مجزرة مجدل زون 17/نيسان/1996
مجزرة مجدل زون 17/04/1996
كان معظم سكان قرية مجدل زون الواقعة على خط الجبهة هربوا خوفا خلال الاسبوع الاول من عملية "عناقيد الغضب". لكن بعضهم التجأ إلى قاعدة قوة حفظ السلام الدولية هناك، التي تمركز فيها جنود نيباليون طيلة 12 سنة. وكان 60 من المدنيين يحتمون داخل المجمع عندما تعرض إلى القصف المدفعي في 17 نيسان، وكانت معجزة حقا ان احدا لم يقتل. وسرد الضابط المسؤول عن القاعدة الكولونيل "رانا دوج ليمبو" الاحداث التي سبقت الهجوم. وابلغني انه في 14 نيسان "كان هناك قصف كثيف حول القرية، ولحقت اضرار بالمنازل والطرق". وفي 15 نيسان جاء صحافيون لتفقد الدمار وكانوا على متن قافلة من السيارات التابعة للامم المتحدة وسيارات خصوصية.وتعرضت القافلة إلى "اطلاق نار عن قرب" من مدافع عيار 155ملم. وفي 16 نيسان تعرض الطريق إلى مجدل زون إلى القصف على مساحة حوالي كيلومتر شمال غربي القاعدة، وتسبب في قطع الطريق اليها.
وفي اليوم التالي حاولت قوة دولية تضم مهندسين بولنديين وجنودا نيباليين ان تفتح الطريق، ووصلت إلى المكان على متن ناقلة جند مصفحة يرافقها باص صغير من طراز "تويوتا". وفي حوالي الساعة 11.00 صباحا، بعدما تمكن جنود حفظ السلام من ردم حفرتين نجمتا عن سقوط قنابل وازالوا الحطام عن حوالي 700 متر من الطريق، القت طائرة مقاتلة "اسرائيلية" قنبلة على مسافة 150 مترا شمال الموقع الذي كانوا فيه. وواصلوا العمل لمدة نصف ساعة اضافية، لكن غادروا المكان عندما انفجرت قذائف اطلقتها دبابات او مدفعية على مسافة 200 مترا امامهم.
وبعد ذلك بعشر دقائق، تعرضت القاعدة نفسها إلى قصف مباشر، واصابتها 8 قذائف. وكانت نوعية القذائف تشبه ما سقط في اليوم التالي على قانا: نصفها من النوع الذي ينفجر في الهواء فوق الهدف بدل الانفجار على الارض. وكانت هذه القذائف هي التي انفجرت قرب المباني المصنعة مسبقا التي كانت تضم مطبخ المعسكر وغرفة الجلوس، ملحقة بها اضرارا جسيمة، وفوق طرق داخل القاعدة، كما لحقت اضرار بحمامات وبرج حراسة وخزان مياه. واضاف الضابط المسؤول عن القاعدة ان "قذائف اخرى كثيرة سقطت على مقربة من المكان، ولم نشر اليها في تقريرنا".
ولم تكن هناك عند وقوع الهجوم، حسب الكولونيل ليمبو، أي تحركات عسكرية لمقاتلين في المنطقة ولم تطلق أي صواريخ كاتيوشا. وقال ان "معظم نشاط المقاومة تركز في ياطر"، وهي قرية اخرى على خط الجبهة على مسافة حوالي 10 كيلومترات إلى الشرق. كما لفت إلى انه لم يكن هناك أي اشعار مسبق بالقصف من الجانب "الاسرائيلي" قبل الهجوم، بخلاف الاسلوب المعتاد المعمول به. وفي اليوم التالي، لم تتلق قاعدة قانا ايضا أي اشعار بالقصف.
وقال لي الكولونيل ليمبو اثناء تجوالنا في المجمع: "لا يمكن ان يكون الامر مجرد خطأ. انهم يعرفون هذه القاعدة. انها احدى قواعد قوة حفظ السلام الدولية الاقرب إلى مواقع الجيش "الاسرائيلي". ربما حدث (الهجوم) لاننا كنا نؤوي مدنيين ولم يستحسنوا ذلك". ولفت إلى ان يارين، وهي "موقع رئيسي لاطلاق النار" خلال "عملية عناقيد الغضب"، كانت لا تبعد اكثر من خمسة كيلومترات، قرب الحدود "الاسرائيلية"، وان موقعا آخر للجيش "الاسرائيلي" كان يبعد اقل من كيلومتر عن القاعدة. واشار إلى ان الطقس كان صحوا عندما وقع الهجوم واطلق جنود حفظ السلام، اثر سقوط القذيفة الاولى (قنبلة دخان)، ثماني اطلاقات انارة حمراء. وقال ان "هذا اجراء عادي عندما نتعرض إلى هجوم بامكانهم ان يشاهدوا القنابل المضيئة من يارين، واضاف ان القنابل المضيئة لم توقف الهجوم، واستمر اطلاق النار على القاعدة لمدة تراوح من خمس إلى سبع دقائق. وبخلاف الوضع في قانا، حيث استخدمت نيران غير مباشرة، كان مجال الرؤية في اتجاه مجدل زون واضحا بالنسبة إلى المدفعيين القريبين.