يوميات عدوان عناقيد الغضب 1996
*اليوم الاول من العدوان : الخميس 11/4/96
وسعت قوات الاحتلال اعتداءاتها ملوحة باسقاط تفاهم "تموز 93" واعلنت واشنطن تأييدها للكيان الصهيوني مبررة سياسة العدو المعلنة والتي رفعت شعار امن بيروت والضاحية مقابل امن مستوطنة كريات شمونة ونهاريا، واعلن المسؤولون الصهاينة حربا مفتوحة ستمتد اياما، وقال رئيس حكومة العدو شيمون بيريز انه اعطى الضوء الاخضر للقيام بعمليات عسكرية. اما وزير الخارجية "ايهود باراك" فقال: لا يوجد مكان في لبنان بمنأى عن هجماتنا. يجب ان نتحرك من اجل ضرب حزب الله واقناع الحكومة اللبنانية بالحاجة الى التحرك ضد حزب الله. من جهة ثانية، امنت واشنطن غطاء سياسيا للعدوان الصهيوني حين اعلن المتحدث باسم البيت الابيض مايكل ماكوري "ان هجمات حزب الله خلقت وضعا اكثر خطورة مما اجبر الحكومة الاسرائيلية على الرد".
على الصعيد الميداني، نفذت الطائرات عشرات الغارات بدءا من الرابعة والنصف فجرا، واستهدفت على التوالي: تلة الكيال في بعلبك، موقعا للجيش اللبناني في صور، السيارات المدنية في منطقة صور، وعددا من القرى الجنوبية. وظهرا قامت المروحيات الصهيونية من نوع اباتشي باطلاق صواريخ موجهة باللايزر على ابنية سكنية في حارة حريك وقرب مستشفى الساحل وادت الاعتداءات الى سقوط شهيدين (شهيدة في الجية تدعى خديجة حرز وشهيد في شحور) والى جرح ثمانية عشر مواطنا، بينهم جنديان في الجيش اللبناني هما الرقيب اول سليم عودة والجندي حسن الحسيني.
*اليوم الثاني من العدوان: الجمعة 12/4/96
بدأ هذا اليوم بحملة تهويل قادها العدو وترجمتها اذاعة العملاء ببث بيانات التهديد للقرى المتاخمة للمنطقة المحتلة. وشملت انذارات الاخلاء اربعين قرية وقبل اربع ساعات من انتهاء موعد الانذار ارتكب الاحلال مجزرة في بلدة سحمر في البقاع الغربي. حيث قصفت مدافع العدو سيارة محملة بالاطفال والنساء والشيوخ الذين حاولوا النزوح الى مناطق اكثر امنا ما ادى الى استشهاد تسعة مواطني وجرح اربعة آخرين، الشهداء هم: الاب حسن منعم (52 عاما) الام عبسة شعشوع (45 عاما) وولدهما واجب (12 سنة) ابتسام يوسف (40 عاما) وطفلاتها الثلاث ريما (3 سنوات) ورنا (12 سنة) ولارا يوسف، غفران كريم (25 عاما) وشهيد اخر تعذر التعرف عليه نظرا للتشوه الذ اصاب وجهه، والجرحى هم: نجوى كريم (23 سنة)، زينب علاء الدين (30 سنة) امير علاء الدين (17 سنة) ونوال حاجي اليوسف (25 سنة).
وطاولت الغارات الصهيونية الجوية اماكن سكنية في بئرالعبد، حي السلم وبئرحسن، كما استهدفت موقعا عسكريا سوريا في منطقة الرمل العالي على طريق المطار. واستشهد ضابط سوري واصيب سبعة جنود آخرين.
وفي محصلة عامة لنتيجة الاعتداءات، فقد تميز هذا اليوم بتكثيف الغارات الجوية التي فاقت الخمسة وعشرين غارة فضلا عن قصف القرى الجنوبية التي تهجر حوالي احدى واربعين قرية منها في حين نزح حوالي مئة الف مواطن من منازلهم ولجأ اكثر من الفين وخمسئة مواطن الى مراكز القوات الدولية في الجنوب.
