة للبلاد. إنني على ثقة تامة أن باستطاعتنا وضع إستراتيجية تحمي لبنان تستند إلى قواتنا المسلحة، وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها. فلنبحث عن عناصر القوة لدينا، ولندمج قدراتنا بما فيها الدبلوماسية، ولنثمر رسالة لبنان وتنوعه، فنحقق من خلال التحاور وحدتنا وتوافقنا، ونقارب مثل هكذا موضوع مصيري بوجهات نظر موحدة.


تهيأت في الفترة الأخيرة ظروف ومعطيات خارجية مساعدة يمكن البناء عليها خلال جلسات الحوار، وبالأخص من خلال القمة اللبنانية - السورية. إذ أن البيان المشترك اللبناني - السوري الذي أعقبها يشكل اساسا يجب تثميره ومتابعته، فهو يؤسس لارضية صالحة تحصن إمكاناتنا، وتعزز عناصر القوة المتوافرة لدى البلدين. وستتم مواكبة هذا السعي لتثبيت حقوق لبنان والدفاع عن مصالحه العليا، من خلال إطلالاتنا المرتقبة على المحافل الدولية، ومن خلال الزيارات المتبادلة التي تمت، وتلك التي يجري الإعداد لها.

ينتظرنا في المستقبل القريب استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، والانتخابات مكون مركزي من مكونات حريتنا وديمقراطيتنا، ومحطة رئيسية في مسيرة بناء الدولة السيدة. وإن إنجازها على الوجه الأمثل دليل معبر على مدى قدرتنا على إدارة شؤوننا بأنفسنا. وأرى أن الأجواء التي سيخلقها الحوار، ستدفع بالمعنيين لإقرار قانون الانتخابات في أسرع وقت ممكن، والسير قدما بتحضير كل الإجراءات الضرورية لإتمامها في مواعيدها.

تقضي الواقعية منا أن نعترف بما يعترض مسيرتنا من صعوبات ومخاطر، فكلما تقدمنا على طريق التهدئة والاستقرار يسعى المتضررون لافتعال التوتر وإثارة الفوضى، وكلما نجحنا في تجاوز الخلافات وعقد المصالحات عملت قوى الشر على معاقبة الشجعان الذين انبروا لإنجازها وعقدها. وفي هذا السياق، ما أن أطلقنا الحوار حتى وقعت جريمة بيصور وعوقب فيها أحد هؤلاء الشجعان، لكن رياح المصالحة كانت قد هبت، فأثمرت بالأمس لقاء خلدة الميمون، ولم تقو عليها أيدي الغدر والجريمة، فلنغتنم جميعا الريح المؤاتية، إذ أن الجريمة من فعل أعداء لبنان، وليس أمامنا سوى أن نتصدى لأعداء لبنان بمثل هذه الإرادة في الحوار والشجاعة في المصالحة.

تبقى الأهداف الوطنية التي نتوخاها من هذا الحوار المسؤول عرضة لمخاطر جمة، ويجب مواكبتها بمسؤولية إعلامية عالية يلتزمها كل أطراف الحوار، وبمناخ إعلامي معافى يفصل بوضوح بين قدسية حرية التعبير وفوضى التراشق عبر وسائل الإعلام. فالنتائج المفرحة قد لا تبدأ بالظهور باكرا، وعلى العكس من ذلك فقد توحي أجواء التصارح وعرض الهواجس ونقاشها أن الحوار يتجه إلى الطريق المسدود، كما قد يوحي ذلك أيضا الفسحة الزمنية التي نحتاج اليها لإعلان نتائج إيجابية. وفي هذا السياق نعتبر أن جميع وسائل الإعلام اللبنانية معنية باحتضان الحوار الوطني بعيدا عن الشحن الطائفي والفئوي، ولا نراها إلا ملتزمة القوانين والأعراف المهنية، وساعية إلى تعزيز الوفاق والوحدة الوطنية.

اخترت أن نتحاور في قاعة الاستقلال، قاعة 22 تشرين، فرمزية هذه القاعة تحثنا على تدعيم مسيرة الاستقلال، وتثبيت ركائز الوفاق، المبني على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني المنبثقة من اتفاق الطائف.

لبنان أيها السادة، وطن الرسالة وملتقى الحضارات، وقد ميزته تعدديته الفذة، وأسبغت عليه خصوصيته، فغدا نموذجا فريدا، يلعب دورا فاعلا في محيطه العربي وفي المجتمع الدولي، كمثال حي لتعايش الثقافات. هكذا كان لبنان وهكذا يجب أن يبقى دائما، فوطننا يحيا على ثقافة الحوار وعلينا أن نضرب المثل ونعطي القدوة".


موسى
وألقى الامين العام للجامعة العربية كلمة تمنى فيها النجاح للمؤتمرين، وقال: "في هذه الظروف الاقليمية والدولية، نتمنى، كما كل عربي، أن يخرج لبنان من عنق الزجاجة وان تتحسن ظروفه".
وهنأ الرئيس سليمان على دعوته الى الحوار، متمنيا ان يحقق الحوار بقيادته كل ما يتمناه اللبنانيون ويصبون اليه".


الرئيس السنيورة
وفي كلمة داخل الجلسة، أشاد الرئيس السنيورة بمواقف الرئيس سليمان وقال "إن هذا الحوار يستدعي جهدا حقيقيا في الممارسة لإضفاء جو التهدئة ومنع توسع التوترات الصغيرة، وخصوصا أن اسرائيل تفتش عن طريقة لتوظيف ذلك لمصلحتها، واستدراج البلاد الى أجواء الفوضى والارباك".


16-أيلول-2008

تعليقات الزوار

استبيان