المر: ضبطنا صواريخ لحزب الله ورفضنا إعادتها له
في برقية تحمل الرقم 06BEIRUT2553 بتاريخ الثامن من آب 2006، وممهورة بتوقيع السفير الأميركي في لبنان (آنذاك) جيفري فيلتمان، أعلن وزير الدفاع اللبناني (آنذاك) الياس المر بكل ثقة، خلال اجتماع مع فيلتمان يوم السابع من آب، أن بإمكان 15000 جندي من الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب في غضون 12 ساعة، اذا طلب منهم ذلك. (ملاحظة: عقد هذا الاجتماع قبل اتخاذ في مجلس الوزراء قراراً يسمح لهذا العدد من الجنود بالانتشار في الجنوب بعد انسحاب اسرائيلي شامل). بعيد هذا الانتظار قد يطلب الجيش اللبناني مساعدة الدول العربية، وخاصة السعودية، لامداده بالمزيد من العتاد لدعم وجوده الدائم في الجنوب. أعلن المر بوضوح استعداد الجيش اللبناني للرد على حزب الله اذا حاول اطلاق النار على "اسرائيل" او استدراجها للقصف عبر نصبه راجمات للصواريخ قرب مواقع للجيش اللبناني.
وبالعودة الى مسودة قرار مجلس الأمن في الامم المتحدة، أنذر المر بأن عدم وجود أي حل واضح لمشكلة مزارع شبعا، لن يمكن الحكومة اللبنانية من دحض حجة حزب الله للبقاء في الجنوب، ما سيستهلك وقتا أطول للتخلص منهم. ودعم المر فكرة تعزيز قوات اليونيفيل الى جانب ايجاد آلية تعاون، كغرفة عمليات مشتركة لتسريع عملية تبادل الرسائل بين الجيش اللبناني وجيش الدفاع الاسرائيلي.
تقدير النزاع الحالي
صرح المر بأن حزب الله قد عانى أثناء النزاع من خسارة 50% من عتاده اضافة الى 400 مقاتل. والى جانب تقديره أن حزب الله اطلق 3000 من صواريخه الحربية، يعتقد المر بأن السوريين استطاعوا ان يمدوا حزب الله بـ2500 صاروخ قبل استهداف اسرائيل لطرقات الامداد. ويعتقد المر بأنه حان الوقت الان لإعلان وقف اطلاق النار وأنه سيصعب على الاسرائيليين استهداف الصواريخ المنفردة المخبأة في البلدات والقرى دون التسبب بخسائر بشرية واضحة وبمزيد من الارتباك الدولي.
علاوة على ذلك، وبحسب المر، فإن كافة الشعب اللبناني، والشيعة من ضمنهم، قد تعبوا من هذا النزاع ويطالبون بوقف اطلاق النار، الأمر الذي يعمل لمصلحة قرار وقف اطلاق النار المنتظر اصداره.
وأفاد المر بأن قصف تل أبيب بصواريخ زلزال -1- وزلزال -2- يتطلب قراراً من طهران، وقصفاً اسرئيلياً لوسط بيروت، الأمر الذي لن يحدث باعتقاد المر. وحين سئل عما اذا كان حزب الله سيجرؤ على وضع راجمة صواريخ وسط سوليدير بهدف استدراج قصف جوي اسرائيلي على المنطقة، رفض المر هذا الاحتمال واصفا اياه "بالمستحيل"، قائلا باستهزاء "لن يتمكن حزب الله من اطلاق صاروخ من سوليدير، لدي الكثير من الجنود هناك". كذلك ادعى المر أن الجيش اللبناني نجح قبل ثلاثة ايام في منع وصول شاحنة محملة بالصواريخ عائدة لحزب الله، وأرسلها الى وزارة الدفاع، رافضاً اعادتها الى حزب الله.
اعتمدوا عليّ في انتشار الجيش
حين سئل عن قدرة الجيش اللبناني على الانتشار في الجنوب، أجاب
المر بأنه يمكن البدء بعملية نشر 15000 جندي في سبع قطاعات في الجنوب، في
غضون 12 ساعة من وقف اطلاق النار. وشرح المر، على خريطة تقريبية، عملية نشر
الجنود على قطاعات عديدة: (ملاحظة: هذه القطاعات الجغرافية قدرت عبر القاء
نظرة خاطفة على الخريطة).
