تقرير المنظمة الدولية لحقوق الانسان عن الميليشيات ودور "اسرائيل"
المصدر: المستقبل 4/6/2000
الملخص: نشرت صحيفة "معاريف" "الاسرائيلية"، في ملحقها الاسبوعي بتاريخ 26/5/2000 ملخصا لتقرير مبعوثة "المنظمة الدولية لحقوق الانسان" ( HRW) (Human Rights Watch) في الشرق الاوسط وقد كتبت الملخص الصحافية "الاسرائيلية" باعز غاؤون، وقالت انه يجب ان "يقرأه كل "اسرائيلي"". تقول الكاتبة ان مندوبة المنظمة، فيرجينيان شاري، زارت بيروت قبل نحو اسبوعين، لعقد "اجتماعات متكررة مع عائلات لبنانية سبق ان اجتمعت بها في زيارتها السابقة قبل نحو سنة، حيث كتبت خلالها التقرير الخطير عن اعمال "جيش لبنان الجنوبي" في "قطاع الامن" (الشريط المحتل كما يسميه لبنانيون ونشيطو حقوق الانسان) بين السنوات 85 إلى 99.
وقبل نحو اسبوعين نشرت HRW تقريرا موجزا للصحافيين هدفه تزويد وسائل الاعلام العالمية بآخر المستجدات المتعلقة بحقوق الانسان في لبنان استعدادا للانسحاب المتوقع. هدف الملخص هو التقرير بان المنظمة نجحت في تدقيق واثبات "خروقات بارزة لميثاق جنيف" ، نفذت في جنوبي لبنان في السنوات الاخيرة.
وعلى الرغم من ان ملخص التقرير موجه إلى "الاسرائيليين"، ويشدد على ضرورة حماية افراد "جيش لبنان الجنوبي" لكنه يشير تماما إلى المسؤولية الاخلاقية والادبية لـ"اسرائيل" عن تصرفات جيش لبنان الجنوبي، في سجن الخيام مثلا. وكالعادة ""اسرائيل" بريئة من دم يعقوب" و"جيش لبنان الجنوبي" هو الهمجي وليس "اسرائيل". دائما كان الاحتلال "الاسرائيلي" "متنورا" ولا علاقة به بمجازر صبرا وشاتيلا، ولا بطرد العائلات وقتل المدنيين في الجنوب اللبناني.
ربما يجد البعض في نشر هذا التقرير فتحا لصفحة يجب ان تطوى، او نكأ لجراح يجب ان تندمل. والحقيقة ان هذا يشبه النعامة التي تضع رأسها في الرمل. صحيح ان "جيش لبنان الجنوبي" اداة في يد الاحتلال "الاسرائيلي"، لكن ما الذي يفرض عليه ان "يكون اسرائيليا اكثر من "الاسرائيليين"".
صحيح ان سياسة الانتقام في جنوبي لبنان مرفوضة، لاننا لا نريد تهجير اهلنا الابرياء بجريرة العملاء، لكن التغاضي عن الموغلين في عمالتهم، والقول عفا الله عما مضى، هو تشجيع لاعمال الخيانة وقهر للذين عانوا من اولئك العملاء، ودفعا لهم للانتقام بايديهم، بدل العدالة.
ينطوي هذا التقرير على نماذج محدودة من عمليات الطرد والتعذيب وهي نماذج تثير القشعريرة، فاذا وجد من يقول فلننسى ذلك، فانه يشجع بشكل مباشر العملاء، وغيرهم لعدم المبالاة، حيث سيجدون من "يرأف بهم في هذا الوطن" لاي سبب كان.
بدل ان تمارس "اسرائيل" التعسف مباشرة اوجدت من يشكل غطاء لها، تختفي وراءه وتعلق على حباله "غسيلها القذر". لعله من المنطقي التمييز بين مستويات في "جيش لبنان الجنوبي" سابقا. مستوى الجنود العاديين المجبرين على الخدمة، بسبب الاكراه او الحاجة، وبين ضباط ومسؤولين كانوا يعرفون ماذا يفعلون.
لكن محاكمة الجميع هي درس لجميع افراد الشعب اللبناني بعدم خدمة عدوه مهما كلف الامر، وان انسياقه وراء عدو بلده سيكلفه ثمنا معينا ورادعا.
اخيرا تقول منظمة الدفاع عن حقوق الانسان ان "السلام غير العادل ليس سلاما". هذه المنظمة التي تقول هذا الكلام لن تجرؤ عل ادانة "اسرائيل" بجرائم حرب، رغم امتلاكها الادلة الكافية على ذلك، فالولايات المتحدة لها تأثير كبير على هذه المنظمة.
