السفير + وكالات - 12/09/2008
ردود فعل مستنكرة بشدة صدرت عقب اغتيال عضو المجلس السياسي في "الحزب الديموقراطي اللبناني" صالح العريضي في بيصور، مساء امس الأول، وأكدت ان الجريمة تستهدف مسيرة المصالحة والحوار في البلاد.
من جهته اتصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالشيخ أبو صالح فرحان العريضي معزياً وداعياً إلى "التضامن لتفويت الفرصة على الذين يتربصون بلبنان".
وفي هذا الإطار، أدان حزب الله "بشدة هذه الجريمة الآثمة التي تأتي في أجواء المصالحة والانفتاح التي يمر بها لبنان ما يدلل على وجود جهات متضررة من هذه الأجواء تسعى إلى منع البلاد من العودة إلى الاستقرار والهدوء في إطار خدمة المشروع الاسرائيلي المتضرر من السلم الأهلي وبناء الدولة"؛ ودعا الجهات الأمنية والقضائية المختصة إلى إيلاء هذه الجريمة أقصى الاهتمام للتوصل إلى كشف المجرمين في أسرع وقت ممكن وإنزال العقاب الشديد بحقهم؛ وأكد عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي أن العريضي "هو شهيد المقاومة واتخذ مواقف صلبة للحفاظ على المقاومة"، معرباً عن اعتقاده بأن "الجهة التي نفذت الجريمة ليست لبنانية"، متهماً "الموساد الاسرائيلي، الذي يمكن أن يكون نفذ بأياد لبنانية".
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، جريمة بيصور التي "تحمل بصمات إرهابية تتصل بالأيدي الإسرائيلية التي تسعى الى بث الفتن وضرب مسيرة المصالحات التي يعمل المخلصون لوطنهم وأرضهم على تعميمها في كل المناطق اللبنانية"؛ ورأى النائب علي حسن خليل أن الجريمة "يجب أن تكون حافزاً وتأكيداً لنا جميعاً لنستمر بالسير باتجاه تعزيز مناخ الاستقرار والوحدة الوطنية الداخلية".
ودعا شيخ العقل نصر الدين الغريب "أبناء الطائفة الدرزية الى التماسك والتوحد لإبعاد شبح الفتنة، وليأخذ القضاء دوره".
ورأى رئيس "تيار التوحيد اللبناني" وئام وهاب "ان الجريمة الخبيثة كانت تستهدف الجهود المبذولة لإعادة الجبل الى ثوابته الوطنية والقومية". وقال: "ان البصمات الإسرائيلية الواضحة في هذه الجريمة تستدعي منا جميعاً إطلاق يد الأجهزة الأمنية لتطهير الأوكار الإسرائيلية التي بدأنا نشعر بنموها في الفترة الأخيرة".
واعتبر النائب مروان فارس الاغتيال "محاولة آثمة لإيصال الفتنة الداخلية الى الجبل، خصوصاً أن المغدور كان جزءاً أساسياً من المعركة ضد العدو الصهيوني"؛ وقال النائب قاسم هاشم: "إن هذا العمل الإرهابي يستهدف الاستقرار الوطني العام في ظل أجواء ومناخ إيجابي مع العودة الى طاولة الحوار".
واعتبر النائب أنور الخليل "ان الجريمة تشكل استهدافا واضحا لأجواء التلاقي والمصالحة ليس فقط على صعيد طائفة الموحّدين الدروز فحسب، بل على صعيد الوطن ككلّ نظراً للدور الذي كان يلعبه الشهيد لا سيما في الآونة الأخيرة على مستوى المصالحات في الجبل وخارجه"؛ وأكد "إنّ هذه الجريمة لن تزيد أبناء الجبل إلا وحدة وستعمّق مسيرة التلاقي بين أبناء الوطن".
واتصل الرئيس عمر كرامي مستنكراً "العمل الإجرامي الجبان"؛ كما أجرى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية؛ النائب سعد الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الحزب الديموقراطي الوزير طلال ارسلان، مستنكرا ومعزيا باستشهاد العريضي، ومعربا عن تضامنه معه شخصياً ومع الحزب "في هذا المصاب الأليم"، ومعتبرا ان جريمة الاغتيال "إنما هي بمثابة مؤامرة علينا جميعاً".
وقال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، إن التفجير "عملية إرهابية، ومحاولة لعرقلة الحوار والمصالحة والأجواء الإيجابية في البلد، وللنيل من وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، تأتي من ضمن المؤامرة على لبنان وشعبه". ودعا القوى الأمنية إلى "تكثيف جهودها لحفظ امن المواطن ليشعر بالطمأنينة ولقطع دابر الفتنة".
ولفت وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، إلى "أن جريمة التفجير هي أول اغتيال بعد اتفاق الدوحة"، معتبراً أن ذلك "أمر خطير بكل دلالاته، في مكانه وزمانه وفي من استهدف".
وقال النائب مروان حمادة: "مرة جديدة تمتد يد الغدر والإثم الى هذا الجبل الأشمّ لتغتال واحداً من أشرافه الكبار، والذي يفخر كل لبنان بتاريخه الناصع في جبهة المقاومة، ومن ثم في عمله الحزبي النضالي".
ورأى النائب أكرم شهيب أن استهداف العريضي هو "استهداف لأجواء الوحدة في البلد والمصالحة الموعودة في لبنان، واستهدافه استهداف للحوار الواحد الذي ينتظره اللبنانيون".
واعتبر النائب علي عسيران "أن هذه الجريمة النكراء تستهدف ضرب الاستقرار والسلم الأهلي والأمن الوطني في لبنان، ويقف وراءها كل المتضررين من الدعوة لانعقاد طاولة الحوار".