2500 جندي من جنوبي غربي الليطاني حتى الخط الأزرق (60 دبابة M48)
2500 جندي جنوبي شرقي الليطاني حتى الخط الأزرق (60 دبابة M48)
2000 جندي شمالي غربي الليطاني حتى صيدا (60 دبابة M48)
2000 جندي شمالي شرقي الليطاني، في محيط النبطية (60 دبابة M48)
ربما يدعم هذان القطاعان بـ1000 جندي متمركزين مباشرة عند حدودهما الشمالية.
2000 جندي شمالي الخط الازرق، بموازاة مزراع شبعا تقريباً
2000 جندي جندي شمالي القطاع المذكور من الجهة المقابلة لجبل بئر الضهر
1000 جندي شمالي شرقي هذه القطاعات
قال المر إنه خطط لاستدعاء 12000 جندي احتياطي (تصريح معلن في الاعلام
اللبناني يوم 7 آب)، الأمر الذي سيتطلب 12 يوما، والغاء كل اجازات أفراد
الجيش البالغ عددهم 43000. أضاف بمجرد انتشار الجيش اللبناني، فهم بحاجة
الى عتاد ودعم اضافي من الدول العربية وخصوصا السعودية، وقد يطلب مساعدة
الولايات المتحدة لتحقيق ذلك. "بمساعدة اضافية منكم، يمكننا الحصول على
العتاد اللازم من الدول العربية".
لم يذكر المر ما اذا كان الجيش اللبناني سيسيطر على اسلحة حزب الله ومواقفه
في الجنوب ام لا. وحين سئل عن رأيه في احتمال قبول حزب الله بهذا الاتفاق
سلميا، رد المر متحديا "دعهم يلعبوا مع الجيش اللبناني، فعند سيطرتنا على
الجنوب، لن نتردد في اطلاق النار على كل من يتحرك. لا مزاح". كذلك يعقتد أن
على نبيه بري القبول بهذه الخطة، ما سيضمن على الاقل بعض التأييد الشيعي.
وشدد المر على امكان ان يدعم الجيش المجتمع الدولي هذه المبادرة عبر اعلان
رأي واضح بمشكلة مزارع شبعا، وعليه اضعاف حجة حزب الله لاستمراره
بالمقاومة. "بوجود اتفاق سياسي، لا مزيد من المقاومة".
وفي در على امكان تشكيك الاسرائيليين في قدرة الجيش اللبناني على السيطرة
على الأمن في الجنوب، قال المر إنه يدعم فكرة تعزيز قوات اليونيفيل، ما
سيساعد على تنفيذ مهمات الجيش اللبناني. يوافق المر على انشاء غرفة عمليات
مشتركة مع اليونيفيل بهدف ايصال الرسائل الى جيش الدفاع الاسرائيلي بسرعة
اكبر في حال حصول هجوم لحزب الله من الجنوب، وتفاديا لأي رد اسرائيلي قد
يدمر مواقع للجيش اللبناني. وعند سؤاله، قال المر إنه يدعم وجود رقابة من
اليونيفيل وقوات الامم المتحدة على الهدنة عند المعابر والمرافئ والمطارات،
لطمأنة اسرائيل الى ان حزب الله لن يمد بالسلاح.
تعليق
عقد هذا الاجتماع قبيل ساعات من اتخاذ مجلس الوزراء قراره
التاريخي القاضي بنشر 15000 جندي على الأراضي الجنوبية فور انسحاب اسرائيل
خلف الخط الأزرق - قرارا كان ربما سيلقى ترحيباً دوليا لو اتخذ قبل تنفيذ
حزب الله عملية الأسر يوم 12 تموز. وبناء على الملفات والخرائط التي كانت
بحوزة المر، كان يجري التخطيط لهذا الانتشار قبل صدوره قرار مجلس الوزراء.
وبما أن المجلس قد وافق على هذا القرار مجتمعا، مع قليل من النقاش، فهذا
يعني ان حزب الله موافق أيضاَ. ويدل قبول حزب الله على انتشار الجيش
اللبناني، الأمر الذي كان مرفوضاًً قطعا منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000،
على أن حزب الله مستعد لوقف اطلاق النار. اذا تمكنا من استغلال قرار مجلس
الوزراء (بالاضافة الى خطوات اخرى) للتشجيع على الانسحاب المبكر، فإن حزب
الله سيخسر سياسيا (بالاضافة الى خسائره العسكرية التي يعاني منها)، كما
يمكننا التشديد على ان واقع انتشار الجيش اللبناني هو ما حقق الانسحاب
الاسرائيلي، لا أسلحة حزب الله.
