وأمام أضرحة الشهداء، أعرب عدد من الأهالي عن الغضب من "قنابل رايس الذكية" و"الدعم المطلق الذي منحته واشنطن لحكومة العدو في جرائمها الارهابية"، مؤكدين "ان المجزرة التي أودت بعشرات الشهداء "هي جريمة حرب ارتكبت عمدا".
وتحدث باسم ذوي الشهداء الشيخ محمد شلهوب الذي اعتبر "ان هذا الموقف ليس موقفا غريبا على العدو الصهيوني، وانما يؤكد مرة جديدة همجية هذا العدو"، مستنكرا "الصمت العالمي تجاه ما ارتكبه ويرتكبه جيش العدو من مجازر في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني".
ودعا شلهوب "الضمير العالمي الى التحرك"، وقال: "اذا كان لا يزال هناك من يتحدث باسم الانسانية والدفاع عن حقوق الانسان فعليه ان يتحرك لوقف الدعم والتشجيع الاميركي للكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر".
من جهته، عرض رئيس بلدية قانا محمد عطية، ببيان، تفاصيل تلك المجزرة الارهابية التي أودت بحياة العشرات من اهالي البلدة الآمنين، مؤكدا "ان مسؤولية هذا العدوان الآثم تقع على عاتق جيش الاحتلال الاسرائيلي".
وقال: "لا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى مكبل الايدي تجاه ما حصل في قانا وما يحصل في فلسطين المحتلة من مجازر، ولا يمكن ان تبقى عيونه غافية عن انتهاكات حقوق الانسان وخرق المواثيق الدولية الناتجة عن الارتكابات العدوانية الصهيونية".
وفي ختام اللقاء أصدر المحتجون بيانا جاء فيه:
"قبل ان تلتئم جروحات أطفال قانا وان تجف قبور اطفالنا، طالعنا حفيد النازية المستشار القضائي لحكومة اسرائيل متبرئا من ما جنته قذائف حكومته الاميركية الصنع بتوقيع اطفال اسرائيل ارسلت عمدا هدية لاطفال قانا الجليل بلدة السيد المسيح، والمناسبة ميلاد السيد المسيح، والجلاد واحد.
ه
ذا العدو العنصري بجبروته، يكتنز افكار معادية للانسانية وحقوق الانسان وينهج نهج توجيه اللوم الى الضحية، وكأن المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل ضد المدنيين بدم بارد وتحت خيمة الامم المتحدة في قانا عام 1996 تحت اسم عناقيد الغضب التي اغضبت اميركا على الامين العام للامم المتحدة آنذاك الدكتور بطرس غالي، وحالت دون وجوده في موقعه بعد ان قدم تقريره الذي يدين القوات الاسرائيلية في مجزرة قانا 96 غابت عن ذاكرتهم.
ونحن اهالي قانا وعوائل الشهداء فيها نؤكد بأن المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت الاحد 29-30 تموز 2006 برعاية اميركية مباشرة بقنابل رايس الذكية والدعم المطلق الذي منحته واشنطن لحكومة اسرائيل في جرائمها الارهابية هي جريمة حرب ارتكبت عمدا.
وان بلدة قانا بعد ان حوصرت بالنيران الكثيفة التي استهدفت البشر والحجر، وبما في ذلك الطرقات والمعابر اذ تعرضت البلدة لاكثر من 250 غارة طيران وقصف قذائف البوارج الحربية في اليومين السابقين للمجزرة الامر الذي حال الى قطع اي سبيل للخروج او مغادرة البلدة.
وفي ظل هذه الاوضاع المأساوية التأم شمل مواطنين مدنيين من النساء وذوي الاحتياجات الخاصة وغالبيتهم من الاطفال في ملجئهم الواقع في الطابق السفلي لبناء مؤلف من ثلاث طبقات محاذي لمسجد، ظنا منهم ان العدو الاسرائيلي يراعي حرمة الاماكن الدينية يتلمسون فيه الامان والنجاة من هذا الجحيم الحاقد في ملجأ ظنوه حصينا ولكن القنابل الذكية ادركتهم في حجور امهاتهم. اطفال تفحمت ايديهم وهي متشابكة علها تنسج درعا واقيا يصد قنابلهم الذكية التي تفوقت بمكرها على برائتهم.
