جريدة السفير - 16/09/2008
لقاء خلدة والمصالحة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي ترك مخاوف وهواجس لدى بعض قوى الموالاة، حيث بدا "تيار المستقبل" متريثا ومتحفظا ومتمنيا عدم الاستعجال، لكن جنبلاط أصر وكان لسان حاله أمام الجميع "انا على تماس مع الطائفة الشيعية في الجبل والساحل ولا أستطيع عزل الجبل عن الضاحية وحريص كل الحرص على تثبيت أواصر العيش المشترك ولذلك قررت أن أكمل المصالحة التي بدأها غيري في الشـمال والبقاع".
وقد سعى جنبلاط من خلال عدد من الوزراء والنواب في "اللقاء الديموقراطي" الى توزيع "رشة تطمينات" على حلفائه، الذين استفسروا أو تحفظوا وركز كثيرون على التوقيت عشية الحوار، فكان جواب جنبلاط ردا على من سألوه حول موقفه من سلاح حزب الله بالقول "أنا ذاهب للحوار للقول إن هناك وسيلة وحيدة لحماية المقاومة ولبنان على المدى البعيد وتتمثل في بناء الدولة"...
وشدد جنبلاط خلال رده على استفسارات الحلفاء على أن اللقاء "ليس تحالفا ثنائيا انما يؤسس لمصالحات جديدة ولمرحلة جديدة وضعنا أسسها في الدوحة".
وتم الاتفاق على آلية لترجمة المصالحة، باكورتها الأولى اجتماع ثنائي يعقد يوم غد الأربعاء في دارة ارسلان وبرعايته، بين أكرم شهيب ووفيق صفا، على أن تحدد خلاله آلية تشكيل لجان ميدانية وقطاعية لاجراء مصالحات في القواعد ووضع حد لأي توترات أو اشكالات تحصل ولا سيما في بعض الجامعات، حيث ستشكل سريعا لجنة تنسيق طلابية لهذه الغاية.
وعلمت "السفير" أن بعض السفارات العربية والأجنبية وخاصة السفارة الأميركية في بيروت، سعت لاستقصاء مجريات لقاء خلدة، وخاصة الاستفسار عن حدوده وأبعاده الاقليمية وما اذا كان جنبلاط بوارد القيام بخطوة ما باتجاه دمشق، خاصة بعد أن تناهت لبعض دوائر السفارة الأميركية مناخات ضخها جنبلاط في جولة قام بها في الشوف (تحديدا بلدة مزرعة الشوف) في نهاية الأسبوع وشدد فيها على عدم استثناء أحد من مناخ المصالحة "بما في ذلك الحزب القومي وبعض الحزب الشيوعي" على حد تعبيره.
وردا على سؤال لـ"السفير"، قال الوزير ارسلان ان اللقاء يشكل بانطلاقته بداية جدية وايجابية ونأمل أن يستكمل ويستمر عبر صيغ تنفيذية تعكس المصالحة في القواعد حتى لا نبقى فقط ضمن الأطر الفوقية، مشددا على أن ما يجري يتم بالتنسيق مع حلفائه في المعارضة من دون استثناء.