لا يزال علينا ان نبحث في الطريقة الفضلى لتحقيق وقف اطلاق نار دائم لا
مؤقت، ما سيتطلب أكثر من 15000 جندي من الجيش اللبناني، بغض النظر عن ثقة
المر بانضباطهم وقدراتهم. كذلك نقترح بدء استشارات طارئة مع الدول العربية
الخليجية من أجل توفير المعدات اللازمة للجيش اللبناني بسرعة. مهما كانت
المعادلات النهائية لوقف اطلاق النار الدائم، فسيؤدي الجيش اللبناني دوراً
بكل تأكيد، خاصة في ضوء القرار الصادر عن مجلس الوزراء، وكلما اسرعنا في
توفير المعدات كان ذلك أفضل
"14 آذار": أطيلوا أمد الحرب
وأفادت وثيقة صدرت عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 7 آب
2006 تحمل الرقم 06BEIRUT2544، أنه في الخامس من الشهر نفسه، التقى مساعد
وزير الخارجية الأميركية دايفيد ولش والسفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان
قادة مسيحيين من حركة "14 آذار" المناهضة لسوريا، بينهم الرئيس الأسبق أمين
الجميل ونجله وزير الصناعة بيار الجميل، ودوري شمعون وكارلوس إده وفارس
سعيد وجورج عدوان، والطامحون بالوصول الى رئاسة الجمهورية نايلة معوض،
وزيرة الشؤون الإجتماعية حينها، ونسيب لحود وبطرس حرب الذي كان نائباً
آنذاك، لافتة الى انه "فيما أعرب الحاضرون عن دعمهم الكامل لدعوة رئيس
الحكومة فؤاد السنيورة الى وقف إطلاق النار، كانوا خائفين من أن يؤدي
النزاع الحالي الى جعل حزب الله في وضعية أقوى في لبنان مما كان عليه في
البداية، حيث ستحتاج الحكومة لأن تكون في وضعية قوية لتتعامل مع حزب الله
فور انتهاء الحرب، على حد تعبيرهم".
وأشارت الوثيقة نفسها الى أن هؤلاء "دعموا فكرة مواصلة القصف الإسرائيلي
لاسبوع أو اثنين إذا كان ذلك كفيلاً بإضعاف قوة حزب الله على الأرض، كما
أنهم يعتقدون أن اتفاقاً دبلوماسياً تعيد إسرائيل بموجبه مزارع شبعل للأمم
المتحدة لترتيب وضعيتها النهائية، سيعزز كثيراً موقف الحكومة اللبنانية من
خلال إزالة سبب رئيسي لوجود حزب الله مسلحاً".
وفي السياق نفسه، ذكرت الوثيقة أن "الحاضرين لم يبدوا تفاؤلاً حول حيال
قدرة الجيش اللبناني على الإنتشار في الجنوب من دون دعم وإشراف دوليين
قويين"، لافتة الى أنهم "عبروا عن الرهاب اللبناني المعتاد من من أن
المجتمع الدولي سيتخلى عنهم في اللحظة الحرجة".
وفي نهاية الإجتماع، شدد الحاضرون على القضايا الإنسانية، ومن ضمنها مخزون
البنزين وعودة النازحين الى قراهم في الجنوب، والدعم الأقصى لإعادة بناء
الجنوب، بحسب ما أوردته الوثيقة.
"نحتاج الى الدعم"
وفي تفاصيل الوثيقة نفسها، عبر الحاضرون عن دعمهم لرئيس الحكومة
فؤاد السنيورة ولخطة النقاط السبع التي قدمه في مؤتمر روما، لإعادة
الإستقرار في جنوب لبنان، ورغم أنهم أيدوا وقفاً لإطلاق النار الى حد ما،
فإنهم لم يصروا على أنه يجدر به أن يكون فورياً (بعكس خطة السنيورة)، وتركز
اهتمامهم أكثر على "الغاية النهائية لمسار وقف إطلاق النار".
