إستغرب رئيس "الحركة الشعبية اللبنانية" النائب مصطفى علي حسين تعليق العمل بوثيقة التفاهم التي وقعت بين حزب الله وبعض التيارات السلفية في لبنان، وقال: "كنا في الحركة الشعبية اللبنانية قد إستبشرنا خيرا على أثر هذا التفاهم، وأيدنا أي تفاهم يهدف الى جمع الأمة وتوحيدها وتقوية موقفها في وجه الأعداء الذين يستهدفونها في كيانها ووجودها، فمشروع الشرق الأوسط الجديد ما زال قائما، والخطر الحقيقي لهذا المشروع لا يستهدف طائفة دون أخرى، ولا بلدا او قطرا عربيا دون آخر، فتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ من البلدان والأمة العربية تشكل صلب هذا المشروع كي تبقى دولة الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية، الدولة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، حارسة أمينة للمصالح الأميركية في المنطقة".
وقال: "فالولايات المتحدة الأميركية التي تواجه مأزق الهزيمة في أرض العراق الطاهر، أدركت ان مثل هذا التفاهم وأي تفاهم مماثل قد يحصل في العراق، هو خطر يهدد أمن جنودها ومصالحها بشكل مباشر؛ فعملت على إحباط هذا التفاهم من خلال الضغط على حلفائها لتعطيل مفاعيل هذا التفاهم وإجهاضه قبل الولادة".
وأضاف: "إننا وعلى الرغم من تعليق التفاهم ندعو كافة التيارات والقوى السياسية والدينية الى التنبه للخطر المدلهم، والسعي الى عقد اللقاءات والإجتماعات لرسم طريق جديد يجمع الأمة الإسلامية ولا يفرقها، يوحد قواها ولا يشتتها، ينبذ التمييز بين مكوناتها، طوائف وأحزاب وجماعات، يحدد إستراتيجيات المواجهة مع أعدائها ويستنهض قواها".
وتابع: "فالتفاهم الذي تم توقيعه بين مجموعات من التيار السلفي وحزب الله كان فيه شيء من القوة بدليل الإرباك الذي أحدثه هذا التفاهم داخل دولة الكيان الصهيوني وتهديد رئيس وزرائه "أولمرت" بحرب قادمة وشاملة في حال تحول لبنان من شماله الى جنوبه الى مجتمع مقاوم".
وقال: "إننا في الحركة الشعبية نثني على المواقف والتأييدات لهذا التفاهم التي صدرت من قبل قادة مرموقين ومعتبرين على الصعيد الوطني، ونستهجن الهجوم الصاعق عليه من بعض المتضررين الذين يرون في أي إتفاق يحصل بين اللبنانيين يفقدهم مبرر وجودهم، القائم على بث التفرقة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية البغيضة بين أطياف الدين الواحد والشعب الواحد، وإيقاظ الفتن ونبش الأحقاد الدفينة لتستمر الخلافات والمشاكل بين مكونات المجتمع اللبناني، محققين بذلك، ان كان عن قصد او غير قصد، مآرب أعداء الأمة العربية والإسلامية".
وأعلن "أننا في الحركة الشعبية نتساءل عن أهداف أولئك المعارضين لهذا التفاهم ونطالبهم بالعودة الى ضمائرهم والى تعاليم دينا الحنيف والإقلاع عن هذا النهج التكفيري الذي يرفض الإعتدال والتفاهم، والذي لا يؤدي الا الى المزيد من القهر والإذلال للأمة على يد أعدائها الذين يتربصون بها شرا".