بولتون: حزب الله يشكل خطراً على إسرائيل وعلى حكومة السنيورة.. عدد من الدول العربية قدم دعماً سرياً لإسرائيل والقرار 1701
وكالات - 24/3/2007
أقر المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، امس، بخيبة أمله من نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي أكد أنها لم تحقق الغاية الاستراتيجية منها: إزالة خطر حزب الله، معتبراً حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «ضعيفة».
وقال بولتون إن قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 أخفق في تحقيق الهدف المرجو منه أميركياً، وهو استغلال حرب لبنان «من أجل تغيير الظروف الاستراتيجية في المنطقة»، مشيرا الى ان القرار سعى الى «إرجاء مسألة نزع سلاح حزب الله الى قرار آخر»، وهو ما لن يتحقق على الارجح.
وقال بولتون لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الحرب أخفقت في تحقيق غاياتها وليس فقط في الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين. أضاف «أننا ببساطة عدنا إلى ما كنا نحاول تجنبه، مجرد وقف آخر لإطلاق النار في الشرق الأوسط». وشدد بولتون على أن «خطر حزب الله لم يتبدد، وبمعانٍ كثيرة، بقي الحزب كما كان. ربما أن حزب الله غير منتشر في الجنوب اللبناني، لكنه بات يشكل خطراً أكبر على حكومة السنيورة وظل يشكل خطراً على إسرائيل. وأعتقد أننا سنعود إلى النقطة التي كنا فيها في تموز من العام الماضي».
وتابع «لا أعتقد أن القرار 1701 حقق الهدف الذي رصدته له الولايات المتحدة، وكان استخدام المواجهة من أجل تغيير الظروف الاستراتيجية في المنطقة... وقد وافقنا بشكل واعٍ في القرار 1701 على تأجيل موضوع تجريد حزب الله من السلاح من أجل اتخاذ قرار آخر، لكننا لا نقترب حتى من ذلك».
وشكك بولتون في قدرة «اليونيفيل» المعززة التي انتشرت بعد الحرب في الجنوب اللبناني. وقال «إنني قلق من إمكان تحولها إلى يونيفيل رقم 2 وأنا أخشى من أننا نقترب من ذلك حالياً، برغم وجود جنود من جيوش فرنسا وإيطاليا هناك. وهي عملياً لا تغلق الحدود مع سوريا، وحزب الله يتسلح. وهذه القوة لا تملك التفويض لإغلاق الحدود من دون تعاون من جانب الحكومة اللبنانية وهذه مشكلة ناجمة عن واقع أن حكومة السنيورة ضعيفة».
وكان بولتون قد قال لوكالة «اسوشييتد برس»، امس الاول، إن «العديد من الدول العربية منح دعماً سرياً لاسرائيل (خلال الحرب). لقد خشي الناس من ان حزب الله شكل أداة لإيران. العديد من الدول العربية كان يخشى حزب الله، وسوريا أصبحت أداة لإيران».
اضاف «لم نحاول ان نوجه الهدف الاستراتيجي لاسرائيل (من الحرب)، لكننا ما كنا لنعارض قرار اسرائيل بالتخلص من حزب الله»، موضحا «كنا نعتقد ان اسرائيل مارست حقها الشرعي في الدفاع عن النفس... أردنا ان نمنحها الفرصة للقيام بذلك». وتابع «لم تكن لدينا فكرة كاملة عن أهداف إسرائيل وحول كيفية التوصل اليها».
واعتبر بولتون ان حيازة «حزب الله» السلاح «كان يشكل تهديداً لاسرائيل وللحكومة اللبنانية وتم استخدامه في هجمات متكررة»، موضحا انه «كان من مصلحة اسرائيل الشرعية مواصلة العملية العسكرية ضد حزب الله حتى النصر». وقال «لا اعتقد اننا أنجزنا ما سعينا لتحقيقه، عبر نقل الوضع في المنطقة الى مكان آخر».
وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية الـ (بي بي سي) اعترف بولتون ان بلاده لم تقرر المضي في اتجاه التوصل الى وقف اطلاق نار بين حزب الله وكيان العدو خلال حرب تموز في العام 2006، إلا عندما بدا واضحا ان العملية العسكرية الاسرائيلية لم تنجح في تحقيق اهدافها.
وقال بولتون في المقابلة ان "واشنطن كانت مستاءة جدا من فشل اسرائيل في استئصال الخطر العسكري الذي يمثله حزب الله، ومن غياب كل محاولة جدية لنزع سلاح هذا الحزب" حسب تعبيره. واضاف بولتون ان واشنطن "قاومت عمداً النداءات الدولية التي اطلقت من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار فوري خلال الحرب". كما اشار السفير السابق الى ان "الولايات المتحدة كانت تريد ان تقضي اسرائيل على حزب الله كقوة تمثل خطرا عسكريا". واعتبر بولتون ان "اقرار وقف اطلاق نار في الايام الاولى للحرب كان امرا خطيراً ومضللا".
وفي رد اولي على كلام بولتون قال كيم هويلز من مكتب وزراء الخارجية البريطانية ان ملاحظات بولتون كانت مفاجئة واضاف "لم اكن اعلم ان هناك تواطؤاً بين الاميركيين والاسرائيليين!!".