وأشار مضمون الوثيقة الى أن المجتمعين أبدوا خشيتهم من أن يكون وقف إطلاق
النار مبكراً جداً، مع حكومة لبنانية مركزية ضعيفة جداً بوضوح، تكون مرغمة
على على التعاون السابق لأوانه مع حزب الله متنامي القوة.
وأضافت الوثيقة انهم في سياق إدعائهم أنهم يترجمون الأفكار الخاصة (السرية)
للسنيورة، حث عدد من القادة المجتمعين على ضرورة "دك" الإسرائيليين لحزب
الله دكاً حقيقاً الى حد يجعل الحزب "ناعماً بما يكفي ليعود الى رشده"،
وعلى حد تعبير بطرس حرب، "إذا اقتنعنا بأن إسرائيل تستطيع إنهاء المهمة،
عندها يمكننا السماح بإطالة الحرب بضعة أسابيع إضافية"، بينما كان شبه
إجماع لدى الحاضرين الآخرين على إطالة الحرب لما بين 7 و 10 أيام، لافتين
في المقابل الى أنه إن خرج حزب الله مشحوناً بشعور المنتصر "فهذا سيكون
كارثة".
وتابعت الوثيقة أنه "حتى مع فرضية إضعاف حزب الله عسكرياً، فإن المجتمعين
لم يقتنعوا بأن حكومة السنيورة والجيش اللبناني سيكونان قويين بما يسمح
لهما بالتعامل مع مع حزب الله من دون دعم خارجي، حيث قال نسيب لحود "نحن
بحاجة للدعم"، متسائلاً " الى أي درجة يمكنكم دعمنا؟".
ولفتت الوثيقة عينها الى أن المجتمعين لا يوافقون على أن "على إسرائيل
الإنسحاب أولا فقط لكي يحل الجيش اللبناني مكانها، وهو الذي يعتقدون أن لا
يزال يعج بالضباط الموالين لسوريا"، كما يعتقد المجتمعون أن الإنسحاب
الإسرائيلي يجب أن يحصل بالتزامن مع حلول قوات دولية مكان الإسرائيلية،
ويؤيدون توسيع نطاق عمليات قوات الأمم المتحدة (أكانت تحت إطار اليونيفل أم
قوة قوة دولية جديدة) وصولاً الى الحدود اللبنانية - السورية بهدف مراقبة
النقاط الحدودية وإعاقة إمداد حزب الله بالذخيرة.
أما حيال قضية مزارع شبعا، فقد أفادت الوثيقة ذاتها أن المجتمعين حثوا على
ضرورة "الضغط" على يد "إسرائيل" لتسمح للأمم المتحدة بترسيم الحدود (مثلما
فعلت سابقاً في العام 2000)، وأضافوا "على العكس من ذلك، هذا ما يرفضه محور
حزب الله - إيران - سوريا لأن ذلك سيجردهم من ذريعة أساسية للحفاظ على
نزاع منخفض التوتر على امتداد الخط الأزرق مستقبلاً، هذا قد يجرد حزب الله
من ملابسه، من جهة أخرى، إن تخلي حزب الله عن مسألة تحديد هوية مزارع شبعا
(لبنانية أو غير لبنانية ) للأمم المتحدة، سينعكس إيجابياً على الحكومة
اللبنانية مع تحميل السنيورة الفضل في هذا النجاح الدبلوماسي.
بعد تثبيت استقرار الأوضاع في الجنوب، أشارت الوثيقة الى ان الحاضرين حثوا
المجتمع الدولي على ان يدعم إعادة اعمار القرى والبنى التحتية المدمرة،
اضافة الى ضرورة الا "يكون المصدر الرئيسي للتمويل هو ايران"، وهم يأملون،
وفقاً للوثيقة، أن يعود النازحون، ومعظمهم من الشيعة، الى قراهم في الجنوب
اللبناني في أسرع وقت ممكن، ويرون ان هذه العودة هي أكبر من أن تكون دافعاً
انسانياً، اذ يخشون من أن يؤدي انتشار مجموعة شيعية جنوبية في مختلف
الأراضي اللبنانية الى افساد النسيج الطائفي اللبناني.
ولفتت الوثيقة الى انهم قلقين من أن هناك تركزا للنازحين الشيعة في المدن
الشمالية وفي الشوف." ان السيطرة عليهم في المدن التي يتركزون فيها أصعب من
فعل ذلك عندما يكونون في بلداتهم". على حد تعبير نايلة معوض التي أضافت
"قريبا سيكون عليّ ارتداء التشادور لمجرد التوجه الى بيروت".
