وطلبت إذاعة "صوت إسرائيل" وإذاعة الجيش "تساهال" إلى السكان التحقق من الملاجىء تحت شعار "لتكون محميا عليك أن تتحصن"، كما طلبت إلى السكان الإحتماء في الملاجئ والغرف المحصنة، والإبتعاد عن المنشآت العامة والثكن العسكرية، ومؤسسات الدولة ومراكز الشرطة، وستطلق صفارات الإنذار صباح الثلاثاء المقبل، في كل أنحاء إسرائيل، من الجليل شمالا حتى النقب جنوبا، في المؤسسات العسكرية والرسمية، ودور العبادة والمصارف، ومحطات الباصات ووسائط النقل، والموانئ والمطارات، والمدارس والمستشفيات والأحياء السكنية والشوارع الرئيسية في المدن وفي المستعمرات الحدودية الشمالية والجنوبية، في الجليل والجولان وفي محيط الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعلى خط مواز لمواكبة مناورات الجبهة الداخلية، كثفت قوات الاحتلال نشاط دورياتها المؤللة في مواجهة القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، إمتدادا من مستعمرتي مسكاف عام المطلة غربا، وحتى الغجر ومزارع شبعا شرقا، وانتشرت عناصر عسكرية إسرائيلية بآلياتهم العسكرية عند تخوم السياج الشائك، في وقت وضع حزب الله مقاتليه في حال الجهوزية، واستنفر الجيش اللبناني قواته على الحدود، في إجراء إحترازي وقائي لمواكبة التطورات، وذلك بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل" المعززة، التي سيرت دورياتها المؤللة على مختلف محاور القطاع الشرقي، وحلقت طوافة دولية فوق ما يسمى "الخط الازرق"، إنطلاقا من الناقورة وحتى الهضاب الغربية لجبل الشيخ، لمنع أي خرق.
وعلى الرغم من إعلان بدء المناورات الإسرائيلية، فإن الحركة لم تتأثر على جانبي الحدود، حيث خيم الهدوء والسكون، وبدا وكأن هذه المناورة التي تم تضخيم الإعلان عنها والتحضير لها هي "مناورة صامتة"، حيث لم تسمع صفارات الإنذار، أو هدير محركات الآليات الثقيلة، وصوت الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية، أو حتى صدى طلقات الرشاشات أو القصف المدفعي، وانصرف السكان في المستوطنات الشمالية إلى مزاولة أعمالهم كالمعتاد، في البساتين والحقول المحيطة، وبدت الحركة عادية جدا في براد توضيب التفاح والفاكهة الكبير شمال مستوطنة المطلة والقريب من السياج الشائك، وسارت الحركة بشكل طبيعي في الشارع الرئيسي للمستوطنة وفي المستوطنات القربيبة في آبل القمح وكفار جلعاد وتل حاي والمنارة ومرجليوت وعاصمة الشمال مدينة كريات شمونا، ولم يظهر للجانب اللبناني ما يؤشر إلى إعلان حال تعبئة في صفوف السكان، وكأن شيئا من هذه المناورات لم يحصل.
أما في الجانب اللبناني، فالحركة كانت طبيعية جدا رغم تنبه السكان إلى أخطار محتملة جراء هذه المناورات غير المسبوقة، وقدانهمك المزارعون اللبنانيون بمواصلة حراثة أرضهم القريبة من الشريط الشائك وزراعتها، فيما سرح الرعاة بقطعانهم في المراعي المتاخمة للخدود غير عابئين بالتحذيرات. ميدانيا، قوات اليونيفيل كانت في ذروة إستعداداتها العسكرية، تحت التدبير الوقائي "الأصفر" زائد (yellow plus)، حيث سيرت دورياتها المؤللة على طول الخط الأزرق، وارتدى عناصرها الخوذ المعدنية والدروع الواقية وهم بكامل الجهوزية القتالية.
وحلقت طوافة دولية في أكثر من طلعة على طول الحدود، وقامت بجولات عدة فوق المناطق القريبة من خطوط التماس، وراقب فريقها باهتمام بالغ الحركة على جانبي الحدود الفاصلة، بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني الذي أعلن حال الإستنفار والجهوزية القصوى في مختلف المناطق اللبنانية، تحسبا لأي خرق او اعتداء إسرائيلي، تنفيذا لقرار القيادة، وتابع ضباطه وعناصه والأجهزة الأمنية التطورات في نقاط إنتشاره وعلى الحدود، على مدار الساعة، وسير الدوريات المؤللة والراجلة.