تقرير خاص لقناة المنار - 31/1/2008
اعترف تقرير فينوغراد الذي سلم لرئيس وزراء العدو وكبار المسؤولين السياسين والعسكريين في كيان العدو بفشل حرب تموز الاخيرة على لبنان في تحقيق اهدافها، وان الحرب تلك كانت اخفاقاً كبيراً وخطيراً وان التخبط خلال الحرب اضر بالكيان الصهيوني، مشيراً الى ان الحرب اثارت اسئلة حول مصير الكيان الصهيوني.
واكد القاضي الياهو فينوغراد الذي تلا مقتطفات مختارة من التقرير في مؤتمر صحفي، ان الجزء المغلق من التقرير يتعلق في ما خص حرب لبنان على مواد سرية، وان التقرير المنشور لا يتضمن حقائق كثيرة بسبب السرية.
واضاف فينوغراد ان الاخفاق يتحمل مسؤوليته السياسيون والجيش على حد سواء، وان الكيان الصهيوني لم يحقق أي انجاز سياسي او عسكري خلال حرب تموز. التقرير الذي اعترف بان تنظيماً من مجموعة مقاتلين هزم أقوى جيش في الشرق الاوسط، اشار الى ان الجيش لم يؤمن حماية المستوطنين من الصواريخ، وان الفشل في الحرب البرية تتحمل مسؤوليته القيادة السياسية والعسكرية.
وقال فينوغراد: "إسرائيل لم تستخدم بشكل عقلاني وناجع قوتها العسكرية في حربها على لبنان ولم تتوصل إلى إنجاز سياسي ولا إلى إنجاز عسكري، وهذه النتيجة كانت بسبب ان الحرب لم يتم خوضها بتقديرات صحيحة ودراسات واسس اساسية تم اختراقها".
كما اشار التقرير الى ان الحملة البرية الاخيرة لم توقف الصواريخ ولم تحقق الاهداف، مؤكداً على الإدارة الفاشلة والشاملة للحرب، وان العدو الصهيوني لم ينجح في استخدام قواتها رغم ان الحرب كانت هجومية وفي منطقة محدودة.
واوضح تقرير القاضي فينوغراد المؤلف من اكثر من 500 صفحة ان هناك فشلاً وتقصيراً في طريقة اتخاذ القرارات سياسياً وعسكرياً. لكنه اوضح قائلاً: "ان القرار في 12 تموز أن نقوم برد عسكري كبير وتحديد أهداف ضيّق هامش المناورة لدى اسرائيل وكان أمامها بديلان فقط البديل الأول ضربة قوية وخاطفة وموجعة على "حزب الله" أما الثاني فتغيير جذري للوضع في الجنوب عن طريق عملية برية كاملة واحتلال المناطق وتطهيرها".
واشار القاضي فينوغراد الى ان قضية السفينة حانيت في سلاح البحرية أثقلت أيضاً على أدائه ولهذه الحرب إنجازات سياسية مثل القرار 1701 وان القرار 1701 وبالاجماع كان انجازًا لاسرائيل وخضوعًا لرغبتها.
كما واكد التقرير ان رئيس وزراء العدو ايهود أولمرت لم يفشل في إدارة معركة رئيسية وقراراته كانت "معقولة"، وقال القاضي فينوغراد: "لا استخلاص عبر شخصية بحق الأفراد وقد عالجنا كل التقصير لكن امتناعنا عن توجيه اتهامات شخصية مشددين على عدم التفريق بين المستويين السياسي والعسكري".
هذا ودعا حزب الليكود ايهود اولمرت للاستقالة مشيراً الى ان التقرير كان قاسياً، كما اعتبر احد مساعدي وزير الحرب الحالي ايهود باراك ان الفقرات القاسية من التقرير لا يمكن تجاهلها.
من جهته اشار مساعد لالمرت ان رئيس وزراء العدو عبر عن ارتياحه ورضاه بعد تفحص التقرير النهائي. من جهته عبر وزير الحرب السابق عمير بيرتس عن رضاه عن التقرير النهائي.