كابوس لبنان
وفي اطار ترجمتهم لنزعة رهاب لبنانية، أشارت الوثيقة الى ان
المجتمعين عبروا عن قلقهم من ان الولايات المتحدة و"اسرائيل" تتآمران حاليا
للمحافظة على بشار الاسد في الحكم السوري. ووضعوا حربهم مع حزب الله في
خانة أحد العوامل التي ستحدد مستقبل العالم، كحرب بين نظرتين للشرق الأوسط،
على قاعدة لبنان ديمقراطي في مواجهة سوريا تسلطية. وتابعت الوثيقة، كما
وصفوا بشار الاسد بأنه شخص "مختل عقليا" إن تعرض للضغط، فقد يأمر مجددا
باغتيال مجموعة شخصيات بارزة معادية لسوريا في لبنان (معظم الشخصيات
الحاضرة في الاجتماع ستكون أهدافاً للاغتيال).
والوثيقة "ورغم أننا طمأناهم الى عكس ذلك، سأل أحد الحاضرين بشكل خطابي
"ماذا لو قرر الناس أن أفضل حل يكمن في عودة السوريين (الى لبنان)".
وافق على هذه البرقية مساعد وزيرة الخارجية ولش.
فيلتمان
حمادة لفيلتمان : إقامة جدار كهربائي "ذكي" في مناطق الحدود اللبنانية- السورية
في لقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط
دايفيد ولش، يوم 11 اب 2006 اقترح الوزيران مروان حمادة ونعمة طعمة اقامة
جدار كهربائي "ذكي" في مناطق من الحدود اللبنانية- السورية. وقد اقترح ولش
والسفير فيلتمان الاستعانة بحكومات اخرى او بشركات امنية خاصة لمراقبة
الحدود اذا رفضت الحكومة اللبنانية توسيع مهمات اليونيفل. وبحسب الوثيقة
التي تحمل الرقم 06Beirut2599 ، وطالب حمادة "بفتور" بتضمين مشروع القرار
الدولي لغة اكثر صلابة بشأن حل قضية مزارع شبعا، قائلا ان ذلك سيساعد على
نيل موافقة حزب الله على القرار، مستدركا بالقول " لا تظنوا اننا مهتمون
بمنحهم نصرا في قضية شبعا ". تضيف البرقية :" تخلي حمادة عن مسألة شبعا
بعدما علم انها ستدمر الاتفاق من الناحية الاسرائيلية". مضيفا :" الشعب
اللبناني يريد وقف اطلاق النار والانسحاب . إنه لا يأبه لشبعا".
ووصف فيلتمان حمادة في تعليقه بأنه " صوت قوي في الحكومة" متوقعا ان يكون
قادرا على الضغط من اجل تبن سريع من الحكومة للمسودة النهائية للقرار.
رزق لفيلتمان : يجب عدم تشجيع الحريري وطبارة على ملاحقة اسرائيل
في لقاء عقد يوم 13 اب 2006 ( o6Beirut2609 ) . قال وزير العدل
شارل رزق للسفير الاميركي جيفري فيلتمان ان الرئيس سعد الحريري والوزير
السابق بهيج طبارة طلبا منه البحث في امكان ملاحقة قادة اسرائيل. وبينهم
رئيس الوزراء ايهود اولمرت والقادة العسكريون، بسبب دورهم في الحرب على
لبنان, وقال رزق انه اتصل برئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس عارضا
عليه الفكرة، وان براميرتس احاله على قاض ايطالي. القاضي الايطالي ابلغ رزق
بأن لبنان يواجه خطر دعوى مضادة بسبب "سلوك حزب الله". وأخبر رزق فيلتمان
بأن طبارة غضب عندما سمع ذلك، منتقدا رزق بسبب إستشارته شخصا من الجانب
الآخر". وبحسب الوثيقة، فإن رزق وافق السفير الاميركي على ضرورة عدم تشجيع
الحريري وطبارة على ملاحقة اسرائيل وعلى انها ربما ستكون خطوة غير مدروسة.
