وطنية - 22/8/2008
رأى رئيس "هيئة علماء جبل عامل" الشيخ عفيف النابلسي، في خطبة الجمعة، انه "كان للاتفاق بين حزب الله وبعض القوى في التيار السلفي وقعه الإيجابي, حيث كنا نراه في مقام الضرورة والحاجة لتنفيس الاحتقان وإزالة التشنجات من الساحة الاسلامية".
وقال النابلسي "وبدل أن يكون موجبا لصفاء القلوب وموردا لعناية الجميع وترحيبهم وتأييدهم, إذ بنا نفاجأ بحملة عجيبة غريبة, اختلطت فيها العصبية بأهواء السياسيين ومصالح دول خارجية، فما هو الضير بهذا التفاهم خصوصا أنه لا يغلق الباب أمام تفاهمات أوسع وأشمل، وما هو الخطأ إذا كان هذا التفاهم يحقن دماء المسلمين ويمنع تكفيرهم"؟
وأضاف: "نحن والله في حيرة في هذا البلد, لا ندري كيف تقارب فيه المسائل، فإذا كنا نريد أن نمنع الفتنة ونحقق السلام والوفاق الداخلي, فكيف نمنعه بغير التفاهم والحوار والإتفاق، وإذا كنا نريد أن يكون هذا البلد هو بلد التعايش الحقيقي بين أبنائه فكيف نجعله كذلك من التفاهم والحوار؟ ولكن العصبية وليس الدين هي التي أثارت حمية البعض وجعلتهم يتحدثون بوحي الغرائز والأهواء, فهل نظر أحدهم إلى مضمون الاتفاق وما يمكن أن يحدثه من التئام وارتياح في الساحة الاسلامية والوطنية التي في كل يوم تتعرض لتهديدات مباشرة من العدو الإسرائيلي, الأمر الذي يستوجب تحصين الواقع الداخلي وتماسك اللبنانيين, وجهوزية المقاومة".
وختم بالقول: "لذلك فإن ما ندعو إليه هو السعي الدائم لتكثيف التفاهمات مع كل المجموعات والقوى اللبنانية, وتوسيع دائرة الحوار حتى نتمكن من الوصول إلى وحدة وطنية تعبر عن روح المجتمع اللبناني وإرادته في تحقيق الأمن والسلام, وتعزز من جانب آخر قدرة اللبنانيين على مواجهة الأعداء من خلال دعم المقاومة وتمكينها من امتلاك كل السلاح الذي تستطيع به حماية لبنان والدفاع عنه".