الترجمة والتقديم: كمال ابراهيم
باحث لبناني في الشؤون "الاسرائيلية"
شهادات مختارة
استهلت مندوبة المنظمة الدولية لحقوق الانسان تقريرها عن جيش لبنان الجنوبي كما يلي:
"الممارسة المألوفة في جيش لبنان الجنوبي لتجنيد فتيان بالقوة في سن العاشرة هي بمثابة كابوس مستمر ودائم بالنسبة إلى العائلات المعارضة للاحتلال في لبنان والتي تمقت جيش لبنان الجنوبي".
روى ابن 21 من قرية في الجزء الشرقي من "قطاع الامن" انه اجبر على الالتحاق بجيش لبنان الجنوبي سنة 1995. في السنتين اللتين سبقتا القبض عليه، روى الشاب، درج على الاختباء في كل مرة كان رجال الميليشيات يصلون إلى القرية للبحث عن مجندين جدد. في الـ 95 عندما كان في سنته الاخيرة في المدرسة التقنية (اراد ان يكون فني كهرباء) وصل إلى القرية عشرة رجال من جيش لبنان الجنوبي بزيهم العسكري محمولين على بيك آب وجيب وطوقوا بيت العائلة.
"اقتحموا البيت وخطفوني. قالوا لي ان لدي مشكلة وانهم يحتاجوني"، توسل اهله ومدير المدرسة التي تعلم فيها ضباط جيش لبنان الجنوبي المحليين لاطلاق سراحه وتمكينه من انهاء تعليمه، لكن دون جدوى. اخذ الشاب، وكان عمره آنذاك 17 سنة، إلى مكتب الامن في القرية، وهناك ضرب وعذب لانه تهرب من الخدمة العسكرية لفترة طويلة. بعد ذلك تم نقله إلى معسكر المجيدية لمدة 20 يوما، وهناك اقام تحت مراقبة مستمرة.
بعد فترة تدريب خدم طوال الشهر في بيت ياحون وفي برعشيت، إلى ان نجح في الهروب من القطاع. وكتدبير احترازي نظمت عائلته هرب اخيه ابن الخامسة عشرة من القطاع.
امرأة من قرية مركبا (طلبت عدم ذكر اسمها في التقرير، لا يزال اقرباؤها مقيمين في القطاع) اجبر ابنها على الالتحاق بجيش لبنان الجنوبي في سن 16 سنة، قالت "هم يأخذونهم في سنة 14،15و16. لقد اخذوا ابن الجيران عندما كان عمره 14 سنة". وروى شقيق المرأة انه اجبر على التجنيد في جيش لبنان الجنوبي سنة 98، عندما كان ابن 17 سنة.
وروى لبناني هرب من جيش لبنان الجنوبي: "انهم يأخذون ايضا اولادا في سنة 12 سنة، اذا كانوا طوالا واقوياء. هذا مرتبط بالقرية. اذا كانت القرية متعاونة مع جيش لبنان الجنوبي لا يأخذونك. الاولاد والصغار في هذه القرى اما متعاونون واما اعضاء في الميليشيا".
سكان سابقون في كفركلا وضعوا امام "شاري" حالة اخيهم الفتى، الذي اجبر على التجند في سن 15او16، رووا انه خدم في جيش لبنان الجنوبي طوال تسع سنوات وجرح ثلاث مرات. حصلت العائلة على تقرير طبي لتسريح الابن وافق عليه الجنرال انطوان لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي. "حمل والدي اذن التسريح وسلمه إلى روبين عبود (المسؤول في جيش لبنان الجنوبي عن القسم الغربي في القطاع) الذي "مزقه نتفا". في نهاية المطاف دفعت العائلة، بحسب زعمها، 5000 دولار لعبود، وتم تسريح الابن.
مواطن آخر في محيبيب، الواقعة بين ميس الجبل وبليدا، روى انه كان معتقلا لمدة ستة ايام في ثكنة لجيش لبنان الجنوبي بعد ا هرب ابنه البالغ من العمر 17 عاما من الخدمة. لقد اطلق سراحه من المعتقل بعد ان وافق، على حد زعمه، على دفع 2000 دولار لاحد ضباط جيش لبنان الجنوبي.
شهادات عائلة عبدالله
تخصص "شاري" فصلا محترما من التقرير لما يعرف كـ "خرق بارز لميثاق جنيف" : طرد عائلات من منازلهم من دون أي ممتلكات كعقوبة جماعية بسبب فرار احد ابناء العائلة من صفوف جيش لبنان الجنوبي.
في 17 ايلول 96 طرد من منازلهم اربعة من ابناء عائلة عبدالله الذين كانوا يقيمون في حولا، بعد اسبوع من فرار احد ابنائهم من جيش لبنان الجنوبي. في اثناء الطرد كان رب العائلة عبدالله عبدالله ابن 67 سنة وزوجته خديجة ابنة 57 سنة. للزوجان 12 ولدا. اثنان من ابنائهما، كانا عضوين في الحزب الشيوعي، قاتلا كمقاومين وقتلا، واحد في 1982، والآخر زياد، في 1993.