سماحة : لاجراء حوار ثلاثي يسمح بطبخ الحل قبل عرضه على الحوار الوطني
في حوار مع احد الدبلوماسيين في السفارة الاميركية في بيروت يوم
13 تموز 2006 . قال الوزير السابق ميشال سماحة ان اي عملية عسكرية لن تغير
من الواقع اللبناني ، والحوار الداخلي وحده الكفيل باحداث اي تغيير . وقال
سماحة ان حوار ثلاثيا بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس
تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والنائب سعد الحريري سيسمح
بـ"طبخ" الحل قبل عرضه على طاولة الحوار الوطني. لم يوافق سماحة على
النظرية القائلة بأن "الازمة الحالية" اضرت بصدقية النائب ميشال عون ، بل
اصر على ان اللبنانيين لا يزالون بحاجة للبناء على الجسر الذي مده عون نحو
نصر الله. المسألة تكمن في حعل السنة والمسيحيين "يحتوون" حزب الله، لأن
البديل الوحيد في لبنان هو الحرب الاهلية مع الحزب. ووضع كاتب البرقية
ملاحظة مفادها ان سماحة قد يكون يستوحي فكرته عن الحوار الثلاثي من الاتفاق
الثلاثي الذي جمع ثمانينيات القرن الماضي حركة امل والقوات اللبنانية
والحزب التقدمي الاشتراكي والذي ادى سماحة دورا مركزيا.
السنيورة يواقف على نشر قوة دولية في الجنوب بعد تعرضه لضعوط اميركية
في إجتماع يوم 25 تموز 2006 مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان (
06Beirut2569 )، أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد تعرضه لالحاح شديد من
السفير، استعداده لنشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في الجنوب، بدلا من
اليونيفيل، يشمل تفويضها "مسألة نزع سلاح حزب الله". وقال السنيورة انه
سيطلق النداء المذكور خلال مشاركته في مؤتمر روما، يوم 26 تموز. وشدد
السنيورة، بحسب البرقية الاميركية،" على ضرورة ان تحدد الولايات المتحدة
مهمات هذه القوة الدولية بشكل تبدو فيه "ملطفة" داخل لبنا. وقال السنيورة
انه لا يزال بحاجة الى عملية طويلة من الاقناع لضمان اتفاق اللبنانيين على
هذه المسألة. واقترح رئيس الحكومة ان يحاول "القول للجميع" ان من شأن مثل
هذه القوة الدولية، "على سبيل المثال ، المساعدة على توزيع مساعدات انسانية
نحن بأمس الحاجة اليها". كذلك طالب بإدراج قضية مزارع شبعا ضمن رزمة الحل،
لأن من شأن ذلك المساعدة على اقناع الرئيس بري بمسألة القوة الدولية. ودعا
السنيورة الى ممارسة الضغط على ايران وسوريا، العائقين لهذا المشروع، على
حد وصفه.
شتروغر: القصف الاسرائيلي لأحد مواقع قوات مراقبة الهدنة في الخيام متعمد
في البرقية التي تحمل الرقم 06Beirut2475 ( تاريخ 26 تموز 2006 )
شرح مستشار قوات اليونيفيل ، ميلوش شتروغر، لأحد الدبلوماسيين الاميركيين
الاسباب التي دفعت اليونيفيل للاعتقاد بأن القصف الذي تعرض له احد مواقع
قوات مراقبة الهدنة في الخيام يوم 25 تموز كان متعمدا. قوال شتروغر ان
اسرائيل تدرك منذ سنوات طويلة وجود الموقع الذي قتل فيه اربعة مراقبين
دوليين . كذلك فإن الموقع تعرض لضربتين جويتين دقيقتين ومباشرتين. وفي
الايام السابقة ، كانت القوات الاسرائلية قد استهدفت محيط الموقع بالقصف
وانذر قائد اليونيفلي ، الجنرال بليغريني ، الجيش الاسرائيلي بوجود موقع
اممي في المنطقة. من ناحية اخرى ، قال احد الموظفين السياسيين في الامم
المتحدة جورج نصر لدبلوماسي اميركي ( البرقية ذاتها) ، ان ثمة غضبا بين
اللبنانيين على الامم المتحدة وإن بعض اللبنانيين مقتنعون بأن المنظمة
الدولية تطلق الوعود للمواطنين بوجود طرق آمنة للعبور في الجنوب "لكي
يتعرضوا للقصف الاسرائيلي ". وعنونت السفارة الاميركية في بيروت برقيتها
تلك بالآتي :"الامم المتحدة في لبنان تشعر بالضغط من طرفي النزاع.