واستشهد في الاعتداءات ثلاثة عشر شخصا واصيب ثلاثون بجراح.
*اليوم الثالث من العدوان: السبت 13/4/96
لم يهدأ القصف المدفعي الاسرائيلي، وتواصل انهمار القذائف على القرى في حين شملت الانذارات الصهيونية باخلاء القرى مناطق جديدة، وكان الطيران الحربي غائبا نسبيا عن الاجواء بسبب الامطار التي هطلت في هذا اليوم بغزارة ولا سيما في فترة قبل الظهر الا ان المروحيات المعادية لم تغب عن الاجواء في حين استمر ارسال التعزيزات العسكرية الاسرائيلية من مدافع ودبابات وذخائر من الاعيرة الثقيلة. اما الزوارق البحرية، ففرضت حصارا على الشواطئ الجنوبية وخصوصا مرفأي صيدا وصور. واعتبارا من الظهر عاود الطيران الحربي غاراته على القرى في حين اعلن قائد مدفعية العدو انه تم اطلاق 4000 قذيفة حتى اليوم. وحوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا ارتكب العدو مجزرة جديدة بحق الاطفال والنساء حيث استهدفت مروحية غادرة سيارة اسعاف كانت تقوم باخلاء عائلة من قرية المنصوري باتجاه صور وعلى مقربة من مركز تابع لقوات الامم المتحدة واسفر هذا العدوان عن احتراق السيارة بعد اصابتها بصاروخ جو ـ ارض واستشهاد ستة مواطنين كانوا بداخلها، واستطاع سائق السيارة عباس جحا مغادرة السيارة والوصول الى مركز الوحدة الفيدجية الى تلكأت قرابة ربع ساعة عن مد يد المساعدة قبل ان تتحرك ناقلة جند نحو مكان وجود السيارة لنقل الشهداء والمصابين. والشهداء هم: منى حبيب شويخ (35 سنة) زينب عباس جحا (7 سنوات) وشقيقتاها حنين (7 سنوات) ومريم (وهي في الشهر الاول من عمرها) هدوء خالد العقلة (11 سنة) نوخا العقلة (35 سنة). اما الجرحى فهم: يسرى العقلة (35 سنة) فضيلة ماجد العقلة (33 سنة) ناديا الخالد (20 عاما) والباقون من الاطفال وهم منار فادي الخالد (7 سنوات) عايدة الخالد (11 سنة) سحر الخالد (3 سنوات) ومهدي عباس جحا (7 سنوات).
*اليوم الرابع من العدوان: الاحد 14/4/96
العدو الصهيوني وسع اعتداءاته واستمر باستهداف القرى الجنوبية وبلدات البقاع الغربي، كما استمرت الحرب النفسية ضد الاهالي من خلال الانذارات التي كانت توجه بهدف تفريغ المناطق ودفع المواطنين الى النزوح من اجل خلق مشكلة اجتماعية واقتصادية. وعند الظهر وبعد فشل العدو في الحد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا حاول توسيع ضغوطه من خلال استهداف العاصمة بيروت مجددا، فاغار الطيران الحربي على محطة التحويل الرئيسية لتوليد الكهرباء في الجمهور القريبة من الفياضية والقصر الجمهوري في بعبدا وادى العدوان الجوي الى تدمير جزء من المحطة، ثم عادت المروحيات المعادية واستهدفت الضاحية الجنوبية وقصفت مناطق حارة حريك وبئر العبد وطريق المطار. وفي فترة بعد الظهر استهدفت الغارات الجوية منطقة البقاع وقصفت الطائرات جهاز تقوية ارسال تابع لاذاعة المستضعفين ثم عادت وقصفت عامود ارسال آخر في بلدة نحلة ولكن الاذاعة استمرت بالبث، وادت الاعتداءات في هذا اليوم الى استشهاد المواطن عبد خليل الزين من بلدة بافليه وجرح عدد اخر من المدنيين.