بعد مقتل زياد لم يسمح لابناء العائلة بمغادرة القرية. وقد رووا لـ "شاري" ان عبدالله الاب اصيب بالتهاب في عينه لكنه منع من المغادرة إلى بيروت لمعالجة الالتهاب. انتقل الالتهاب إلى عينه الثانية، وفي نهاية الامر فقد بصره تماما (للمقابلة مع "شاري" اقتيد وهو واهن واعمى، مسنودا من احد ابنائه).
روت الام خديجة، انه بعد موت زياد تم استجوابها من قبل عضو في جيش لبنان الجنوبي (ابوبرهان) اربع مرات، في قاعدة هذا الجيش في عيترون. قالت ان ابوبرهان شتم ابنها الميت، وطرح عليها اسئلة عن رفاقه، حيث رفضت الاجابة عنها، وامرها الا تروي لاي شخص، وحتى لابنائها، بانه جرى استجوابها.
تحدثت خديجة امام "شاري" عن لقاء آخر لها مع رجال جيش لبنان الجنوبي قبل سنوات، كان ولدا حسام ورفيقه في عمر 15و16 سنة عندما استدعاهما قائد في جيش لبنان الجنوبي في حولا، كمال شريم، وارسلا "لتفحص كل الحجارة على امتداد ثلاثة كيلومترات في الطريق المؤدية من القرية إلى موقع جيش لبنان الجنوبي. عمليا استخدما ككاشفة الغام بشرية وفعلوا ما فرض علهم نحو 30 مرة، بعد ذلك بستة اشهر اجبر جيش لبنان الجنوبي الابن علي على التجند في صفوفه.
في الاسبوع الاخير من شهر شباط 69، في الساعة العاشرة والنصف ليلا، طوقت قوة من عشرة اشخاص من الميليشيات بالزي العسكري منزل العائلة. حسن فرد من العديسة طرق الباب وقال ان ضابطا كبيرا من جيش لبنان الجنوبي، روبين عبود، يطلب علي، الذي كان ابن 19 سنة وتلميذا في السنة الثالثة في المدرسة المهنية.
قالت اخته مريم "عرفنا انهم يريدونه، بدأنا اختي وانا بمجادلتهم. قلنا نحن غير مستعدين لايقاذ علي، واذا كان عبود يريده فليأتي للتحدث معه بشكل شخصي. كلهم بدأوا بالصراخ، واغمي على امي، في نهاية الامر خرج علي من الغرفة ووافق على الذهاب معهم".
اخذ علي إلى قاعدة جيش لبنان الجنوبي في مركبا، وهناك قيل له ان يوقع (على عقد خدمة) لسنة حتى ثلاث سنوات، رفض وضرب. وفي النهاية زيف توقيعه على وثقة تصرح عن استعداد للخدمة في جيش لبنان الجنوبي لمدة ثلاث سنوات. في 10 ايلول 96 هرب من جيش لبنان الجنوبي وفر من القطاع، مع اثنين من اخوته الفتيان، عن طريق وادي السلوقي إلى شقرا.
بعد اسبوع من ذلك طرد من المنزل ابناء العائلة الاربع الباقين، الذين كانوا يقيمون في حولا، لم يسمح لهم بأخذ شيء معهم. سائق الشاحنة الذي نقلهم إلى منزل شقيقهم الاكبر في صيدا رفض ان يأخذ اجرة نقلهم بعد ان سمع قصتهم.
شهادات حسن عقيل حمود
حسن عقيل حمود من كفركلا، روى لـ "شاري" انه طرد من قريته سنة 1992، عندما كن في سن 58 سنة. قبل الطرد، وطوال خمس سنوات مورس عليه ضغط لكي يكون مخبرا لجيش لبنان الجنوبي بدأ الضغط قبل ان يعتقل ابنه جهاد ويسجن في سجن الخيام، ويستمر خلال فترة سجنه.
"لقد عرفوا ان لي اقرباء من العائلة في حركة المقاومة" ، روى حمود "ارادوا ان اسافر إلى بيروت لجمع معلومات. ارادوا ان اجمع معلومات عن التدريبات وعن موقع القواعد. ارادوا ان اقدم لهم تقارير عن حركة الاشخاص إلى داخل كفركلا وخارجها، اشخاص انتقلوا إلى اجزاء اخرى من لبنان. وعدوني بأنهم سيطلقون سراح ابني اذا تعاونت معهم". قبله طرد من القرية خمسة من ابنائه الثمانية: جهاد، عمره 27 سنة مسجون سابقا في سجن الخيام، سلام 25، زهير 29، وكريم 21سنة.
شهادات كمال عبدالكريم
كمال عبدالكريم يونس، تاجر من قرية مركبا، روى امام "شاري" كيف تعرض طوال سنتين لسلسلة من المطاردة والاعتقالات التعسفية إلى ان طردوه هو وعائلته في كانون الاول 1989.
