"اسرائيل" اقامت 103 مواقع سيطرت على الجنوب بنيرانها
المصدر: المستقبل 10 حزيران 2000
الملخص: مثل الصحن تبدو قريتنا من فوق "قالت حسناء فقيه وهي تشير إلى الموقع الذي كانت تتمركز فيه قوات الاحتلال في علي الطاهر،المشرف على بلدة كفرتبنيت .
ومثل الصحن تظهر كل النقاط الاستراتيجية والقرى والبلدات الجنوبية من 103 مواقع استراتيجية كانت تنتشر في مختلف المناطق التي كانت خاضعة للاحتلال الاسرائيلي الذي حولها من مقامات روحية او منازل وقصور إلى نقاط عسكرية زرعت من حولها الالغام وحصنتها بالدشم والتقنيات لحماية عناصرها باكلاف باهظة حتى ان كلفة تحصينات موقع الرادار وحده بلغت 240 مليون دولار كما افادت مصادر لـ "المستقبل".
كيف بدت هذه المواقع بعدما انسحبت منها قوات الاحتلال وماذا يقول عنها اصحابها واهلها والجيران.
رباح شريف جار لموقع الدبشة المشرف على مدينة النبطية وبلداتها، يقول "بنيت منزلي المطل على موقعي الدبشة وعلي الطاهر، وثكنة الجيش المهجورة في النبطية عام 1985. وقد تعرض منزلي للقصف عدة مرات. ونجت عائلتي من الموت حين اصيبت غرفة النوم بصاروخ".
وعن موقع الدبشة المواجه تماما لمنزله يقول "انه جبل عال عملت الجرافات "الاسرائيلية" على حفره ومحصن بمراكز وملاجئ تحت الارض".
موقع الدبشة كان هدفا لعمليات المقاومة لكونه موقعا اسرائيليا يشغله جنود "اسرائيليون" لذا بعد قصفه من الطيران المعادي فور الانسحاب منه، لوحظ ان الاهتمام بتحصينه كان بنسبة عشرين مرة اكثر من موقع علي الطاهر الذي شغلته الميليشيات المتعاملة.
وعلمت "المستقبل" ان موقع الدبشة احتاج إلى 4 اطنان من الـ ت.ن.ت لنسفه، بعد ان كانت القوات "الاسرائيلية" قد حصنت سقف ساحته بالباطون المسلح وانشأت ممرات خاصة لجنودها الذين حدد عددهم في الموقع بخمسين عنصرا.
اما ابرز العمليات التي حصلت على هذا الموقع فكانت في العام 1995 وجرى خلالها رفع علم حزب الله فوقه.
علي الطاهر
اصيب ولدان من ابناء حسناء فقيه بعد ان اطلقت عليهما النار من موقع علي الطاهر، ومنزل فقيه يواجه الموقع الذي كان في الاساس مقاما يجلب الطمأنينة إلى نفوس اهالي المنزل قبل ان يتحول موقعا عسكريا يرعب جيرانه.
تذكر فقيه ان المقام كان عبارة عن غرفة بمساحة 20 مترا مربعا تعتليها قبة. وكان الاهالي يقصدونه للصلاة او لقضاء نذر، ولم تزر فقيه الموقع او المقام بعد الانسحاب منه، ولكنها نقلت عن زائريه الاوائل انهم رأوا فيه سجادا للصلاة، وهذا ما يشير إلى ان بعض عناصر الميليشيات كانوا يؤدون الصلاة فيه.
سجد
إلى موقع السويداء و"صحنه" بلدة عربصاليم التي عانت سنوات طويلة من اشراف هذا الموقع عليها، فقصفت مدرستها وجرح طلابها وقتل عدد من ابنائها، ومنه إلى موقع الطهرة. فسجد الموقع المشرف على اقليم التفاح والذي تعرض لعدة عمليات اقتحام وانسحبت منه قوات الاحتلال قبل الانسحاب من الشريط بثلاثة اشهر. وكان الموقع شهد اول عملية اقتحام من المقاومة الاسلامية في عملية بدر الكبرى عام 1984.