*اليوم الخامس من العدوان: الاثنين 15/4/96
تميز هذا اليوم بتكثيف العدو لقصفه مدينتي النبطية وصور لدفع ما تبقى من الاهالي الى النزوح، وذكر ان نحو اربعمئة قذيفة من عياري 155 و175 ملم سقطت على مدينة النبطية وحدها ولم تسلم باقي القرى في الجنوب والبقاع الغربي من القصف العنيف. وكشف المحلل العسكري في صحيفة هآرتس زئيف شيف: ان الجيش الاسرائيلي فشل في تهجير مدينة صور. وقال : انه ليس بهذه السهولة يترك سكان هذه المدينة. وفي تطور تصعيدي بث الجيش الصهيوني بواسطة اذاعة العملاء بيانا قال فيه : انه درس امكانية توسيع عملاته، ومنها مثلا القيام باخلاء منطقة الزهراني ـ الاولي، أي ان يشمل الاخلاء مدينة صيدا.
وابتداء من بعد الظهر قصفت المدفعية الصهيونية بلدات البقاع الغربي ونفذ الطيران الحربي ضد هذه المنطقة تسع غارات القى خلالها اكثر من اربعين صاروخا من عيار خمسمئة والف باوند وصواريخ فراغية، وادت الغارات المتلاحقة الى استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح ثلاثة آخرين. وعاود الطيران الحربي استهداف المنشآت الحيوية المدنية وقصف محطة بصاليم المخصصة لتوزيع الكهرباء على مناطق بيروت، والجبل، الشمال والبقاع، ودمرت المحطة بشكل كامل مما ادى الى فرض نظام تعتيم جزئي على هذه المناطق. كما اغار الطيران المعادي على منزل من طبقتين في المريجة. واحصت مصادر طبية سقوط ثمانية جرحى من جراء الغارة، وليلا استهدفت الغارات الحاقدة منزلا في صغبين في البقاع الغربي مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح زوجته وولديه.
*اليوم السادس من العدوان: الثلاثاء 16/4/96
تواصل العدوان الصهيوني وابتدأ عند الرابعة فجرا حيث شنت مروحيتان انطلقتا من بارجة حربية قبالة شاطئ صيدا غارة على منزل المسؤول الفلسطيني منير المقدح في مخيم عين الحلوة واطلقت اربعة صواريخ اصابت المنزل بشكل مباشر مما ادى الى اصابة ابن المقدح "ايمن" وعمره ثمانية اشهر فضلا عن تضرر اربعة منازل اخرى. من السادسة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر احصي سقوط اكثر من سبعمئة قذيفة وصاروخ من مختلف الاعيرة طالت القرى والجنوبية المختلفة وبلدات البقاع الغربي.
واستمرت اذاعة العملاء ببث البيانات والانذارات وقالت في هذا اليوم ان قوات الاحتلال ستحظر التحرك على الطريق جنوبا وستعتبر أي سيارة تتحرك على هذه الطريق معادية وستتعرض للقصف، مهددة من العودة الى القرى والسماح فقط بالتوجه شمالا. واغارت مروحية صهيونية على سيارة مدنية كانت تنقل جنديين من الجيش اللبناني على طريق البازورية فالتجأ الركاب الى منزل مهجور، وطاردتهم المروحية مطلقة عليهم صواريخها مما ادى الى استشهاد الجنديين واحدهما برتبة رقيب. وظهرا نفذ الطيران الحربي غارات متتالية على بلدة الجميجمة، فدمرت منزلين، واكدت المعلومات ان الطائرات المعادية استهدفت ملجأ في البلدة كان يحتمي به نحو اربعين مواطنا من البلدة فدمر تدميرا كاملا، واستشهد ثلاثة مواطنين هم : عايدة عبادي، فاطمة علي حمزة (25 سنة) فضل عطوي (25 عاما) وجرح عشرة مدنيين آخرين. وعند الثانية بعد الظهر شنت الطائرات المروحية الاسرائيلية غارة على الضاحية الجنوبية اطلقت اربعة عشر صاروخا مستهدفة طرق المطار وحي السلم حيث اصيبت الطفلة اسراء اللقيس (4 سنوات)، كما ادت غارة حاقدة على بلدة تمنين التحتا في البقاع الى استشهاد مواطنة هي سناء الخطيب وتحطيم عدة سيارات، وعند الخامسة، اغار الطيران الصهيوني مرتين على برج قلاويه مما ادى الى استشهاد مواطنة وجرح آخرين.