في 1988 دعي إلى اجتماع مع "ضابط "اسرائيلي" اسمه سعيد حمود في ترمس، قاعدة لبنانية سابقا غير بعيدة عن الحدود مع "اسرائيل"".
روى يونس ان الضابط طلب منه معلومات عن مواقع الجيش اللبناني وعن نشاطات حزب الله. رفض التعاون. "اضطررت إلى اغلاق حانوتي، لانه لم يعد في مقدوري السفر إلى بيروت لشراء بضائع".
بعد ذلك بوقت قصير دعي يونس إلى مكاتب جيش لبنان الجنوبي في القرية، وبقي هناك سبع ساعات. "اطلقوا سراحي وفرضوا علي اقامة جبرية لمدة 25 يوما، منعت من مغادرة القرية".
لقد سمع انه مطلوب مرة اخرى في مكاتب جيش لبنان الجنوبي، لكنه رفض الظهور، إلى ان وصلت سيارة مدنية وفي داخلها عناصر من جيش لبنان الجنوبي، اقتادوه إلى غرفة كان فيها "عميلان اسرائيليان" بحسب تعريفه.
"سألوني، لماذا انا عنيد إلى هذا الحد، واجبتهم بأنني لا اعمل من اجل أي شخص. قالوا لي اذهب إلى بيتك، وبعد اسبوع من ذلك اعتقلوا ابني حسين وعمره 13 سنة واخذوه إلى سجن الخيام. قالوا لي انه سيطلق سراح ابني اذا وافقت على العمل كمخبر. منعت من مغادرة البيت، ووضع جندي مسلح في حراسة على باب منزلي. بعد نحو شهرين وستة عشر يوما اطلقوا سراح ابني".
بعد اطلاق سراح الابن دبر يونس تهريبه من القطاع. على اثر ذلك دعي، كما يقول، إلى اجتماع آخر مع "الضابط "الاسرائيلي" ومنع من مغادرة منزله. اجبر يونس على السفر، في طرق خطرة وبمهمات لجيش لبنان الجنوبي، لنقل مؤن إلى "مواقع الجيش "الاسرائيلي"". كل السفرات (عددها نحو 25) كانت في الليل.
"كانوا يأتون ليأخذوني. لم استطع ان اقول لهم لانهم كانوا مسلحين. مرة واحدة رفضت لانني كنت مشغولا بحراثة ارضي. فبدأوا يطلقون النار نحوي، بعدها قالت لي زوجتي اذهب".
في نهاية المطاف، روى يونس، احرق شاحنته للحيلولة دون تنفيذ المهمات الاجبارية. وبعد بضعة اجتماعات اخرى مع عناصر جيش لبنان الجنوبي طرد يونس من القرية مع عائلته ـ زوجته عزيزة، واثنان من اولادهم الثلاثة (عمرهما ثلاث وسبع سنوات). وقد منع من ان يكشف لاي شخص ظروف طرده او "ان يأخذ ولو ملعقة صغيرة" من بيته. الابن حسين الذي التحق بحزب الله بعد طرد عائلته، قتل في وادي السلوقي خلال تنفيذ عملية عسكرية في نيسان 94.
شهادات جمال شحرور
كان جمال شحرور ابن 17 سنة عندما دعي لاول مرة إلى مكاتب جيش لبنان الجنوبي، في ايلول 1985. وروى جمال لمندوبة منظمة حقوق الانسان قصته على النحو التالي: "طلب مني عادل وهاب، رجل امن في جيش لبنان الجنوبي، ان اتعاون مع جيش لبنان الجنوبي. قلت له انني لا انوي العمل من اجل أي شخص، وانني اريد ان اتجند في الجيش اللبناني. ضربني وقال : "يد واحدة لا تصفق، اليس صحيحا؟"، لكنني اصريت فاطلق سراحي. بعد نحو شهر استدعيت مرة اخرى إلى اجتماع، هذه المرة مع قائد وهاب "نضال جمال". "قال لي بأنني على وشك العمل معهم. وعندما رفضت قال ، انني وعدت عادل ولا استطيع ان ارفض. قلت له انني لم اعد عادل بشيء. هو اقترح راتبا ثابتا وابدى ملاحظات مهنية عن المقاومة اللبنانية للاحتلال".
بعد ثلاث اشهر تقدم نضال جمال من شحرور، الذي كان يتجول في السوق الاسبوعية، وعاده إلى تحقيق آخر في قاعدة جيش لبنان الجنوبي. بقي هناك من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء ومورس عليه ضغط ليكون مخبرا. اطلق سراحه عندما وصل اهله القلقون إلى القاعدة وسألوا اين ابنهم؟
جرى التحقيق التالي في قاعدة الامن العسكري. سجن شحرور في زنزانة طولها متر ونصف بعرض متر ونصف طوال ستة ايام، دون تحقيق. بعد ذلك استدعاه علم الدين بدوي، رجل الامن الكبير في جيش لبنان الجنوبي في المنطقة الشرقية من القطاع، الذي اطلعه على قائمة اسماء سكان سابقين من كفرحمام الذين يسكنون خارج القطاع.
