وطنية - 30/8/2008
وجه رئيس "هيئة علماء جبل عامل" الشيخ عفيف النابلسي، رسالة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، جاء فيها: "يطل شهر رمضان هذا العام, والعالم يضج بالمآسي والويلات والحروب والأوضاع الإجتماعية القاسية التي ترفع من أعداد الجوعى والعطشى والمحرومين, في الوقت الذي تمارس فيه الدول الغنية استحواذا غير قانوني على خيرات الأمم, وتشن حروبا تحت مسمى نشر الديموقراطية والعدالة. وتشيع الفتن والإضطرابات لا سيما في العالم الإسلامي والعربي وقد وصلت شرارته إلى لبنان، حيث التهبت مشاعر الفتنة الطائفية والمذهبية وتعالت الخطابات والمواقف التحريضية والتكفيرية التي جعلت الجماهير مشحونة بالإنفعالات اللاعقلانية ما عمق من الشروخ والإنقسام داخل المجتمع اللبناني".
واضاف: "إن إزاحة هذا الكابوس لا يتم إلا من خلال إعادة التلاحم الإنساني والوطني على أساس الدين والقيم وثوابت العيش المشترك بين اللبنانيين. فمن خلال هذه المرتكزات يمكن تجنب رعونة واستفزاز الشعارات والإتهامات القائمة على اعتبارات مذهبية وعصبية أو تلك التي تستند إلى الخصومات السياسية. إن سببا من أسباب إخفاق بناء الدولة العادلة والقادرة هو عجز الشعب اللبناني عن الخروج من نفق الطائفية، التي يستغلها أعداء لبنان في الداخل والخارج لينفذوا مآربهم. ويقترن ذلك بانعدام الخطاب القيمي والوطني الذي تراجع لحساب الخطاب الطائفي والمذهبي الذي سمم العلاقات الإنسانية والإجتماعية بين اللبنانيين".
وتابع: "في شهر الرحمة والخير، نعيد التأكيد على مسؤولية المجتمع والسلطة في ما حصل ويحصل، وإن بناء الدولة يبدأ من مواطنية صحيحة وتربية صحيحة، وفي أسلوب ممارسة السلطة والمسؤولية من قبل كل من يتبوأ مركزا عاما. وإذا كان التغيير المنشود والإصلاحات المطلوبة مستحيلة في ظروف سياسية وإجتماعية شديدة التعقيد. فلا أقل من تغييرٍ في شكل ومضمون الخطاب السياسي والديني والإعلام،. خصوصً أن المنطقة والعالم يخضعان لإختبارات موازين قوة جديدة, تتطلب المزيد من التماسك الداخلي والوعي الوطني وإعادة بناء استراتيجية وطنية تتعلق بكل المجالات التي تعزز من وجود الدولة وهيبتها.لا سيما الإستراتيجية الدفاعية التي تحمل الدولة ومؤسساتها مسؤولية في الدفاع عن لبنان إلى جانب المقاومة".
واكد على أن المقاومة حاجة أخلاقية وقيمية وأمنية وعسكرية للبنان. والمطلوب أن يفهم الجميع أنه لا يمكن العبور إلى النصر والعزة والكرامة إلا من خلال المقاومة حيث أثبتت التجارب الماضية أن لبنان كان مهددا بالضياع والزوال لولا وجود المقاومة ووقوفها بثبات في وجه الهمجية الإسرائيلية وخذلان العالم. واليوم تزداد الحملة شراسة على المقاومة وهي هجمة تحميها وتؤيدها وتغطيها أنظمة سياسية عربية؛ ولكن الله وعد المؤمنين بنصره وسيمكنهم على العدو الإسرائيلي وكل عدو يسعى للتربص بلبنان وشعبه ومقاومته".
وختم: "فليكن هذا الشهر شهر التضامن مع المقاومة وشهر التأييد للمقاومة وشهر نصرة المقاومة"، داعيا "كل المؤمنين بخيار المقاومة في العالم أجمع وفي الدول الإسلامية والعربية بشكل خاص، إلى أن يكون شهر رمضان هذا العام شهر نصرة المقاومة في لبنان، وأن تكون أدعيتهم موجهةً إلى الباري عز وجل ليحفظها من كل سوء وأذية وتآمر".