المقاومة الاسلامية تقتل 8 جنود للعدو وتأسر اثنين وتدمر دبابتين.. وإسرائيل تقطع أوصال الجنوب
الاربعاء 12/7/2006
اشتعلت الجبهة الجنوبية منذ الصباح ابتداءً من عيتا الشعب وتوسعت بجميع الاتجاهات وطالت جميع المناطق الجنوبية تقريباً، خاصة على خط الحدود قبل ان تعود وتنحسر بعد الظهر في منطقة عيتا الشعب فقط.
وفي تفاصيل خاصة بجريدة "السفير" انه عند التاسعة وخمس دقائق تقريباً ولدى مرور قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة ما بين 6 الى ثمانية جنود في خلة وردة في خراج عيتا الشعب بالقرب من بركة ريشة، قامت وحدة خاصة من المقاومة الاسلامية بتفجير عبوة ناسفة أدت الى قتل وجرح جميع عناصر القوة حيث دارت بعد ذلك اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، والتحم خلالها رجال المقاومة بالقوة الإسرائيلية ودارت اشتباكات وجهاً لوجه تمكن خلالها المقاومون من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر جنديين آخرين، وتم نقلهما من ارض المعركة بثلاث سيارات دفع رباعي.
بعدها وسعت القوات الاسرائيلية عمليات القصف لتطال بلدات رامية ورميش ويارون ورشاف والسلطانية حيث تم تدمير منزل يعود للمواطن يوسف قدوح. وجاء هذا القصف في محاولة لقطع الطريق على انسحاب عناصر المقاومة التي ردت بقصف عدد من المستوطنات في زرعيت وشتولا بصليات متعددة من صواريخ الكاتيوشا، دفعت بقوات الاحتلال الى الطلب من مستوطنيها النزول الى الملاجئ، وقد ادى رد المقاومة العنيف والمركز على التصعيد الاسرائيلي الى إعادة حصر المعركة في محيط العملية، حيث خفت حدة المواجهات ما بين العاشرة والنصف حتى حدود الحادية عشرة والربع ثم عادت وارتفعت حدة القصف الاسرائيلي بعد فشل عملية التقدم التي حاولت القيام بها الى منطقة العملية مدعومة بدبابة ميركافا وعدد من آليات "الهمر"، حيث تمكن المقاومون من تدمير الدبابة وقتل وجرح عدد من افراد القوة المتقدمة. واعترف العدو لاحقاً بسقوط اربع قتلى جدد، كما لم يغب تحليق طائرات الأباتشي المروحية عن أجواء المنطقة طوال فترة المواجهات.
وخلة وردة، التي وقعت فيها العملية، هي عبارة عن خط زراعي يقع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين تلال الراهب وضهر الجمل والحدب، حيث اعتاد المزارعون هناك رؤية الدوريات الاسرائيلية تقوم بجولاتها اليومية. وأكد عدد من شهود العيان ان تلك الدوريات اعتادت مراراً على خرق الأراضي اللبنانية.
تفاصيل المواجهات
اعترف الجيش الإسرائيلي بمصرع ثمانية من جنوده وبأسر جنديين آخرين. ووفق الرواية الإسرائيلية لعملية الاسر فإن حزب الله شرع في التاسعة من صباح أمس بعملية قصف لعدد من المستوطنات الشمالية، ولكن سرعان ما تبين أن كل هذا القصف لم يكن سوى عملية تمويه لعملية أسر الجنود.
وتمثلت العملية باستخدام مجموعة من حزب الله قاذفات مضادة للدروع ضد ناقلتي جند مدرعتين من طراز "هامر" في منطقة زرعيت عيتا الشعب على السياج الحدودي مباشرة. وكان في سيارتي الدورية جنود احتياط من اللواء الخامس الذين أبلغوا عن تعرضهم لعملية.
وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن الجنديين المصابين أبلغا عن العملية قبل أن يصل إليهما مقاتلو حزب الله ويأسروهما. وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن مقاتلي المقاومة دخلوا مسافة مئتي متر وراء السياج الحدودي للوصول إلى المركبتين المعطوبتين. وقال أحد الضباط أن مقاتلي الحزب استخدموا سلما لاجتياز السياج الالكتروني عند العبور.
