خسائر العدو الاقتصادية اكبر من خسائر لبنان
المنار
17/02/2007
متابعة للأرقام التي أعلنها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق حول خسائر عدوان تموز، كشفت المقارنة بين هذه الأرقام وبين الأرقام التي أعلنتها مراكز أبحاث إسرائيلية عن حقيقة مفادها أن لبنان المقاوم لم يألم أقل مما ألِمَ كيان العدو المعتدي.
فمع صدور الأرقام العلمية والموضوعية لخسائر عدوان تموز 2007 على لبنان، أصبح ممكناً معاينة كفة ميزان تلك الخسائر بين لبنان وكيان العدو. وبعد تعتيم إعلامي لف به العدو خسائره الاقتصادية لأسابيع ما بعد العدوان، كشفت مراكز الدراسات الإسرائيلية عن وجه بعض الأرقام التي لم يكن من السهل إخفاؤها. وبحسب موقع الأبحاث الإسرائيلي على شبكة الانترنت، فإن خسائر إسرائيل المباشرة جراء الحرب بلغت عشرة مليارات شيكل أي ما يساوي المليارين وثلاثمئة وواحد وثمانين مليون دولار. وهي خسائر تتضمن تمويل الحرب من ذخائر وعتاد إستهلك على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً، إضافة إلى التعويضات عن الأضرار الجسدية وأضرار المباني السكنية والصناعية وأضرار القطاع الزراعي. مبلغ يفوق خسارة لبنان المباشرة والبالغة ملياراً وأربعمئة مليون دولار.
موقع الأبحاث الإسرائيلية يذهب أبعد من ذلك ليحدد أيضاً قيمة الخسائر الإجمالية للحرب بين أضرار مباشرة وغير مباشرة، أي بزيادة قيمة الأضرار الناجمة عن تعطيل العمل وتوقف الملاحة في كل من الموانئ والمطارات وتوقف السياحة على مدى أيام العدوان، ويكشف الموقع أن قيمة الخسائر الإجمالية بلغت خمسة وعشرين مليار شيكل أي ما يساوي تقريباً الستة مليارات دولار.
وإذا أضيفت إلى هذه الخسائر قيمة الآليات العسكرية التي دمرها حزب الله ولم تكشف عنها السلطات الإسرائيلية لعدم التأثير سلباً على الدعاية العسكرية الحربية، سواءاً من دبابات ميركافا أو زوارق "ساعر" أو مروحيات "سي كورسكي"، فإن الرقم بالتأكيد سيصبح أكبر، علاوة على أن خسائر القطاع السياحي لا يمكن إحصاءها كون هذا القطاع الذي يشكل جزءاً كبيراً من واردات الخزينة الإسرائيلية ما زال مشلولاً إلى أجل غير مسمى.
وإذا كانت مقارنة الخسائر الاقتصادية بين كل من لبنان وكيان العدو غير متكافئة، إلا أن بلوغ الخسائر الإسرائيلية المباشرة للحرب ضعف الخسائر المباشرة في لبنان يبقى مثيراً لجهة مقاربة خسارة المعتدي بخسارة المعتدى عليه، فكيف إذا كان المعتدى عليه وبشهادة المعتدي هو الذي كسب الحرب.