وقبل امتار قليلة من الموقع، تحذرك بقايا سيارة "اوبل" محروقة في انفجار لغم، من الاقتراب من الموقع، ويؤكد ضابط في فرقة الهندسة التابعة للجيش اللبناني ان اللغم اودى بحياة سائق السيارة وسيدتين كانتا معه. فالموقع كما احياء القرية المدمرة مزنر بالالغام بالكامل خوفا من عمليات المقاومة. وهذه الالغام نوعان: فردي ومضاد للاليات، لفردي كما يفيد احد العسكريين يتصل بلغم الدبابة حتى ينفجر معه فقضي على المجموعة المرافقة للشخص الذي انفجر فيه اللغم الفردي.
منتهى الاجرام ومنتهى الحرص والخوف والحماية من عمليات المقاومة، يقول احد ابناء سجد يوسف شبانة، هذا بالاضافة إلى التحصينات والدشم التي يخبرنا مصدر عسكري ملم في المقومة ان كلفتها تفاوتت بين موقع "اسرائيلي" وآخر لتبلغ في حدها الاقصى 240 مليون دولار في موقع الرادار و160 مليون دولار في موقع قلعة الشقيف وفي حدها الادنى 40 مليونا.
ويكشف المصدر ان موقعي الرادار والعيشية كانا يحتويان على ملاجئ خاصة ضد الاسلحة الكيميائية ويقول "بلغ ارتفاع سقف الدعم لغرفة نوم عناصر قوات الاحتلال في موقع الرادار 35 مترا وهذه الملاجئ مزودة بتقنيات تحافظ على الهواء فيها لمدة ستة ايام".
ويلفت المصدر إلى اهمية مولدات الكهرباء في مواقع الاحتلال فيقول "لم يكن الاعتماد ابدا على كهرباء الدولة بل على مولدات خاصة تتيح انارة محيط الموقع كما تتيح القضاء على الرطوبة في الملاجئ".
العيشية
في موقع العيشية المشرف على حاصبيا والمناطق المحيطة بها، تظهر بقايا الغام وعبوات وبرج حماية يتحرك على الكهرباء من دون حاجة إلى عسكري اضافة إلى شريط حديدي يلف الموقع بهدف منع الصواريخ. والموقع "اسرائيلي" يحتوي على ملاجئ ضد الاسلحة الكيميائية. "التجوال فيه خطر" يقول احد الامنيين المكلفين حراسته. يمتلك الفنان منير كسرواني، ابن العيشية، نصف اراضي الموقع، وقد عاد اليها فور الانسحاب، ويقول "المساحة بكاملها ستة آلاف متر مربع، منها ثلاثة آلاف لعائلتي. واذكر انها كانت مزروعة باشجار مثمرة اضافة إلى اشجار الزيتون والتين والخوخ وجاءت قوات الاحتلال فجرفت الاشجار امام عيني والدي، وقطعت الثمار وشيدت دهاليزها الشيطانية ودشمها وتحصيناتها في منازل ثلاث عائلات من آل رزق من جزين".
ويضيف : "سأعمر من جديد في هذه الارض وسأزرعها لانها تطل على جبل عامل، ارض النضال".
اما طانيوس ابوخير صاحب المنزل المجاور للموقع فيقول "آل رزق هجروا من منازلهم الثلاثة، وجاء "الاسرائيليون" فسكنوا فيها ثم اقاموا تحصينات ودشما وملاجئ تحت الارض".
وعن معاناة عائلته خلال فترة الاحتلال يكتفي بالقول "ارتحنا وارتاحت نفسيتنا".
الريحان
من العيشية إلى الريحان حيث يتجاوز موقعا الاحتلال والميليشيات فيها، وتبلغ مساحة الموقع الاسرائيلي 6 دونمات من دون السواتر والدشم. وشيد الموقع على منازل لآل وهب.
وعلق علي وهب على ما رآه من منزله في الموقع بعد التحرير "وجدت حفرة تتجاوز الـ 30 مترا، ولم اجد أي اثر يتصل بالمنزل".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتمدت موقع الريحان كمقر لقيادة سرية تابعة للواء غولاني وتضمن حقلا للرماية ووكرا للمنشآت العسكرية.
