وطنية - 30/08/2008
لمناسبة الذكرى الثلاثين لتغييب الامام السيد موسى الصدر أقام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى احتفالاً علمائياً في دار المجلس في الحازمية. وقد تحدث مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي أكد على نداء الوحدة والعدالة الذي أطلقه الإمام الصدر داعياً اللبنانيين الى العمل على الوحدة فيما بينهم والعودة الى المعاني التي جسدها الامام المغيب. وإذ اكد قباني ان الوحدة بين اللبنانيين يجب ان لا تكون شعاراً يب تربية في المجتمع والسياسة والاعلام والصحافة رأى ان لبنان لا يزال على شفير الهاوية نتيجة الاشكالات المتنقلة التي يجب ان تتوقف في جميع المناطق، مضيفاً ان علينا واجباً كبيراً ان نحذر من الفتنة وان لا ندع لها مجالاً.
وألقى كلمة البطريرك نصرالله صفير المطران بولس مطر الذي توقف عند مناقب الامام المغيب التي لأجلها أجمع اللبنانيون على تقديره حين كان الاجماع يتضاءل ويخبو نوره يوما بعد يوم، مضيفاً ان رسالة السيد الامام الى اهله وبني وطنه والتي نحن بحاجة اليها هي التي جمعت وتجمع في منطقة واحدة كل المسيحيين والمسلمين على ارض الوطن والتي جمعت وتجمع بين لبنان والعروبة والوطنية والانسانية.
وألقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن كلمة عاد فيها إلى تاريخ أجداد الإمام الصدر قبل ما يناهز 300 عام من الزمن يوم غادروا جبل عامل الى النجف الاشرف حيث نهلوا من المعرفة الايمانية وبرز منهم المرجعية في الدين والقيادة في المجتمع لا سيما والد الامام السيد صدر الدين، معتبراً ان ان كل مدارك هذا التاريخ بعبرها الواقعية وقيمها التحررية تبلورت في شخصية الامام المغيب.
وأضاف حسن ان الامام السيد موسى الصدر ايقن عند اندلاع الحرب الداخلية جسامة الخطر المحدق بلبنان وهو ما اطلق التهم بل صام ودعا الى الوحدة والحوار الوطني بل الى قمة روحية داعياً الى التكاتف ووقف القتال ووقف التقسيم والامانة لفلسطين, وكان الامام بمواقفه المعلنة ضد الحرب. وختم حسن "ان حق الامام علينا ان نبقى اوفياء لثوابته الاسلامية ورؤيته الوطنية وهو القائل "لا تطلبوا مني مواقف سياسية بل انسانية".
ثم كانت كلمة لممثل قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاشيشيان الذي استهل كلمته بتعداد بعضاً من جوانب شخصية الامام المغيب قائلاً ان الامام موسى الصدر رجل دين متثبت بمبادئ وتعاليم وقيم الدين الا ان الايمان ليس فقط الصدق بتعاليم الدين انمكا اسلوب الحياة. انه حضور الله تعالى في حياة المجتمع واسم الامام الصدر مرادف للاصالة والتواضع وكل من عرفه وجد فيه هذه القيم الروحية التي شعت عبر حياة طائفته الكريمة". وقال "كانت له طريقة فريدة وومميزة لحل الامور, وان كل هذه القيم التي جسدها وجدت صداها في جلسات الحوار وهو رجل الحوار بامتياز فلقد آمن بالحوار وبذل قصارى جهده ليبقى مسار الحوار مستمراً".
ثم كانت كلمة بطريريك الروم الكاثوليك غريغوريس الثالث لحام ألقاها ممثل عنه. وجاء في الكلمة "اشعر وكأنني لا ازال اليوم حقا تحت سحر كلماته وبريق عينيه وجمال تعابيره وكنا ونحن نسمعه نشعر بعنفوان كلمته من دون عنف وكان يدخل عتبات دياناتنا ومحراب قلوبنا لاننا كنا ننقاد بارتياح الى بلاغة كلماته ويشعر هو انه معنا في بيتنا وديرنا ومدرستنا بل في اعماق نفسيتنا ونشعر بدورنا ان مدرسته الفكرية تلتقي بمدرستنا. اننا كنا نشعر ونحن نسمعه ان ما يجمعنا اكثر حقاً مما يفرقنا".