طرح اسئلة عنهم وعن نشاطات ضد الاحتلال. شحرور قال انه لا يعرف شيئا واطلق سراحه. تواصلت التحقيقات. في احدى المرات اخذ من منزله بالقوة. في نهاية المطاف التحق بحركة مقاومة الاحتلال، وبعد ذلك طرد اهله واربعة من اقارب العائلة من القرية.
شهادات رسمية فوزي جابر
في سنة 1986، مورس اول ضغط على رسمية فوزي جابر، من مواطني قرية محيبيب، لتحويلها إلى مخبرة لجيش لبنان الجنوبي، كانت ابنة 21 عندما اقتادها إلى السجن عناصر جيش لبنان الجنوبي، الذين نقلوها إلى قاعدة الامن في كفركلا. من هناك نقلت، بحسب شهادتها إلى "اسرائيل" وهناك تحدثت مع "ضابط "اسرائيلي" تحدث بلغة عربية ركيكة.
طرح الضابط "الاسرائيلي" اسئلة على اقارب عائلتها وقال انه سيدفع لها 500 دولار عه كل معلومة ستنقلها ومبالغ اضافية عن المعلومات المتعلقة بالمقاتلين الذين يخططون لعمليات عسكرية ضد اهداف "اسرائيلية".
جابر رفضت وقالت ان اهلها سيقتلونها اذا تدخلت بنشاطات كهذه.
في كانون الثاني 1990، وقد اصبح عمرها 21 سنة، اعتقلت ونقلت دون تفسيرات إلى سجن الخيام حيث عذبت وجرى التحقيق معها.
جابر: "جاء إلى منزلنا محمود سعد وزهير شقير. قالا لي : "نريد ان نأخذك لزيارة اخيك". اخذاني إلى سجن الخيام، بقيت قيد التحقيق طوال شهر وثلاثة ايام".
كل المحققين معها كانوا رجالا، وصولا اشرطة كهرباء إلى اصابعها من تحت اظاهرها والى ثدييها، وقد ضربت ايضا باشرطة كهرباء دقيقة مربوطة بالحديد. "كان ذلك يحدث عندما اكون راكعة على ركبتي. بعد ذلك وعندما اسقط على الارض يبدأن بركلي".
في بعض المرات كانت تقيد بالسلاسل الحديدية، وهي معصوبة العنين تغسل بالمياه الباردة والمغلية بكل متناوب، لقد هددها المحققون بأنهم سيغتصبونها، وان بيت اهلها سيدمر، وانها ستعذب على مرأى من اهلها.
خلال السجن وضعت في زنزانة افرادية، وفي بعض الاحيان كانوا يرافقونها إلى المرحاض، وهناك كانت تربط بركبتها لساعات طويلة "احيانا من المساء حتى الصباح". لقد وضع الطعام على الارض واضطرت إلى اكله وهي راكعة.
"كان "الاسرائيليون" يأتون باستمرار. هم اشرفوا على كل ما جرى هناك. بعض الاشخاص الذين كانوا ينقلون إلى الغرف بعد التعذيب رأوهم".
ان ضابطا اسرائيليا يدعى ابراهيم حضر التحقيق معها. لقد شعرت ان "المحققين تلقوا ضوء اخضر لعمل أي شيء للحصول منها على معلومات". لقد رغبوا في الحصول على معلومات عن اخيها الاكبر، الذي سجن ستة اسابيع قبل ذلك: اسماء سكان محيبيب الذين تعانوا مع المقاومة وامكنة مخازن الاسلحة. بقيت جابر في سجن الخيام حتى 28 حزيران 1991.
منذ ذلك الحين تعاني مشكلات صحية. لقد رفضت طلباتها للخروج من القطاع للمعالجة الطبية في بيروت.
"قيل لي انه اذا اردت الخروج يجب ان اجتمع مع الضباط "الاسرائيليين" اولا، قلت لهم انني لن افعل ذلك ابدا. هكذا هو الحال في القطاع. اما ان تعيش هناك ولا تستخدم رأسك او يجبرونك على المغادرة".
جيش لبنان الجنوبي : 3 مستويات
قامت فرجينيان. شاري بسفرتها الاولى إلى بيروت بسيارة اجرى من دمشق مباشرة. لقد فوجئت "بدرجة حرية التعبير التي يحظى بها اللبنانيون".
تحدثنا بعد ان قرأت تقريرها عن جيش لبنان الجنوبي، موضوع الحديث: مستقبل جنود جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم بعد الانسحاب في ضوء خطورة اعمالهم كما يستنتج من التقرير.