*اليوم السابع من العدوان: الاربعاء 17/4/96
استأنفت قوات الاحتلال اعتداءاتها في الصباح الباكر، واستهدفت الغارات المتلاحقة منطقة النبطية وطالت واحدة منها منزلا في بلدة عبا فتوجهت سيارات الاسعاف التابعة للهيئة الصحية اليه فقصفتها مروحية معادية ما ادى الى اصابة اربعة مسعفين بجروح. وشاركت الزوارق الحربي الصهيونية في هذا اليوم بالقصف بشكل مكثف، مستهدفة الطريق الساحلي والطرق الرئيسية التي تربط القرى بعضها ببعض، كما استهدفت الطائرات الحربية منطقة الزهراني وطريقها الرئيسي باربع غارات متتالية مما ادى الى قطع الطريق المؤدية الى النبطية. وعصرا اغارت الطائرات المعادية على احياء بلدة قلاويه فدمرت منزل المواطن احمد حسن عليان بالكامل وتضرر نحو عشرين منزلا مما ادى الى جرح ما يزيد عن عشرة مدنيين من آل عليان، كما انقضت مروحية صهيونية على منزل المواطن علي بدران في بلدة الشرقية فدمرته واستشهد صاحبه. وطاول القصف الصهيوني مركزا للكتيبة النيبالية التابعة لقوات الطوارئ الدولية مما ادى الى اصابة جنديين بجروح.
*اليوم الثامن من العدوان: الخميس 18/4/96
هذا اليوم سيبقى تاريخه عالقا في اذهان البشرية لانه شهد ابشع المجازر التي ترتكب في العصر الحديث، ويستحق تسميته بالفعل بيوم المجازر الاسود، وبدأ حوالي السابعة صباحا حيث شنت الطائرات الصهيونية ثماني غارات على مبنى في النبطية الفوقا في حي غندور، واطلقت باتجاهه عدة صواريخ ارتجاجية حيث كانت تلتجىء فيه عائلة حسن العابد فانهارت طبقات المبنى، الثلاث على رؤوس افراد العائلة الذين كانوا نياما فاختلطت اشلاؤهم بركام المبنى واستشهد كل من الطفلة الرضيع "نور" التي لم تكمل اليوم الثالث من عمرها الذي كان قصيرا جدا. الام فوزية خواجا وابنائها لولو (15 عاما) محمد (14 عاما) علي (12 عاما) هدى (10 اعوام) فدى (6 اعوام) مرتضى (4 اعوام) كما استشهد يحيى ابراهيم بصل، ونجا ابراهيم العابد باعجوبة بعد ان ظل رأسه محشورا بين حجرين كبيرين لفترة غير قصيرة، كما اصيبت شقيقته نجود بجراح بليغة. ولم يبق من العائلة سوى الوالد حسن العابد الذي كان خارج المنزل متوجها الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج، ولكنه عاد بعدما علم بما جرى لعائلته في عناقيد الغضب الصهيونية.
ولم يكن رجال الانقاذ قد انهوا عملية نقل الشهداء والجرحى وانقاذ من كان تحت ركام المنزل في النبطية الفوقا، ارتكب العدو الصهيوني مجزرة العصر في قانا وتحت حماية الامم المتحدة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال ثلاثة عنابر من مركز القوة الفيدجية التابعة لقوات الطوارئ الدولية، وكانت تأوي نحو خمسمئة من الاطفال والنساء والعجائز الذين هربوا من بيوتهم ليختبئوا من القصف الصهيوني المجنون ظنا منهم ان مراكز القوات الدولية تحميهم من قذائف الحقد، الا ان العنابر الثلاثة اشتعلت بالنيران بعد اصبتها بقذائف حارقة سقطت مباشرة عليها ما ادى الى استشهاد ما يقارب مئة وستة مواطنين، ولم تعرف هوية ثمانية عشر شهيدا بسبب التشوه الذي حصل بالجثث التي احترقت وتناثرت اشلاؤها. من بين الشهداء سبعة وعشرون شهيدا من آل بلحص من بلدة صديقين، عشرة شهداء من آل برجي من قانا، سبعة اشخاص من آل خليل من جبال البطم، تسع اشخاص من آل ديب من بلدة رشكناناي، ثمانية اشخاص من آل جعفر من صديقين وواحد وعشرون شخصا من عائلة اسماعيل، ومن بين الشهداء ايضا مسيحيتان وافقت المراجع المسيحية على دفنهما مع بقية شهداء قانا.
