جنرال إسرائيلي: نتائج حرب لبنان مخجلة والجيش الإسرائيلي صدئ وليس جاهزاً لخوض حرب جديدة
قناة المنار - 05/09/2008
وصف جنرال الاحتياط الصهيوني، موشي عبري سوكينيك جيش الاحتلال قبل حرب لبنان الثانية بأنه "صدئ"، واعتبر نتائج حرب لبنان مخجلة، وحذر من أن الجيش غير جاهز لخوض حرب، ووجه انتقادات شديدة لخطة التدريبات للجيش ، وقال إنها "لا تكفي لمواجهة التحديات المتوقعة".
وشغل سوكينيك قائدا لذراع البرية قبل عدة سنوات، وبعد الحرب وقف على رأس طاقم تحقيق حول أداء الفرقة 162 التي حاربت في القطاع الشرقي في لبنان(من ضمن ذلك معركة السلوقي). وعاد للخدمة بناء على طلب من القيادة العسكرية للمساهمة في إعادة ترميم الجيش الصهيوني، واستقال في يناير/ كانون الثاني الماضي، لعدة أسباب من بينها عدم توفير الوسائل والميزانيات لتدريب القوات البرية. وتحدث سوكينيك يوم أمس الخميس في يوم دراسي حول المعارك البرية في حرب لبنان والذي عقد في "رمات إفعال". وتعتبر تلك التصريحات العلنية هي الأولى منذ أجرى جيش العدو التحقيقات حول إخفاقات الحرب، وتتناقض مع الخط الإعلامي الرسمي للجيش الصهيوني.
وقال سوكنيك إن "الجيش صدئ" في السنوات التي سبقت الحرب. وقال عن إحدى الفرق: "هل تصدقون أنه لم يكن بحوزتهم خرائط لهضبة الجولان؟ ولم يكن بحوزتهم خطة عمليات في قطاع حرج"؟ لقد كانت خطتهم لقطاع آخر، ووصف الحالة التي كانت سائدة في جيش العدو في تلك الفترة بأنها شبيهة بفقدان الوعي. وقال سوكينيك إن المهمة الأولى التي دأب على تنفيذها هي إلزام الضباط بمعرفة منطقة الشمال.
وأشار إلى الانخفاض الكبير في كفاءة قوات البرية في السنوات التي سبقت الحرب. وقال: "لم يفهم الناس ماذا يعني ممر جبلي. كتيبة دبابات دخلت (خلال الحرب) في مسلك جبلي دون ناقلة جند هندسية مدرعة، دون جرافات عسكرية- وباعتقادهم أن ذلك أمر صحيح، رغم أن ذلك من أساسات القوانين والتعليمات التي اختفت".
ويعزو فشل حرب لبنان الثانية إلى أداء "المستويات العسكرية الرفيعة وإلى البلبلة التي سادت حول طبيعة المهمات". وقال إن الجنود كانوا يستمعون خلال الحرب إلى تصريحات عبر وسائل الإعلام ومن على منبر الكنيست أنه لن تشن حملة برية. وأضاف كأنهم يقولون للجنود "أخرجوا ذلك من رؤوسكم، ننهي ذلك بواسطة سلاح الجو. وبدأ ذلك يتغلغل ويؤثر". وتابع سوكنيك أقول بمسؤولية إن 70% - 80 % من المسؤولية عن النتيجة هي على عاتق القيادة وقيادة هيئة الأركان القيادة العامة، نتيجة لقلة الجاهزية، ولكن في نهاية المطاف كانوا مسؤولين فقط عن 10-15% من النتائج النهائية".
وعرف سوكنيك نتيجة الحرب بأنها "مخجلة" وقال إنه وافق على إجراء تحقيق في أداء الفرقة لأنه أراد أن يفهم "ماذا حصل للمجموعة الأكثر كفاءة، لماذا عملوا بهذا الشكل؟ هؤلاء أفضل ما عندنا".
ويضيف سوكيونيك أنه "بالمقارنة مع كم التدريبات القليل في السنوات الست ما بين اندلاع الانتفاضة والحرب في لبنان(2000-2006) ارتفعت وتيرة التدريبات مؤخرا بشكل جدي، هذه السنة تدربت كتائب في ذراع البرية بمعدل أربعة شهور أي أكثر بأربع مرات من الفترة السابقة. إلا أنه يعتبر ذلك غير كاف" وأضاف "قلت للقيادة العليا، نحن لا نتدرب كفاية، ولا نمنح القوات الوسائل الأساسية للنجاح، وأوضح أنه يحاول التعبير عن حديثه بحذر لأنه لا يريد أن يكون حديثه "سيفا بحدين". وقال "استغرق الجيش وقتا طويلا حتى استطاع التعافي من جروح الحرب، وها هم يتحدثون اليوم عن تقليصات في ميزانية التدريبات، وستكون النتيجة، أن في السنة التي تلي التقليص لن تكون هناك جهوزية".
ويعتبر سوكينيك إن طريقة علاج تهديد القذائف الصاروخية قصيرة المدى من أهم استنتاجات حرب لبنان، ويقول "منذ أن أدخلنا للتعليمات بأن مهمة كل قوة هي أيضا وقف إطلاق القذائف الصاروخية من قطاعها، أصبحت تلك المهمة من مسؤولية القائد وليست مسؤولية أحد آخر. بينما والعبر الأساسية التي استخلصها أعداؤنا من الحرب هي أنهم إذا أرادوا ألا يخسروا، يجب عليهم الحفاظ على إطلاق الصواريخ حتى اليوم الأخير من الحرب، وهذا يعتبرا نصرا بالنسبة لهم".