تقول شاري: "احد المشكلات في كل ما يتعلق بالنقاش في لبنان هي الميل "الاسرائيلي" والدولي ايضا، للنظر إلى جيش لبنان الجنوبي كوحدة متجانسة، ليس هذا هو الوضع".
"جيش لبنان الجنوبي مركب بشكل هرمي في المستوى الادنى ـ سلاح المشاة ـ الفتيات والشباب الذين هم في المواقع المختلفة، بعضهم جند بالقوة ولم يفعلوا شيئا سوى الجلوس في أي موقع، وفي الدخول إلى أي قرية.
"المستوى الثاني هو الضباط. نحن نتحدث عن اشخاص مسؤولين".
"وفي المستوى الثالث ـ وحدة استخبارات جيش لبنان الجنوبي، الذين هم في الواقع جزء من الامن العام "الاسرائيلي" (الشاباك) هؤلاء الاشخاص الذين يشرفون على حركة السكان ويأمرون بطردهم. والى جانبهم هناك بالطبع ادارة سجن الخيام، حيث نفذت في داخله عمليات تعذيب هي بمثابة جرائم حرب".
"ما دمنا نعالج المستوى الاول من جنود جيش لبنان الجنوبي، القرويون الذين خدموا في صفوفه من دون ان يكون لهم خيار آخر، من الصعب التحدث عن تهمة. عندها نحن نفهم اشخاصا مثل ابن جانيت من جزين (انظر لاحقا) الذي خدم في جيش لبنان الجنوبي، وبعد انسحاب الجيش من جزين قال لامه انه مستعد لتسليم نفسه للسلطات اللبنانية، هؤلاء الاشخاص لا يعتبرون في نظري ملطخي الايدي بالدماء، ولذلك انا الا اواجه مشكلات معهم".
"تبدأ المشكلة مع اشخاص ملطخي الايدي بالدماء، ووضعهم معقد جدا".
"انا اميل إلى الاعتقاد ان هؤلاء الاشخاص، الكبار والذين يتحملون المسؤولية الحقيقية، لن يبقوا في جنوبي لبنان اثناء الانسحاب، لاسباب عدة : اولا، لان "اسرائيل" بالتأكيد لا تريد ان يقعوا في ايدي لبنانية لانهم يستطيعون آنذاك ان يشهدوا على العلاقة التي كانت قائمة بين جيش لبنان الجنوبي والجيش "الاسرائيلي"".
"ثانيا، يجب ان نتذكر ان جيش لبنان الجنوبي عانى مشكلة مستمرة من الفساد طوال السنوات الاخيرة، كان جهاز محسوبية، كثير من اللبنانيين يستخدمون كلمة "مافيا" لوصف الطابع الذي ادير به القطاع، بعض الاشخاص في جيش لبنان الجنوبي كدسوا اموالا من الخدمة. الشائعات، التي انتشرت في السنة السابقة، تتحدث عن ضابط (اكس) او ضابط (واي)، الذي اشترى جواز سفر وبنى لنفسه منزلا في استراليا او في مكان آخر".
"احاسيسي تقول ان بعض المجرمين لن يقيمون في جنوبي لبنان بعد الانسحاب، بل اجروا ترتيبات للهجرة".
دعوة للتحقيق مع انطوان لحد
انتم تدعون لتقديم انطوان لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي إلى المحاكمة بسبب مسؤوليته القيادية عن جرائم حرب نفذت تحت امرته.
"نحن نقول انه يجب اخضاعه للتحقيق، اذا وجدت اثباتات على انه كان متدخلا باصدار تعليمات لتنفيذ عمليات تعذيب او طرد عائلات، يجب ان يحاكم في محكمة "اسرائيلية" او لبنانية او في أي دولة اخرى. لحد هو بالتأكيد احد رموز الاحتلال، مثل سجن الخيام، لكن يوجد ايضا مسؤولون كبار آخرون في جيش لبنان الجنوبي نفذ بعضهم جرائم لا بأس بها.
- من هو مجرم الحرب الاكبر في جيش لبنان الجنوبي في نظركم؟
من غير المسموح لي ان اجيب، لا يزال الوقت مبكرا، التقرير لا يزال في طور الاعداد.
- ماذا ستفعلون بالتقرير عندما يصبح جاهزا؟
سننشره على الانترنت، سنرسله إلى جميع متخذي القرارات، سنرسله بالفاكس إلى جميع من يريد قراءته".
" ربما اكون مخطئا، لكن الاحساس العام الان هو ان اتفاق الانسحاب سيتضمن دفن الفصل المظلم المتعلق بالمحافظة على حقوق الانسان في قطاع الامن، كل الاطراف ستكون مسرورة لرؤية هذه الحكاية منتهية، لا احد يريد نكأ الجراح".