*اليوم التاسع للعدوان: الجمعة 19/4/96
الطائرات الحربية الصهيونية اغارت صباحا على قرى منطقة صور، فيما طاول القصف مخيم الرشيدية مما ادى الى مقتل مواطن وجرح مواطنة اخرى. وفي هذا اليوم استكملت البحرية الصهيونية بشكل واضح قطع الطريق الساحلية، وركزت قصفها بحوالي اربعين قذيفة على محيط مفترق علمان ـ الرميلة وطريق جسر الاولي ـ المدخل الجنوبي للرميلة وذلك على مدى ثلث ساعة واستمر استهداف الطريق المذكور في كل مرة تتوجه فيه سيارة مدنية نحو الجنوب.
*اليوم العاشر من العدوان: السبت 20/4/96
تجدد القصف الصهيوني في هذا اليوم بعدما شهد تراجع ملحوظا في اليوم الذي سبقه، وتكثف من البوارج في عرض البحر، مستهدفا الطريق الساحلية بدءا من شمالي جسر الاولي، واستمر القصف بمعدل قذيفتين كل خمس دقائق طوال فترات النهار، واسفر عن جرح ثلاثة مواطنين واحتراق سيارة وتدهور اربع سيارات.
وعند الرابعة والنصف فجرا بدأ القصف بتقطع على مناطق جبشيت وعدشيت وحاروف وشقرا التي دمر احد منازلها على سكانه وهم عائلة ابو جعفر مرة، وعند السابعة والنصف صباحا شنت الطائرات الحربية والمروحيات الصهيونية ثلاث غارات على قرى المعلية والحنية والقليعة في صور مما ادى الى سقوط اربعة شهداء وعدد من الجرحى.
كما كثف الطيران الحربي الصهيوني غاراته على القرى والطرق الرئيسية مانعا قوافل من المساعدات الغذائية، حاولت شاحنات تابعة لقوات الطوارئ الدولية ايصالها للمدنين في القرى الذين رفضوا مغادرة منازلهم وظلوا صامدين رغم الوحشية الصهيونية. ولم تسلم أي قرية من هذا اليوم من الغارات الحاقدة والتي طالت حاجزا للجيش اللبناني في بلدة المنصوري مما ادى الى استشهاد الرقيب اول علي دياب من البرج الشمالي والمجند حسين رمو من بعلبك، كما جرح كل من الرقيب اول منير الحايك (من الشمال) والرقيب اول عبدالله محسن (من عيتيت) وجندي ثالث، كما احترقت سيارة مدنية كانت بالقرب من الحاجز.
*اليوم الحادي عشر من العدوان: الاحد 21/4/96
العدو الصهيوني الذي اخفق في الحد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا على مستعمراته واصل شن غاراته الحاقدة على المدنيين وقصفه التدميري للقرى والمساكن. وادت رمايات رشاشة ثقيلة على بلدة حبوش الى جرح المجند في الجيش اللبناني عباس حيدر جابر، واصابت قذيفة من بارجة صهيونية سيارة مدنية اثناء مرورها على الطريق الساحلية، كما احترقت سيارة اسعاف كانت تحاول سحب السيارة المدنية المصابة، وعلى الرغم من التحذيرات الصهيونية قام مواطنون بالعبور باتجاه الجنوب سباحة، ومنهم من تسلق خط سكة الحديد الذي يمر فوق النهر لجهة الاولي ومدخل علمان شرقا.
