الكتاب: أسرى في لبنان
الكاتب: عوفر شيلح/ يؤاف ليمور
الناشر: مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية
عدد الصفحات: 546 صفحة
عرض: فرنس برس
شبكة النبأ: بعد عامين من النقاش بشان ترجمته من العبرية الى العربية، صدر اخيرا عن مركز مدار الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية كتاب "اسرى في لبنان" الذي يتناول النقاشات داخل القيادة الاسرائيلية حول الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في صيف العام 2006.
وتسببت حرب 2006 التي بدأها الجيش الاسرائيلي على لبنان بعد أسر حزب الله جنديين اسرائيليين على الحدود، بسقوط 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين و160 في الجانب الاسرائيلي معظمهم من العسكريين، وبدمار اسع في عدد كبير من المناطق اللبنانية.
واستغرقت الحرب 33 يوما. واقرت اسرائيل في تحقيق قامت به بعد انتهاء الحرب، ب"اخفاقات" عديدة في نزاعها مع حزب الله.
مؤلفا الكتاب هما عوفر شيلح الذي عمل معلقا في صحيفة معاريف ويعتبر من ابرز الخبراء في الشؤون الامنية العسكرية الاسرائيلية، ويؤاف ليمور الذي عمل معلقا عسكريا في التلفزيون الاسرائيلي.
ويتناول الكتاب تفاصيل النقاشات التي دارت على المستويين السياسي والعسكري في الغرف المغلقة للقيادة الاسرائيلية قبل واثناء وبعد شن الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف 2006.
واعلن مركز مدار اطلاق الكتاب بطبعته العربية خلال لقاء في حضور كتاب ومحللين فلسطينيين، وقالت مديرة المركز هنيدة غنام في تقديمها للكتاب انه "يتحدث عن تفاصيل اتخاذ القرارات الحاسمة في الدولة الاسرائيلية"، موضحة ان "مؤلفي الكتاب يشككان في عقلانية القرارات التي يتم اتخاذها".
واضافت "يفاجأ كثيرون من خلال قراءة هذا الكتاب بان القرارات التي تتخذ على مستوى القيادة الاسرائيلية اعتباطية وغير مدروسة وغير عقلانية، في حين يتوقع كثيرون ان القرارات الاسرائيلية تتخذ بطريقة عقلانية".
يقع الكتاب في 546 صفحة ويتضمن روايات جمعها المؤلفان من نحو 100 شخصية عسكرية وسياسية اسرائيلية، بينها ضباط عسكريون كبار وجنود في الصف الاول.
ويقول المؤلفان في المقدمة ان "صفحات الكتاب تمثل يوميات رحلتنا الى قلب الظلام الدامس الذي يلف اتخاذ القرارات في اسرائيل، وقصة تتبعنا للطريق الخطأ الذي سارت عليه الحكومة والجيش الاسرائيلي في مسار فشل حرب لبنان".
ويضيف المؤلفان ان الكتاب ساهم فيه "ما يزيد على مئة شخص قبلوا التحدث معنا في الشهور التي تلت الحرب، وكشف هؤلاء الاشخاص امامنا عن مواد لم يطلع عليها الجمهور".
ويوضحان ان ادارة القادة العسكريين الاسرائيليين للحرب "كانت نموذجا للعرقلة التي يقوم بها الحكام لاحراز النصر، وكانوا اسرى الوهم الذي بموجبه سيخرجون من لبنان في انتصار تاريخي، اما من الناحية الفعلية فقد تسببوا نتيجة افعالهم وطابعهم بالفشل".
وجاء ايضا في المقدمة ان "التحقيق الشامل في الطريقة التي نفذت فيها هذه العمليات انما يظهر المدى الكبير الذي كانت فيه عمليات اتخاذ القرارات معيبة".
يورد الكتاب تفاصيل نقاش دار بين الهيئة القيادية الاسرائيلية، تظهر ان وزير الدفاع الاسرائيلي انذاك عمير بيريتس لم يكن يعلم عدد الجنود الذين يتألف منهم طاقم كل دبابة.
وقال الكاتبان "وجدت اسرائيل نفسها وقد زجت في الثاني عشر من تموز/يوليو بما اطلق عليه بعض الجنرالات في ما بعد مصطلح الفريق المنتخب".
وهذا الفريق المنتخب "يضم رئيس حكومة يفتقر للخبرة ورئيس اركان من سلاح الجو وقائد منطقة غير ملائم ووزير دفاع لا يعرف عدد الاشخاص الذين يتالف منهم طاقم الدبابة".
وكانت الحكومة الاسرائيلية شكلت لجنة خاصة عرفت ب"لجنة فينوغراد" للتحقيق في ما اعتبره كثير من الاوساط الاسرائيلية فشلا للحرب على لبنان.
وقال الكاتب والمؤلف الفلسطيني انطوان شلحت الذي شارك في مناقشة الكتاب انه "يتسم بقدر كبير من الموضوعية".
واضاف "هذا الكتاب يشمل بحثا معمقا لعملية اتخاذ القرارات في اسرائيل اثناء تلك الحرب واداء الجيش الاسرائيلي ايضا، ومما يعطيه مزايا اكثر انه يستند الى التحليل بناء على معلومات من خبراء عسكريين، وفيه قدر كبير من المهنية".
وتابع شلحت "الكتاب يوضح ان الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان بعد اسر جنديين اسرائيليين من قبل حزب الله، وضعت اسرائيل من خلال قيادتها العسكرية والسياسية في حلقات متنوعة من الاسر".
وكانت نسخة الكتاب باللغة العبرية صدرت في العام 2007، وقال عاملون في مركز مدار الفلسطيني ان ترجمته الى العربية اثارت جدلا واسعا قبل ان يتم اصدار النسخة العربية الشهر الماضي.