"السلام من دون عدل ليس سلاحا، المطالبة بالعدل وتحديد المسؤولية عن جرائم ارتكبت هي ميل انساني طبيعي، وهي مطلوبة من العائلات في لبنان حتى في هذه الايام، هذه مطالبة ندعمها نحن كمنظمة حقوق دولية".
ضرورة الاجتماع مع لوبراني
طلبتهم التحقيق مع انطوان لحد، قائد "جيش لبنان الجنوبي" وتقديمه إلى المحاكمة، في كل ما يتعلق بمنسق نشاطات حكومة "اسرائيل" في لبنان، اوري لوبراني، تحدثتم بحذر اكبر؟
"نحن نريد الاجتماع مع لوبراني، ارسلنا اليه رسالة بعد نشر تقرير ملخص عن الخرق البارز لميثاق جنيف ولم يجب. لدى زيارتنا لـ"اسرائيل" في تموز 1999 طلبنا الاجتماع معه ورفض، يسرنا جدا الاجتماع معه".
توجد في حوزتكم معلومات متعلقة بلوبراني عن خروقات بارزة لميثاق جنيف، التي تعتبر بحسب القانون الدولي جرائم حرب؟
" في هذه المرحلة لا استطيع ان اجيب عن هذا السؤال".
اين توضع "اسرائيل" فمن جهة تصنفها كمحتل لا رحمة له ومن جهة اخرى كدولة كل ما تريده الدفاع عن مستوطنات الشمال؟
"في كل نزاع عسكري دولي ـ في هذه الحالة بين "اسرائيل" ولبنان ـ توجد شبكة معايير ينبغي ان تنفذ في كل من الدولتين، فوق أي اعتبار آخر، القانون المتعلق بحقوق الانسان محايد في كل ما يتعلق بالمسائل السياسية".
هل يجب ان تكون "اسرائيل" في لبنان ام لا ؟
"نحن ندقق فقط بسلوك الاطراف في النزاع، دون ابداء أي رأي بالنسبة إلى الصراع نفسه".
" في كل مرة يطلق حزب الله صواريخ كاتيوشا نحو مستوطنات الشمال في "اسرائيل" يتجاوز الحزب القانون الدولي لحقوق الانسان، لماذا؟ لان المقصود اطلاق صواريخ على السكان المدنين دون أي تمييز. كذلك الامر بالنسبة إلى الجيش "الاسرائيلي" عندما تطلق طائرات سلاح الجو القنابل على سكان مدنيين في جنوبي لبنان، هذا هو النهج الذي يوجهنا". "بالنسبة إلى سلوك جيش لبنان الجنوبي، نحن ننظر اليه كجسم فرعي ممول ومنظم في نهاية الامر بواسطة "اسرائيل"، ولذلك المسؤولية عما يجري في القطاع وفي سجن الخيام هي مسؤولية "اسرائيلية"".
حتى هنا وجهة النظر الديبلوماسية. ما هو رأيك الشخصي في سلوك "اسرائيل" في جنوب لبنان؟
"لدي رأي شخصي لن افصح عنه".
ردود
مكتب رئيس الحكومة: "الشاباك غير متدخل في التجنيد لجيش لبنان الجنوبي وفي التحقيقات في الخيام".
غادي بلتيانسكي، المسؤول الاعلامي لرئيس الحكومة: "سجن الخيام هو سجن تابع لجيش لبنان الجنوبي. الادارة والتحقيقات فيه يجريها جيش لبنان الجنوبي فقط، دون أي مساهمة من الشاباك. كذلك المسؤولية عن تجنيد سكان القطاع الامني في جيش لبنان الجنوبي هي محصورة بجيش لبنان الجنوبي، ولا يتدخل فيها الشاباك باي شكل من الاشكال".
"بالنسبة إلى مساعدة عائلات افراد جيش لبنان الجنوبي ـ هناك قرار الحكومة بتاريخ 5 آذار 2000 بشأن استعدادها لاحترام تعهدات "اسرائيل" لجيش لبنان الجنوبي ولعناصر المساعدة المدنية في جنوبي لبنان".
"في سياق ما ذكر في التقرير يجب ان نلفت الانتباه إلى المقاطع التالية من رد الدولة في المحاكم العليا الرئيسية في موضوع جيش لبنان الجنوبي وسجن الخيام:
"ان جنود الجيش "الاسرائيلي" او "اسرائيليين" آخرين لا يتواجدون بشكل تقليدي في سج الخيام ولا يديرونه لا يجرون فيه تحقيقات ايضا، هناك علاقة بين مصلحة الامن العام وجيش لبنان الجنوبي في كل ما يتعلق بجمع معلومات استخبارية موجهة لاحباط هجمات في المنطقة الامنية ضد جنود الجيش "الاسرائيلي" وجيش لبنان الجنوبي، في هذا الاطار يتعاون اعضاء الشاباك مع رجال جيش لبنان الجنوبي ويساعدونهم ايضا في التوجيه المهني والتدريب، لكنهم لا يتعاونون في اجراء تحقيقات مع المعتقلين".