ولم يكن يسمح لاهالي الريحان الاقتراب من الموقع، حتى ان سيدة ردت "ان قوات الاحتلال كانت تطلب من المواطنين عدم الاقتراب من أي دورية والابتعاد مسافة 50 مترا، وتأمر من يحمل "زوادة" ان يرميها في حال صودف مرورهم بالقرب منه".
صورة المواقع "الاسرائيلية" في الجنوب تعكس تماما حالة الرعب والخوف التي كان يعيشها جنود الاحتلال في القرى والبلدات المحتلة. وهذه الحالة جعلتهم يدفعون ملايين الدولارات لتحصين مواقعهم وجرف الاشجار من حولها وزرعها بالالغام لحماية انفسهم، ومع ذلك كان المقاومة تصل اليهم وترفع اعلامها في مواقعهم، ثم تعود على الرغم من دبابات "الميركافا" والالغام والتحصينات.
المواقع التي كانت تابعة للميليشيات
ثكنة مرجعيون (مركز قيادة ميليشيا العملاء)، معسكر المجيدية (مركز تدريب) معتقل الخيام، اذاعة "صوت الجنوب"، موقع الشلعبون (قوة خاصة).
فوج المدفعية: مربض طيرحرفا، مربض محيبيب، مربض ابوقمحة، مربض عين تغرا (تم الانسحاب منه عند الانسحاب من جزين).
موقع تل النحاس (مركز قيادة اللواء الشرقي)، موقع الدمشقية (مركز قيادة الفوج الـ 90)، موقع الطهرة، موقع حزقين، معبر كفرتبنيت، ثكنة الريحان (مركز قيادة الفوج العاشر)، موقع بئركلاب، موقع سجد، موقع قفا الخربة، ثكنة عرمتى، موقع كفرحونة، معبر عرمتى، ثكنة زغلة (مركز قيادة الفوج الثلاثين) وهي في الاساس قصر للوزير انور الخليل، موقع زمريا، موقع الاحمدية، موقع شويا، موقع عين قنيا، موقع الماري، معبر زمريا، موقع الحردون، (مركز قيادة الفوج الـ 18)، موقع البياضة موقع الحمرا، موقع شيحين، موقع يارين، موقع الناقورة (المرفأ) معبر الحمراء، موقع شمع، موقع الجاموسة (مركز قيادة الفوج الثمانين) موقع بيت ياحون، موقع برعشيت، موقع حميد، موقع رشاف، ثكنة الحمصية، موقع بعليا، موقع الرادار، موقع الزفاتة، موقع القوزح، موقع بيت ليف، موقع حداثا، معبر بيت ياحون، ثكنة مركبا (مركز قيادة الفوج السبعين) موقع حولا، مرج حولا، موقع الصلعة، موقع المثلث ودير سريان، موقع مشعرون، موقع تل حارون، موقع القنطرة، حاجز مركبا، موقع المحيسبات.
مواقع تم الانسحاب منها مع الانسحاب من جزين: ثكنة جزين (مركز قيادة الفوج العشرين) موقع انان، موقع تومات نيحا، موقع كروم الارز، موقع روم، موقع الردوم، موقع ضهر اوبر، معبر باتر، موقع النبي ميشا، معبر كفرفالوس.
المواقع التي كانت تحتلها القوات "الاسرائيلية"
ثكنة مرجعيون، موقع برج المشيرفة، موقع الرادار، موقع رامية، موقع بلاط، موقع بركة ريشا، موقع زرعيت، ثكنة الـ 17 (بنت جبيل)، موقع رميش، موقع ومعبر المالكية، موقع الدواوير، موقع العباد، موقع مسكاف عام، موقع العزية، مركز ارتباط الفوج السبعين في مركبا قرب مركز قيادة الفوج السبعين، موقع قلعة الشقيف، موقع الدبشة، ثكنة العيشية، ثكنة الريحان، موقع دبين.
مرابض المدفعية:
مربض الضهيرة، مربض تل يعقوب، مربض المطمورة، مربض يارين، مربض ظهر العاصي، مربض الزفاتة، مربض الشريفة، مربض ابل السقي.