ورأى الحزب الشيوعي اللبناني أنها بمثابة رد "على كل محاولات العودة بالوضع اللبناني الى مسالك الحوار وتطويق الفتنة".
واعتبر الرئيس أمين الجميل اغتيال أبرز وجوه الحوار الدرزي - الدرزي، ضربة موجهة ضد المصالحة الأخيرة التي تمت في الجبل وأجواء الهدوء التي سادت أخيراً في طرابلس والتي تستكمل في البقاع. كما هو رسالة موجهة ضد مساعي الحوار الذي سيُستأنف الثلاثاء القادم في بعبدا.
واعتبر النائب بطرس حرب "أن المؤامرة المحاكة ضد لبنان لم تتوقف، وقد جاءت عملية الاغتيال لتؤكد ذلك، بحيث ان اغتياله جاء للقضاء على احد رموز التهدئة الأساسية في الجبل"؛ واعتبرت النائبة نائلة معوض "أن هذه الجريمة في مكانها وزمانها تشكل إمعاناً في زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان بأسره".
وقال وزير العدل ابراهيم نجار: "أضمّ صوتي الى كل الأصوات التي شجبت هذه الجريمة وقالت إنها محاولة للإيقاع ربما بين حلفاء جدد وبقصد يمكن النيل من السلام الأهلي في الجبل".
واعتبر رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" وزير الدولة نسيب لحود: "ان جريمة اغتيال الشيخ صالح العريضي تثير القلق وتطرح اكثر من تساؤل، خصوصاً انها تتزامن مع نقلة نوعية نشهدها هذه الأيام نحو التهدئة والحوار والمصالحة الوطنية".
واعتبرت القوات اللبنانية ان "الجريمة بأسلوبها وتوقيتها محاولة واضحة لضرب السلم الأهلي في منطقة الجبل".
وعلى خطٍ موازٍ؛ صدرت ردود فعل عربية ودولية مدينة لعملية الإغتيال، وصنفتها في إطار العملية الإرهابية، مؤكدة على دعم الحكومة اللبنانية في وجه مثل تلك العمليات؛ وأدانت سوريا بشدة "العمل الإجرامي الإرهابي الذي أودى بحياة عضو المكتب السياسي "للحزب الديموقراطي اللبناني" صالح العريضي"؛ وقالت وزارة الخارجية "إن سوريا تعبر عن ألمها وحزنها وتعازيها للبنان الشقيق ولآل الفقيد، وتثق سوريا بأن مثل هذه الجرائم التي تستهدف أمن لبنان واستقراره لن تنجح في تحقيق أهدافها".
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، "إن تلك الجريمة إنما تستهدف زعزعة الاستقرار مجدداً في لبنان، ونسف الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة بين مختلف اللبنانيين، بالإضافة إلى بث الفرقة بين أبناء الشعب اللبناني".
وأدان مجلس الأمن الدولي بـ"أشد العبارات" اغتيال العريضي، ودعا الحكومة اللبنانية لتقديم منفذي الهجوم والأشخاص الذين خططوا ومولوا عملية الاغتيال إلى العدالة. وقال المجلس في بيان: "أعضاء مجلس الأمن يشددون على أهمية وحدة جميع الشعب اللبناني.. ويجددون دعمهم الكامل للجهود الحالية في لبنان لمكافحة الإرهاب ودعم المؤسسات الديموقراطية وإقامة حوار سياسي والسعي باتجاه المصالحة الوطنية".
وأدانت روسيا بشدة اغتيال العريضي، وذكر بيان الخارجية الروسية أنه مهما كانت الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة فالحادث يؤكد مرة أخرى على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان بما في ذلك البنود التي تفرض الحظر على توريد السلاح للتشكيلات المسلحة غير النظامية. وتدعو روسيا جميع الأطراف المعنية الى الالتزام بها.
كما أدانت إيران بشدة الاغتيال؛ ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي، اعتباره عملية الاغتيال بأنها تأتي في إطار "تحقيق مآرب الكيان الصهيوني في المنطقة".
وأدانت الولايات المتحدة الانفجار؛ وقالت وزارة الخارجية إنها "تدين بشدة أعمال العنف الأخيرة"، ودعت الأطراف كافة إلى احترام حكم القانون؛ وأضافت أنه "ما من أحد له الحق في حرمان مواطني لبنان من حريتهم السياسية، وحقهم في التحرك بحرية داخل وطنهم أو من إحساسهم بالأمن والأمان"؛ وأكدت أن دعمها "للحكومة اللبنانية وللمؤسسات الديموقراطية لا يهتز؛ وكذا التزامها نحو شعب لبنان ونحو أمله في تحقيق التغيير الديموقراطي والرخاء الاقتصادي".
وأعربت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي عن إدانتها الشديدة للحادث؛ ودعت إلى التحقيق في هذا الحادث مؤكدة التزامها بالوقوف إلى جانب لبنان في محاربتها لظاهرة عدم معاقبة المسؤولين عن الأعمال الإرهابية التي ترتكب في البلاد؛ وطالبت باستمرار العمل للخروج من الأزمة في لبنان عبر اتفاق الدوحة.
كما أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، عن إدانة بلاده لاغتيال العريضي؛ وأشار إلى أنه "تم إنجاز الكثير منذ اتفاق الدوحة، ولن يتم السماح لأقلية ممن يؤيدون أعمال العنف بتقويض الجهود الرامية لتشجيع المصالحة"؛ وشدّد على أن بريطانيا تدعم تماماً الحكومة اللبنانية في جهودها للتحقيق في هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة؛ ووصف وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاغتيال بالعملية الإرهابية.