"يعقد افراد الشاباك مرات عدة في السنة اجتماعات مع محققي جيش لبنان الجنوبي في سجن الخيام. منذ اول كانون الثاني 99 وحتى اواخر تموز 99، قام افراد الشاباك بثلاث زيارات فقط للسجن" (من خلال تصريح اللواء دان حالوتس، رئيس شعبة العمليات في الجيش "الاسرائيلي"، للمحكمة العالي في محاكمة سليمان رمضان، مصطفى جواد توبة، علي توبة ورباح فايز ابوفاعور لاطلاق سراحهم من الاعتقال في سجن الخيام".
وزير العدل يوسي بيلين
"خروجنا من لبنان هو قبل كل شيء، ابتعاد عن التشويه الاخلاق المستمر".
يقول وزير العدل "ان مسؤوليتنا عن جيش لبنان الجنوبي هي عن الافراد وليس عن المنظمة. انا اؤيد استيعاب من يريد منهم في البلد. حتى ولو كان المقصود آلافا. مقابل ذلك لا ينبغي ان يكون لنا أي مسؤولية عن الميليشيا بعد ان نخرج من هناك".
"هدفنا الا يبقى جيش لبنان الجنوبي بعد خروجنا. اذا اراد ان يتواجد لا نستطيع ان نمنع ذلك، لكن لا نستطيع تحمل مسؤولية اكثر".
"من المهم ان يفهم العالم اننا لم نعد نقف وراء جيش لبنان الجنوبي".
ـ بحسب معلوماتك، ما هو عمق تدخل "اسرائيل" في خرق حقوق الانسان الذي جرى في جنوبي لبنان الذي يقارب جرائم الحرب بحسب زعم منظمة الرقابة على حقوق الانسان؟
"ان احد اسباب رغبتي في مغادرة لبنان، باتفاق او من دون اتفاق، هو انه تطورت هناك معايير ونظم علاقات لا ارغب في ان اشجعها اكثر".
"بدلا من اقتراح تطبيق قوانين او تعريف منطقة محتلة. قلت ان الامر الاكثر صحة من ناحيتنا هو ان نغادر. نشأت سخافات كتلك القائلة بان الطريق الوحيدة لفسخ هذه العلاقة هي ببترها".
"سجن الخيام هو احد النماذج على اننا لا نعطي هناك تعليمات ولا نستطيع ان نقول " اطلقوا سراح فلان" او " اعتقلوا فلانا" ومن جهة ثانية نحن لا نستطيع القول ان لا علاقة لنا بهذا المكان، لذلك خروجنا هو قبل كل شيء ابتعاد عن تشويه اخلاقي مستمر جررنا اليه وليس لصالحنا ولم نعرف كيف نحله".
ـ توجد ادعاءات بان "اسرائيل" كانت متدخلة في سجن الخيام بشكل فاعل بواسطة الشاباك.
"سأقول لك الحقيقة، انا لا اعرف اين نؤثر فقط واين نعطي تعليمات. لكن هذا التكافل بين الجيش "الاسرائيلي" وجيش لبنان الجنوبي هو امر لم يضف إلى الجيش "الاسرائيلي" ولم يضف إلى معركتنا".
"دائما عندما كانوا يأتون إلي بادعاءات بالنسبة إلى سجن الخيام، وكان علي ان اعطي اجوبة، في وزارة الخارجية او في وزارة العدل، وكأن سجن الخيام موجود في ايدي جيش لبنان الجنوبي وليس في ارض تدخل ضمن سادتنا، ادركت بأنني اقول شيئا هو صحيح بشكل رسمي لكنه اشكالي جدا من ناحية اخلاقية. قلت ذلك لاشخاص، ولم اخف ذلك. من ناحية أخلاقية نتحمل نوعا من المسؤولية عما يحدث هناك".
ـ المنظمة الدولية لحقوق الانسان تعلن عن بداية حملة عدائية لتقديم كبار جيش لبنان الجنوبي، وعلى رأسهم انطوان لحد، إلى المحاكمة بسبب تنفيذ جرائم حرب. وهم يشيرون إلى تقديم الديكتاتور التشيلي اوغوستو بينوشيه كمثل على فاعلية الحملات التي هم قادرون على ادارتها "انا لا اعتقد بأنني استطيع المساعدة في الحاق الضرر بانطوان لحد".
"آمل بان تنتهي القضية بخروجنا من هناك وان يصبح هذا الفصل في تاريخنا من ورائنا، والا نضطر إلى الانشغال في السنوات المقبلة بمسألة مسؤولية ضباط في جيش لبنان الجنوبي عن الامور التي حدثت هناك".