ولم يتمكن اهالي البلدة وسيارات الاسعاف من بدء عملية استخراج الجثامين من بين ركام المبنى المدمر الا في الساعة الثامنة صباحا لهمجية القصف وصعوبة الوصول الى البلدة.
وقد شهد العالم من شاشات الفضائيات صور ومشاهد المجزرة التي هزت الضمير العالمي وادانتها معظم دول العالم ووصفتها منظمة حقوق الانسان انها تندرج ضمن اطار القصف بلا تمييز الذي يعتبر من جرائم الحرب مشيرة الى ان المسؤولية تقع على عاتق الجيش الاسرائيلي.
انها "مدرسة ملحمة بلدة بحر البقر" في مصر حيث شوت القذائف الاسرائيلية اطفالها اثناء انتشارهم في الملعب، فقلد الطيار الوسام الاسرائيلي من درجة قناص لان الطيار الاسرائيلي في عرف دولته البطل هو الذي يقضي على اكبر عدد ممكن من اطفال العرب.
انها رائحة الدم والقتل والتدمير التي بدأت صبيحة عدوان تموز 2006 بدأ من مجزرة الدوير الى مجزرة شاحنة مروحين وعيترون وصريفا ودير قانون النهر وعين عرب والشياح، الى الجريمة الكبرى في قانا، وان اسرائيل كانت تؤكد دائما ان لديها معلومات دقيقة عن كل موقع تقصفه وهذا ما يؤكد انها عرفت تماما الموقع الذي قصفته كما عرفت قبله عام 1996 موقع قوات الطوارئ الدولية في بلدة قانا وقصفته، هي مجزرة ارتكبت عمدا، وان المجتمع الدولي لا يمكن ان يبقى مكبل اليدين تجاه ما حصل في قانا وما يحصل في فلسطين المحتلة من مجازر يومية في غزة ولا يمكن ان تبقى عيونه غافية عن انتهاكات حقوق الانسان وخرق المواثيق الدولية الناتجة عن الاعمال العسكرية الاسرائيلية.
ولا يمكن لمجلس الامن ان يقف بعيونه البصيرة وقصر اياديه لان الايدي الاميركية فوق ايديهم. الامر الذي يثير تساؤلات لدى الرأي العام حول جدوى القوانين والاعراف الدولية التي تنظم الاعمال العسكرية العدائية واهمها توفير الحماية للمدنيين وايجاد اطار دولي لمحاكمة مجرمي الحرب في اسرائيل امام وقع المجازر التي يرتكبونها عن سابق تصور وتصميم التي تستهدف بشكل اساسي الحاق الضرر بالمدنيين والاعيان المدنية والمنشآت الحيوية وممارسة الحصار والتجويع والتخويف.
ان أقل ما توصف به تلك الاعمال العسكرية الوحشية التي تقوم بها اسرائيل بجريمة الابادة الجماعية وليس فقط جريمة حرب تستهدف القضاء على المدنيين وتشكل انتهاكا صارخا وجسيما للقانون الدولي والانساني.
كما جاء في المادة 33 من اتفاقية جنيف في شأن حماية الاشخاص المدنيين المعقودة عام 1949 وتحريم الهجمات العشوائية بموجب القانون الدولي الانساني التي تصيب السكان المدنيين عن معرفة كما جاء في البند(1) من المادة 57 من البروتوكول الاول الاضافي لاتفاقية جنيف المعقودة عام 1977 والتي اعتبرت المادة 58 منه هذا النوع من الاعمال العسكرية العدائية بمثابة انتهاك لهذا البروتوكول ولاتفاقية جنيف واعتبرت من المادة 85 منه هذا الانتهاك بمثابة جريمة حرب يعاقب عليها".
اننا نلجأ الى الامم المتحدة والضمير العالمي لمساندة قضية الانسان في لبنان وفلسطين في وجه آلة الحرب العسكرية وروح الاجرام المسيطرة وما زالت جثامين جنودها من القوات الفيجية تنام في مركز قوات الامم المتحدة المنتهك بالقصف الاسرائيلي في مجزرة عام 1996 بجانب جثامين اطفال قانا".