وكان وزير المالية الصهيوني (روني بار اون) قال قبل ساعات من صدور التقرير أن اولمرت يرفض تنظيم انتخابات مبكرة. وقال (بار أون) خلال اجتماع لحزب كاديما إن رئيس الوزراء مصمم على هذه النقطة ولن تجعله حملة الضغوط ان يتراجع عن موقفه. إذاعة الجيش الصهيوني قالت ان رئيس اللجنة القاضي (إلياهو فينوغراد) يُمكن أن يشن خلال مؤتمره الصحافي مساء اليوم هجوماً عنيفاً على اولمرت.
هذا وتنشغل الاوساط السياسية داخل كيان العدو بدراسة الاثار التي سيتركها تقرير لجنة فينوغراد على المستويين السياسي والعسكري وامكانية صمود رئيس الحكومة الصهيونية ايهود اولمرت في السلطة لفترة طويلة .
اذاً، هي لعنة حرب لبنان الثانية وفق التسمية الصهيونية تلاحق اولمرت مع صدور التقرير النهائي، والذي اصبح كالمقصلة المسلَّطة على رأس اولمرت بعدما اطاحت بكبار قادته العسكريين، على رأسهم رئيسُ اركان الجيش دان حلوتس ووزيرُ الحرب عمير بيرتس، اضافة الى عدد من كبار الضباط .
تقرير لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي "الياهو فينوغراد" وبرغم عدم تضمنه توصياتٍ شخصية، يشير إلى مَوَاطن الضعف والخلل في أداء المستويين العسكري والسياسي ، وقد لا يقود على الارجح الى الاطاحة الفورية برئيس الوزراء لكنه سيزيد من الضغط عليه سياسياً وشعبياً.
المستوى السياسي تتولاه المعارضة اليمينية بزعامة "بنيامين نتنياهو" الذي يتربص بالائتلاف الحاكم الحالي بين حزب كاديما بزعامة اولمرت وحزب العمل بزعامة ايهود باراك ، في وقت يواجه كاديما ارتدادات داخلية لزلزال التقرير ، لكن مسؤولِين في الحزب اكدوا مسبقاً انهم لن يشاركوا في عملية انتحار جماعية في حال اتى التقرير قاسياً جداً .
امام هذا وذاك يبدو ان حزب العمل اكثر ميلاً الى التمسك بالحكومة الحالية بعد اشارة رئيسه باراك الى البقاء ضمن الائتلاف القائم مع كاديما، بينما يقول قياديون في حزب العمل ومن بينهم امينه العام ايتان كابل ان على ايهود اولمرت الاستقالة.
ويبدو جلياً ان مصلحة اولمرت وباراك هي في بقاء الحكومة الحالية ورفض ِاجراء انتخابات مبكرة انطلاقاً من احتمال حصول الليكود على موقع ٍمتقدم ٍبين الناخبين، خاصة وان اهالي الجنود القتلى وضباط الاحتياط يتحضرون لحملة ضغط اعلامية على اولمرت الذي يتهمونه بقلة الخبرة العسكرية.
أما على المستوى العسكري ، فان على جيش الاحتلال ان يواجه الاستحقاقات التي يفرضها تقرير فينوغراد لا سيما بسبب القصور في توفير الرد على صواريخ الكاتيوشا وكذلك المعالجة الفاشلة للجبهة الداخلية، والتردد الذي أبداه قادة الجيش في تنفيذ المهمات الموكلة إليهم خلال الحرب وسوء التنسيق بين هيئة الاركان وقادة الفرق في الشمال .
وفي ظل الخوف من ضرب صورة المؤسسة العسكرية التي يرتكز عليها الكيان الصهيوني ، يبدو هذا الكيان امام إعادة تقييم استراتيجية لبُنيته الداخلية ستترك على الارجح تأثيراتها على الاوضاع المحيطة .