واغارت طوافتان حربيتان على شقرا، واستهدفتا منزل ابورضا صالح حيث تواجد عدد من المسنين، واصيب المواطنان عبدالهادي صالح (90 عاما) وابنته علويه (65 عاما) بجروح، ونجا الآخرون الذين تم انتشالهم من تحت الانقاض. وعند الثالثة بعد الظهر اغارت الطائرات المعادية على سيارة مدنية على طريق عدشيت مما ادى الى اصابة خمسة مدنيين بجراح كانوا بداخلها، وهم علي خضر جمعة، عباس ضيا، نجيب اخضر، يوسف دياب ورباح ياسين.
*اليوم الثاني عشر من العدوان: الاثنين 22/4/96.
كان لبنان في هذا اليوم ينفذ حدادا عاما على ارواح شهداء المجازر الصهيونية، في حين صعد العدو اعتداءاته وشن سبع غارات فجرا على بلدة السلطانية، ثم عاد الطيران الحربي واستهدف خزان البلدة صباحا وهو يغذي عشرات القرى في القطاعين الاوسط والغربي بمياه الشرب. كما استهدف جسر الفوار الواقع بين الحلوسية وبدياس باربع غارات مما ادى الى تدميره كليا.
وعاودت البوارج في عرض البحر استهداف منطقة الاولي بقذائفها الثقيلة مما اسفر عن اصابة ست مواطنين بجروح، كما ادى القصف على طريق الزهراني ـ عدلون الى اصابة سيارة مدنية بشكل مباشر واستشهاد صاحبها فضلا عن اصابة المجند كامل مرة بجروح. وحاصرت الغارات الصهيونية والقصف المدفعي قافلة لقوات الطوارئ الدولية كانت تنقل مواد غذائية الى المواطنين في بلدة كفرا وجوارها، ولم تستطع القافلة الوصول الا بعد ساعات. وعند الثالثة عصرا، شنت الطائرات غارات على مدى ساعة ونصف بمعدل غارة كل سبع دقائق، مستهدفة مراكز انسانية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في تلال الناعمة، والقت الطائرات المغيرة نحو ثلاثين صاروخا.
*اليوم الثالث عشر من العدوان: الثلاثاء 23/4/96
استأنفت المدفعية الصهيونية الثقيلة قصفها للقرى في الجنوب والبقاع الغربي، فيما واصل البوارج الحربية استهداف السيارات العابرة على الطريق الساحلية واصيبت احداها على جسر الاولي، مما ادى الى جرح ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها هم : موفق السيد، عمر دالي وثالث من آل البابا، وركزت هذه البوارج قصفها بالخصوص على خط الزهراني من خيزران الى عدلون وابو الاسود فتوقف السير كليا على هذا الخط.
وادت غارة مروحية معادية على بلدة السماعية الى جرح المواطن حسن خليل في حين اسفر القصف على بلدات خربة سلم، ياطر والمنطقة بين محرونة وجويا الى جرح المواطن محمود قناع. وبعيد منتصف الليل شن الطيران المعادي ثلاث غارات على بلدة معروب مما ادى الى قطع الطريق المؤدية الى قرى بنت جبيل في القطاع الاوسط.
*اليوم الرابع عشر من العدوان : الاربعاء 24/4/96
السابعة والنصف صباحا نفذت الطائرات الحربية سلسلة غارات على قرى منطقة صور، واستهدفت احدى الغارات منزل المواطن علي حسين بزيع في بلدة زبقين مما ادى الى تدميره كليا، وتعمدت الطائرات استهداف الطرق الموصلة بين البلدات، في سياسة عدوانية جديدة تهدف الى تقطيع اوصال الرقى وفصلها بعضها عن البعض الاخر.
وفي منطقة البرج الشمالي، سقط الطفل زياد نادر السيد علي (3 سنوات) من الطبقة الثالثة من احد المباني من جراء الضغط الذي احدثه الطيران الحربي لحظة اختراقه جدار الصوت على علو منخفض، وتوفي الطفل على الفور.