وادت العملية في صفوف الاسرائيليين الى سقوط ثلاثة قتلى وجريحين، أحدهما إصابته خطيرة، ووقوع اثنين من الجنود في الأسر أحدهما جندي نظامي هو سائق آلية "هامر" والثاني من القوات الاحتياطية. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي "حزب الله" كانوا قد استعدوا للعملية بتجهيز سيارات لحمل الجنود الأسرى والفرار بهم، وأنه تم العثور على جثة ثالث في مسار انسحاب قوة "حزب الله" في داخل الأراضي اللبنانية حيث يبدو أنهم كانوا قد حملوه ثم تركوه.
وبعد ذلك تقرر إدخال قوات إسرائيلية إلى داخل الأراضي اللبنانية فتقدمت دبابة "ميركافا سيمان 2" سبعين مترا إلا أنه سرعان ما تم تدميرها بالكامل جراء عبوة ناسفة قدرت بنحو مئتي كلغ وقذائف مضادة للدروع. ولقي أفراد طاقمها الاربعة حتفهم. واستمرت محاولات إخراج الدبابة من مكانها واستعادة الجثث حتى وقت متأخر من الليلة الماضية من دون جدوى، ما ادى الى مصرع احد الجنود ايضا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن استعدادات "حزب الله" للعملية كانت شاملة، وإن خلية للحزب عمدت إلى تنفيذ محاولة اقتحام أخرى لموقع عسكري في القطاع الغربي. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن عملية "حزب الله" تمت في موضع يصعب على مواقع الرصد الإسرائيلي مراقبته. ولم يستبعد أحد الضباط الإسرائيليين أن يكون مقاتلو "حزب الله" من أفراد وحدة خاصة خططت للعملية بعد فشل سابق في الغجر في تشرين الثاني من العام الفائت.
من جهتها، اكدت مصادر حزب الله لـ"السفير" ان العملية تم التخطيط لها منذ مطلع العام الحالي وان امر العمليات وتحديد ساعة الصفر قد اتخذا منذ ثلاثة ايام، عندما تم نشر قوة خاصة من الاسناد الناري في منطقة القطاع الغربي، وان المواجهة حصلت بشكل مباشر عبر مباغتة الجنود في ناقلتي "الهامر" باشتباك مباشر وجها لوجه، وادى الى اسر جنديين ومقتل ثلاثة وجرح اثنين.
وحسب تقديرات الإسرائيليين فإن كل الإجراءات كانت متخذة على أساس أن "حزب الله" سيضرب في منطقة زرعيت لأسر الجنود وبالرغم من ذلك نجحت العملية تماماً كما حصل في غزة سابقاً.
وحسب الرواية الاسرائيلية، فان الجريحين الاسرائيليين تمكنا بعد 20 دقيقة من ابلاغ قيادتهما في بيرانيت بوقوع العملية، ووصلت اول دورية اليهما بعد عشرين دقيقة من ذلك ولم يتحرك الاسرائيليون الا بعد عشرين دقيقة، اي ما مجموعه ستين دقيقة، وكانت هذه المدة كافية من اجل ان يسحب "حزب الله" الاسيرين "الى مكان آمن وبعيد"، على حد تعبير السيد حسن نصر الله.
وقد رد الجيش الإسرائيلي بقصف عشرات الأهداف من مواقع "حزب الله" والجسور والبنى التحتية داخل الأراضي اللبنانية، وبلغت في ساعة متاخرة ليلا جسور السعديات والدامور والاولي (الجسر العلوي) وسبلين ووادي الزينة والدلهمية وعلمان وجدرا في الشوف واقليم الخروب. وبلغ عدد الشهداء اللبنانيين ثلاثة بينهم مدنيان سقطا في منطقة منتزهات جسر القاسمية بالاضافة الى شهيد للمقاومة الاسلامية، فيما سقط اكثر من 20 جريحا من المدنيين بينهم ثلاثة زملاء من محطة "نيو تي في" وأحد الزملاء في محطة "المنار".
وقد رد حزب الله ليل امس باستهداف مركز "ميرون" للتحكم الجوي والرصد الاستراتيجي في رسالة واضحة جدا للاسرائيليين، حيث تردد ان القذائف التي استخدمت في هذه العملية ندر ان استخدمتها المقاومة في العمليات السابقة.