وخلال فترة بعد الظهر وحتى ساعات المساء، شن الطيران الحربي والمروحي الصهيوني احدى واربعين غرة على القطاعين الغربي والاوسط ومحيط مدينة صور، واكثر من اثنتين وعشرين غارة على محيط مدينة النبطية، وادى القصف على بلدة القليلة الى جرح شخصين، وعلى بلدة ارزون الى اصابة المواطنة فوزية الحسيني بجروح، كما استهدف القصف الصهيوني مرة جديدة خزان المياه بلدة السلطانية.
*اليوم الخامس عشر من العدوان: الخميس 25/4/96
واصلت قوات الاحتلال استهداف الطرق الرئيسية والفرعية بهدف قطع التواصل بين القرى واستخدمت الصواريخ الضخمة التي تؤدي الى احداث حفر ضخمة في الطريق. وبنتيجة هذه العملية قطعت الطرق التالية: طريق جبال البطم ـ كفرا، طريق صديقين ـ قانا، طريق السلطانية ـ تبنين، طريق ديرانطار ـ بئر السلاسل، طريق حناويه ـ عين بعال وطريق مزرعة مشرف ـ محرونة.
الغارات الجوية التي استأنف الطيران الصهيوني القيام بها ادت في ياطر الى جرح اربعة مواطنين، نقلتهم ناقلة جند نيبالية الى مستشفى تبنين في حين اصيب مواطن بجروح على طريق جسر الاولي في انفجار قذيفة من بارجة حربية، وظهرا عاود الطيران المروحي استهداف بلدة ياطر مستهدفا منزل المواطن ابراهيم امين كوراني مما ادى الى تدميره كليا واصابة تسعة مدنيين كانوا بداخله. ومن بين الجرحى الطفلان امين وحسين كوراني. وحاول العدو التعويض عن فشله في الحد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا، فاستهدف مركزا للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في البقاع، واصابت الغارات الية عسكرية وجرافة وصهاريج محروقات وثلاث خيم لرعاة من البدو، واصيب في الغارة خمسمئة قفير للنحل وصهريج مياه.
*اليوم السادس عشر من العدوان: الجمعة 26/4/96
استأنفت مدفعية العدو وطيرانه الحربي عملياته في قطع الطرق واستهداف طرق كفرا ـ جباع في اقليم التفاح وطريق جبشيت ـ عدشيت ـ وادي جيلو، وسقطت حوالي سبعين قذيفة من العيار الثقيل على الابنية في حي كسار واطراف حي البياض في النبطية، حيث كان يختبىء نحو مئة مواطن، مما اسفر عن اشتعال حرائق لم يستطع رجال الدفاع المدني اخماده بسبب تواصل القصف الصهيوني مما ادى الى اصابة عدد من المدنيين بحروق وحالات اغماء.
وفي فترة بعد الظهر عمدت بارجة حربية الى الاقتراب من الشاطئ في وقت كانت السيارات مزدحمة على الطريق الساحلي بعدما توقفت عن استهدافه، وفاجأت البارجة المواطنين بقصف غزير استمر نحو نصف ساعة اطلقت خلالها نحو اربعين قذيفة مما ادى الى تدافع السيارات الى اصطدم بعضها ببعض، ونجا ركابها باعجوبة. ولدى سريان انباء عن وقف لاطلاق النار سارعت حوالي الف عائلة بالعودة الى مشغرة وعين التينة ويحمر وزلايا في البقاع الغربي، الا ان العدوان الصهيوني استمر، وتعرضت شقرا لقصف مدفعي مما ادى الى استشهاد المواطن حسين محمد سلمان في وقت لم يغب الطيران الحربي عن اجواء الجنوب. وليلا اختتم العدوان اعتداءاته بشن غارة على مزرعة الدواجن في خراج بلدة المالكية، ورافقها قصف مدفعي استمر متقطعا الى حين الاعلان الرسمي عن وقف اطلاق النار والاعلان عن تفاهم نيسان.